لهذه الأسباب يستهدف الاحتلال أبناء مهنة المتاعب
لم يكن اغتيال الاحتلال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة حدثا استثنائيا، بل نهجا معتمدا ومتعمدا، لأنه يعتبر الكاميرا والقلم والدفتر والميكروفون أسلحة معادية يجب استهدافها، لا تقل خطورة عن البندقية والقنبلة والرصاصة، ومنذ اندلاع الانتفاضات والهبات الشعبية الأولى، سعى الاحتلال للتعتيم عليها، فقلّل من أهميتها، وأعطى أرقاما مضللة حول عدد الشهداء، وحاول إبعادها عن موقع الصدارة في الصفحات الأولى في الصحف، والنشرات الإخبارية.
في فترة لاحقة، تبدل تكتيك الاحتلال باتجاه تصوير أحداث المواجهات مع الفلسطينيين، وكأنها اشتباكات مسلحة بين الجانبين، لتبرير القصف العشوائي العنيف ضد الأحياء السكنية، وما لبثت أن أضحت هذه الهبات الجماهيرية مادة غنية للتشويه الإسرائيلي، فعمل على إعادة تشكيل الأحداث من خلال طواقم تدرك فن التلاعب بالعقول والمشاعر، لعزل المنتفضين الفلسطينيين، وحصرها في إطار أعمال “عنف” فلسطيني موجه ضد الإسرائيليين.
لقد انطلق الاحتلال ووسائله الدعائية وماكنته الدبلوماسية في توصيفه للانتفاضات من فرضيات باطلة، تعبد الطريق أمام جنوده لاستهداف كل ما هو فلسطيني، بمن فيهم الصحفيين والعاملين في وسائل الاعلام، كما حصل مع الشهيدة شيرين.
من هذه المنطلقات أن الفلسطيني هو المعتدي، والإسرائيلي معتدى عليه، والفلسطينيون بدأوا المواجهات، والجنود الإسرائيليون يدافعون عن أنفسهم، وبالتالي فإن جميع الجرائم التي يرتكبها الجيش إنما هي رد فعل على “العنف” الفلسطيني، وهذا بعد عن الحقيقة والموضوعية، لأن كلمة رد فعل توفر ضمنيا سببا للقيام بالهجوم، وتفسر الأمر بنفسها، فضلا عن تبرئة ساحة الاحتلال في اندلاع الأحداث، فكثيرا ما اتهم المراسلون الإسرائيليون أن خطبة الجمعة في المسجد الأقصى تضمنت عبارات تحريضية ساعدت على إلهاب مشاعر المصلين، وليس مشاهد الجنود المدججين بالأسلحة، وهم يفتشون المصلين بصورة مهينة!
في الوقت ذاته، فإن الرقابة العسكرية تعتبر حلقة هامة لإحكام قبضتها على كل ما يصدر في تغطية الأحداث، لعدم إدانة الاحتلال، حتى لو ارتكب جريمة في وضح النهار، وفي وجود الشهود، كما حصل مع شيرين، فيما نال الصحفيون الفلسطينيون نصيبا وافرا من التحريض الإسرائيلي ضدهم، باعتبار ملاحقتهم ومنعهم من القيام بدورهم المهني جزءً من المواجهة التي يخوضها الاحتلال، ولذلك مارس دورا تحريضيا فاضحاً ضدهم.
إن هذا الأسلوب يؤكد أن القاتل الإسرائيلي لم يجد ملجأ يسوغ من خلاله جرائمه إلا بالافتراء على الضحية، باتهامها بأنها سبب الجريمة التي استحقتها، ولعلنا نذكر المقولة الشهيرة لـ”غولدا مائير” حين قالت: “لن أسامح الفلسطينيين لأنهم يجبرون جنودنا على قتلهم”، وبالفعل فقد سمعنا اتهامات إسرائيلية للشهيدة شيرين على سبب ذهابها لهذه المنطقة الأمنية الحساسة من مخيم جنين!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 226.. القسام يواصل التصدي ويبث مشاهد لاستهداف قوات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 226 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
خامنئي يدعو الإيرانيين لعدم القلق على البلاد بعد حادث مروحية رئيسي
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الشعب الإيراني إلى عدم القلق في أعقاب "حادث صعب" تعرضت له طائرة الرئيس...
جنوب أفريقيا: سنواصل سعينا لتطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية على إسرائيل
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، إن المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" حقيقة ماثلة أمام العالم بأسره. وأكدت...
مستوطنون يضرمون النار بمشطب للمركبات جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، مساء الاحد، النار بمشطب للمركبات في بلدة يتما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، متسببين باحتراق...
حماس: نتابع ببالغ القلق حادثة الهبوط الاضطراري لمروحية الرئيس الإيراني
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، إنها "تتابع ببالغ الاهتمام والقلق، الأخبار التي تتحدث عن هبوط اضطراري...
ضربات قاسية.. المقاومة تصفع حكومة نتنياهو في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية في مناطق في رفح وجباليا وهو يتلقى ضربات مؤلمة على يد المقاومة الفلسطينية...
24 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا بمعارك غزة منذ بداية مايو الجاري
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام بلغ عدد الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتلهم منذ بداية شهر مايو/...