عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

الواقع يكشف الحقائق.. حكومة صهيونية متهاوية ومقاومة فلسطينية متصاعدة

الواقع يكشف الحقائق.. حكومة صهيونية متهاوية ومقاومة فلسطينية متصاعدة

الساعة البيولوجية لوزراء حكومة “بينيت” وقادة أجهزته الأمنية مضطربة بالكامل؛ فمنع وقوع عمليات المقاومة الفردية في الداخل المحتل يلزمه الولوج في رأس كل فلسطيني بالضفة والداخل المحتل.

وتصاعدت في الأسابيع الماضية عمليات المقاومة الفلسطينية الفردية التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المستوطنين وسط عجز أمني إسرائيلي وانتقادات واسعة من معارضي الحكومية الإسرائيلية.

وطفت على السطح تصريحات ومواقف لقادة سياسيين وأحزاب إسرائيلية تنتقد فشل حكومة “بينيت” وأخرى داعية لمراجعة سلوك المؤسسات الإسرائيلية في التعامل مع القضية الفلسطينية.

وتبدو حكومة “بينيت” حائرة بين اتخاذ قرار بتصعيد عسكري في غزة أو الضفة المحتلة خشية فشلها المرجح، وبين محاولة امتصاص موجة العمليات المتواصلة التي تكشف عورتها الأمنية أمام معارضتها.

تأثير جديد

عقب اعتقال منفذي عملية “إلعاد” علّق “بينيت” رئيس حكومة الاحتلال قائلاً إنه سيتم خلال شهر عرض خطة لإنشاء حرس وطني؛ لمنع العمليات، وتوفير الأمن في المناطق الإسرائيلية.

وكان قادة الاحتلال لوّحوا بنيّتهم للعودة لسياسة الاغتيالات، وفرض عقوبات جديدة على عمل الفلسطينيين في الداخل المحتل، وإغلاق المعابر لمحاولة ردع منفذي العمليات.

 ويؤكد المحلل السياسي تيسير محيسن أن القراءة الموضوعية لاستمرار عمليات المقاومة بشكل متقطع كشفت حالة تباين في المواقف الإسرائيلية في مستويات سياسية وأمنية وعسكرية.

ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “ظهرت حالة إرباك، ووجهت شخصيات سياسية بارزة وأخرى اجتماعية اللوم للحكومة والمتطرفين، ووقعت اتهامات متبادلة أن التطرف دفع شبانًا فلسطينيين لشنّ عمليات”.

التصعيد الإسرائيلي في ملف القدس والأقصى والاستيطان يسكب الزيت على النار كلما هدأت توترات المشهد الميداني؛ ما أدى لحالة تحدٍّ فلسطينية واستماتة في كسر واقع الاحتلال العدواني.

ويقول المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو: إن الصمود الفلسطيني تواصل في السنوات الماضية ضد عدوان الاحتلال تصدياً لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية بعد فشل عملية التسوية.

ويتابع لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الشارع الفلسطيني واصل الوعي والعمل المنظم، وأضحى لديه قدرة على النهوض والاستفادة من ثغرات دفعت نحو تغيير المعادلة وتعاظم العمل المقاوم”.

 وشكل استمرار عمليات المقاومة (الذئاب الفردية) التي يصعب التنبؤ بوقوعها ضربة لأمن الاحتلال التي صنعت حالة من الرعب والإرباك في الشارع الإسرائيلي.

حسابات جديدة
معادلة “ما لم ينجح بالقوة ينجح بيمين القوة” لم تعد فاعلة في السلوك الإسرائيلي؛ لأن التصدي لتهويد المقدسات حوّل كل شاب فلسطيني لمنفذ عملية مع وقف التنفيذ.

منذ وقعت جولة “سيف القدس” يناقشون مستقبل وجود دولة إسرائيل في ظل وحدة وعي وموقف ومقاومة جمعت غزة مع الضفة والداخل المحتل في تحدٍّ أعاد الصراع لأصوله الأولى.

ويشير المحلل “محيسن” إلى أن موجة العمليات الأخيرة كشفت غياب وحدة موقف جمعي إسرائيلي لدى الحكومة والمجتمع الإسرائيلي الحائرة بين شنّ هجمات على غزة أو الضفة أو اغتيال قادة فلسطينيين.

جيش الاحتلال النافذ تاريخياً بعمق لسلوك الحكومة الإسرائيلية أول من يدفع الثمن مع أجهزة الأمن؛ فقد فشل في كبح جماح مقاومة غزة في جولة “سيف القدس”، والآن يخشى تكرار السيناريو، يقول “محيسن”.

ويرى المحلل “محيسن” أن فشل أمن وجيش الاحتلال في منع العمليات الأخيرة أعجزه عن الرد ومنعها مستقبلاً.

ووسط فشل السلطة الفلسطينية السياسي وإخفاق الاحتلال الأمني ثمة محاذير عديدة أمام خيار اجتياح للضفة أو حرب على غزة التي سترجح حتماً كفة المقاومة، وهو ما لا ترغبه السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”.

ويؤكد المحلل ذوالفقار سويرجو أن الفلسطينيين أثبتوا أنهم لم يرفعوا الراية البيضاء رغم تصاعد سياسة التهويد والاستيطان بل راكموا فعلا مقاوما يجبر الآن “إسرائيل” على مراجعة حساباتها.

ويوضح المحلل “سويرجو” أن حالة التشرذم والتصادم في الرؤى الإسرائيلية مؤخراً تعكس واقعا تفكك مرتقبا يهدد وجود الدولة في سياق بيئة إقليمية ودولية مضطربة لديها ما يشغلها من صراعات متواصلة آخرها حرب روسيا وأوكرانيا.

الخيار الوحيد أمام حكومة “بينيت” هو مجاراة واقع العمليات وامتصاص غضب الشارع والمعارضة التي يتزعمها “نتنياهو”، وهو يدفع أقدام حكومة “بينيت” نحو حافة الحرب، وفق “سويرجو”.

الخاصرة الضعيفة دائماً في “إسرائيل” هي جبهتها الداخلية التي فقدت في الأسابيع الأخيرة الأمن في شوارعها ومدنها؛ فهي لا تقوى على الصمود طويلاً وحكومتها راقدة بين مطرقة التصعيد وسندان المعارضة، والأيام القادمة كفيلة بكشف كثير من التداعيات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات