الإثنين 29/أبريل/2024

ما ظهر أوضح

محمد حافظ العبادله

رسالة “ما خفي أعظم” تؤكد عقم سياسة الاغتيال السياسي والميداني لقيادات المقاومة، وتؤكد على تحدى الإرادات من خلال الظهور الإعلامي المركزي، للقائد العسكري محمد السنوار بالبرنامج، وأنها أبلغ رد على العدو لترويجه لاغتيال قائد الحركة يحيى السنوار، على قاعدة التماسك الإداري وإظهار السيطرة على مفاصل العمل العسكري والميداني من خلال توزيع مفارز العمل والتأكيد على نهج القيادة الجماعية، مما يسقط الهدف المرجو من الاغتيال والمنوي إحرازه بصفوف الفدائيين من تفكك وتراجع للمقاومة وقيادتها الميدانية.

هذا الظهور للقائد محمد السنوار يوضح جدية الموقف، ويبرز نوع الرد القاسي على أي خطوه قد يأخذها العدو تجاه الوطن ومقدساته فضلا عن شخصياته القيادية، أما قراءتي الشخصية لهذا الظهور تعنى للعدو قبل الصديق أن (يحيى أسهل من محمد).

أما الرسالة الثانية فهي تأكيد المقاومة على أولوية ملف الأسرى والعمل على تحريرهم، فلن يشغلنا عن تحريرهم أي عمل أو تفكير، فهم في قلب اهتمام القيادة، وهذا أقل الالتزام والعهد.

أيضا هذا التوجه يؤكد الطابع الإنساني لمقاومتنا؛ لأننا ننشد الحرية والتحرير، وكنس الاحتلال من فلسطين المحتلة.

أما الثالثة فهي امتلاك المقاومة لنهج العلم لتطوير القدرات الإدارية واستخدام البحث العلمي لإضافة كل جديد لتحسين القدرات الميدانية، وأبرز دليل في هذا التوجه، استشهاد ثلة من المهندسين والفنيين في مجال التصنيع وعلى رأسهم د. جمال الزبدة وابنه المهندس أسامة، وهنا نشير إلى عمق الانتماء للقضية والوطن داخل شباب وكوادر مشروع المقاومة رغم رغد العيش الذي كان بين ظهرانيهم، لكنه صدق الانتهاء والفداء للدين والوطن قضية وشعبًا.

والرابعة، هي الاهتمام باختصاص الإعلام العسكري من حيث التعبئة والفداء بنهج علمي مدروس يوظف التعاطف الجماهيري ويوجه لخدمة المقاومة من خلال أفضل أدوات التكنولوجيا والمختصين، إضافة إلى استخدام هذه القدرات للتأثير داخل كيان العدو المحتل لدرجة توصيل رسائل مباشره لزبانية قطعان المستوطنين لبث الرعب بينهم.

والخامسة هي التأكيد على العمق الإقليمي للمقاومة ومحورها من خلال إبراز دور الغرفة المشتركة بين (ضباط استخبارات الحرس الثورى الإيراني وضباط الاستخبارات لحزب الله وضباط استخبارات القسام)، حيث الدعم الاستخباري الأمني والدعم اللوجستي.

والسادسة، هي التأكيد على وحدة الجغرافيا لفلسطين التاريخية من خلال العمل على تفعيل كل الساحات لمواجهة العدو المحتل، للحفاظ على قدسنا ومسجدنا.

أما الإشارة لمعرفة ما يؤلم العدو وكيانه فهو سيكون عنوان المرحلة القادمة، والذى لم تقدم عليه قيادة المقاومة سابقا، أزعم أنه سيكون استهداف لمفاصل الاقتصاد داخل الكيان بالإضافة لما هو معروف قديما من أهداف عسكرية، ونذكر هنا بمحور شركات التكنولوجيا المتقدمة جدا التي تمثل 45% من اقتصاد العدو توزيعا وتصنيعا، بالإضافة إلى الموانئ التجارية ومجمعات الوقود والغاز وآبار إنتاج الغاز ومصانع المواد الكيماوية بحيفا، إن استهداف هذا النوع من الاستثمار يعنى قلب الاقتصاد بالكيان، وهو أحد مبررات وجود الاحتلال بفلسطين، وهنا يمكن مقايضة هذه الأهداف لفك حصار قطاع غزه، فلا شيء أغلى من الحق بالحياة الكريمة، وإذا لم يستجب العدو فلن يجد المكان الذى سيستثمر فيه أموال المطبعين، إنها أموال منهوبة أصلا من شعوب المنطقة ومستحقيها.

مزيدا من تراكم القوة، دون الإصغاء للغة السياسة المستضعفة ورفض لغة المصالح البعيدة عن التحرير والحرية، عاشت فلسطين، والمجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات