الأمن والشبيبة فتنة للجامعات

الجامعة أداة تعليم، وتعظيم الوعي، وترشيده. هكذا هي في دول العالم المتحضرة، وهو ما نفتقده أحيانا عندنا في جامعات بلادنا المحتلة!
الشرطة وأجهزة الأمن أدوات حفظ القانون وتنفيذه، وحماية حقوق المواطنين. هكذا هي في دول العالم المتحضرة. وهو ما نفتقده كثيرا في بلادنا المحتلة!
الإعلام سلطة رابعة من وظائفها نشر الوعي، ومراقبة الأداء الحزبي والسلطوي، ووسائل الإعلام تتمتع بحرية كاملة، وباحترام في كل دول العالم الراقية والمحترمة، وهو ما يغيب عن إعلام بلادنا ووسائله، حيث كسرت الشبيبة ورجال الأمن كاميرات الصحفيين لمنع نقل الصورة وفضح الجريمة.
حرية الرأي والتعبير من خلال الكلمة، والمقال، والمسرح، والوقفة الاحتجاجية والتظاهر، أمور يقررها القانون، وتحميها العدالة في كل دول العالم الديمقراطي، وهو لا يتوافر لنا ولا لطلبتنا في الجامعات بشكل محترم!
أول من أمس الثلاثاء ٧/ ٦/٢٠٢٢ م اعتدى موظفون في جامعة النجاح الوطنية بنابلس على ممثل الكتلة الإسلامية، واستولوا على جواله، وفي إثر ذلك نفذت الكتلة الإسلامية وقفة احتجاج ضد الاعتداء والمعتدين أمس الأربعاء ٨/٦/٢٠٢٢م خارج أسوار الجامعة، مع المطالبة بمحاسبة من اعتدوا على ممثل الكتلة، ورد الاعتبار للممثل. لم تمضِ ساعة على المجتمعين في الوقفة الاحتجاجية السلمية المتحضرة حتى هاجمهم أفراد من طلبة الشبيبة، ورجال من أمن السلطة يلبسون الملابس المدنية. اشتد الشجار وأصيب بعض طلبة الوقفة الاحتجاجية بإصابات مختلفة، وارتفعت درجة الاحتقان، في ظل دعوات لتوسيع الاحتجاجات، وتعطيل الدراسة، ومحاسبة المعتدين، وخاصة الموظفين منهم.
بعد ذلك، وتفاديا للتوسيع والتداعيات قررت إدارة الجامعة فصل (١٠) من الموظفين والطلبة المعتدين على الوقفة الاحتجاجية، وعلى حرية الطلبة في التعبير الحر المسؤول، وأصدرت الجامعة بيانا بالفصل، ووعدت بفصل من تثبت بالتحقيق إدانته؛ لمنع تكرار الحدث الجريمة.
موقف إدارة الجامعة في نظري جيد، ولكن لا يكفي؛ لأن رجال الأمن المعتدين لم يرد ذكرهم في بيان الجامعة، ولم تقرر إدارة الجامعة تقديم رسالة احتجاج للمسؤولين عن أجهزة الأمن لكي يحاسبوا المعتدين على الطلبة، ويمنعوا تكرار الاعتداء!
ما حدث ضد الوقفة جريمة اعتداء بدوافع حزبية، وانتقامية تستند للسلطة، والسكوت عنها جريمة أخرى، ومداهنة أجهزة الأمن وتحميل الجرم للشبيبة فقط عمل ناقص يضع إدارة الجامعة في دائرة الشبهة والاتهام.
الحياة الجامعية أنظمة، ووعي، وحرية، وذات خصوصية، لا تخضع لعصا رجل الأمن، ولا لفكر الشللية. الجامعة ليست شارعا، أو سوقا، أو منتدى خاصا للشبيبة، والخوف من أجهزة الأمن، أو مداهنة رجالها يؤسسان لاعتداءات جديدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...