عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

ما دلالات فوز حماس في انتخابات بيرزيت؟

ما دلالات فوز حماس في انتخابات بيرزيت؟

أثار الفوز الذي حققته كتلة الوفاء الإسلامية بانتخابات مجلس طلاب جامعة بيرزيت، أمس الأربعاء، تساؤلات حول دلالات فوز الكتلة، وما إذا سيكون لها تأثير على الأداء السياسي للسلطة الفلسطينية، ومدى قناعتها بسلوك مسار ديمقراطي حقيقي.

ورأى أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، فريد أبو ضهير، أن “نتيجة انتخابات بيرزيت تعكس الحالة المزاجية للشاب الفلسطيني خصوصا، والشارع في فلسطين عموما، والتي يبدو فيها واضحاً حجم التوجه لخيار المقاومة، على عكس الخيار السياسي لحركة فتح الذي تقوده السلطة بدون أي أفق سياسي”.

ودلّل على ذلك بفوز الكتلة الإسلامية المحسوبة على حركة “حماس” في جامعة مقرها وسط الضفة، وبإحدى ضواحي مدينة رام الله التي هي “العاصمة السياسية للسلطة الفلسطينية، وفيها مقرها”.

واستبعد أبو ضهير أن تشكل نتيجة الانتخابات أي انعكاس على سياسات السلطة، قائلاً: “لن تدفعها حتى للاقتراب أكثر من حاجة الشارع الفلسطيني للتوحد وتكريس السلوك الديمقراطي؛ إذ يبدو أنها تنهج نهجا آخر؛ لا يهتم بكل ما يحصل في الشارع”، على حد تعبيره.

فشل السياسات الأمنية

من جهته، رأى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، أن “الفوز اللافت في انتخابات مجلس الطلبة للكتلة الإسلامية المحظورة من الاحتلال، يثبت أن السياسات الأمنية فشلت في التعاطي مع هذه الحركات، ولم تأتِ بالنتائج المرجوّة منها”.

وأكد الشوبكي أن “لصندوق الاقتراع صدى أكبر وأوسع في الشارع الفلسطيني، ورغم أن النتيجة كانت متوقعة؛ كان الفارق كبيرًا”.

وأضاف أن “هذا يشير إلى مدى نجاعة سياسات السلطة الفلسطينية على مدار سنوات ماضية”، متابعاً: “ربما آن الأوان على حركة فتح أن تعي هذه الرسالة جيدًا، لتدرك أن التماهي بينها وبين السلطة أضرّ بها كثيراً”.

واستبعد أن يكون للعمليات الفدائية التي وقعت مؤخراً ضد الاحتلال، أي تأثير على نتائج التصويت في بيرزيت، مؤكداً أن هذه النتائج “تعكس توجهاً في الشارع الفلسطيني نحو الفصائل الإسلامية واليسار، خاصة بعد معركة سيف القدس التي خلقت واقعًا جديدًا، وتحولاً كبيرًا في القاعدة الجماهيرية”.

ورجّح الشوبكي أن “تؤثر نتائج هذه الانتخابات، التي جرت في أجواء بعيدة عن المصالحة والوحدة الفلسطينية، سلباً على حالة الحقوق والحريات في الضفة الغربية”.

غياب التيار الثالث
من جانبه؛ قال الباحث في مركز القدس للدراسات، عماد أبو عواد: إن “الشعب الفلسطيني ينتظر انتخابات جامعة بيرزيت بكل لهفة بين العام والآخر”، مرجعًا ذلك إلى “غياب أي أجواء ديمقراطية، وانتخابات تعلي صوت الشارع الحقيقي، وتمثل باروميترا حقيقيا لقياس توجه الشارع وخياره”.

ورأى أن “نتائج الانتخابات تشير إلى عدم وجود تيار ثالث في الشارع الفلسطيني لعمل موازنة بين فتح وحماس، وتؤكد عدم قدرة أي طرف على إلغاء وتغييب الطرف الآخر”.

وأشار أبو عواد إلى أن “معركة سيف القدس أنتجت رمزية كبيرة في بعض شخوص حركة حماس وجناحها العسكري، والتي أصبحت محل إجماع وحب كبير لدى مختلف الفصائل، الأمر الذي رفع أسهم الحركة في جامعة بيرزيت كثيرا”.

وحققت الكتلة الإسلامية فوزاً مؤزراً، أمس الأربعاء، بانتخابات جامعة بيرزيت، وحصلت على إجمالي 5068 صوتا (28 مقعدا)، في حين حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات على 3379 صوتا (18 مقعدا)، والقطب الطلابي الديمقراطي على 888 صوتا (5 مقاعد)، وكتلة الوحدة الطلابية على 132 صوتا، وكتلة اتحاد الطلبة على 76 صوتا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات