عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

معركة الأقصى.. هكذا خسرت إسرائيل في عدوانها بالقدس

معركة الأقصى.. هكذا خسرت إسرائيل في عدوانها بالقدس

مجبرةً سلطات الاحتلال الصهيوني على امتصاص ما يجرى من ردود أفعال المقاومة رغم وصول الوضع في القدس المحتلة إلى حافة الهاوية فبحسابات الربح والخسارة ستكون الخاسر الأكبر.

بعد إطلاقها اسم “كاسر الأمواج” في عدوانها العسكري لكبح مقاومة الضفة والداخل المحتل لا يبدو أن “نمو السنبلة” وهو الاسم الأول للعملية يمضي في طريقها المراد لتحقيق غايتها.

تتضاعف حدة الصراع الميداني مع حكومة هشّة ومشهد سياسي “إسرائيلي” تتحكم بدفته جماعات الاستيطان والتطرّف في مواجهة مقاومة شعبية فلسطينية ظهرها للجدار.

تراجع “الاحتلال” -وفق المعلن رسميا- عن السماح للمتطرفين الصهاينة بإقامة شعائر دينية منها “ذبح القرابين” قرب المسجد الأقصى، لكنها في الوقت ذاته شنت هجوماً فجر الجمعة أوقع مئات الجرحى والمعتقلين.

شهوة العدوان

شهوة التطرف الصهيوني تجددت -السبت- حين وجّه تجمع منظمات “جبل الهيكل” دعوات لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى ابتداءً من الأحد بداية عيد الفصح اليهودي وحتى الخميس.

هجوم الجمعة طال آلاف المعتكفين والمرابطين بالمسجد، واعتدت شرطة الاحتلال عليهم بالضرب والرصاص العدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدّى لإصابة 160 واعتقال أكثر من 470 آخرين.

ويرى جمال عمرو، الخبير في شؤون القدس والاستيطان، أن الصراع مع الاحتلال في القدس وجميع أرض فلسطين وصل لحالة من الاحتدام ومرحلة التصفيات.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن الآن في صراع النهايات، نكون أو لا نكون، فلا يمكن احتواء الأمور وكبح جماح جيل مقاوم شبّ عن الطوق، والمدّة القادمة سيكون الصراع أشد”.

لم تكن موجة عمليات المقاومة الحالية عادية في حسابات الأمن والسياسة؛ بل تقرّ “إسرائيل” بخطورتها وحساسيتها التي عطلت جزءًا مهمًّا من تفاصيل الحياة اليومية في الكيان الصهيوني.

ويقول طلال عوكل: إن الحسابات السياسية والميدانية كلها تؤكد أن “إسرائيل” لا تجرؤ على القيام بتصعيد كبير حتى في جنين؛ لأن التصعيد لا يخدم حكومتها الهشّة.

ويضيف  لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ليس من مصلحة الاحتلال التصعيد وسط متغيرات دولية، وهي فقدت السيطرة على أمنها الداخلي رغم اتخاذها إجراءات واسعة بعد عدة عمليات، وفشلت في وقف المقاومة”.

الترجيحات معظمها تتجه نحو تجشم الاحتلال خسائر بشرية ومادية وسياسية إذا انفلت عقال الميدان في مشهد ربما يكون نسخة مطوّرة عن معركة سيف القدس عام 2021م.

ويؤكد المحلل عوكل افتقاد الاحتلال لموقع المبادر للمرة الأولى في تاريخ الصراع والعمل وفق معادلة رد الفعل، وهو ما يلفت الانتباه لحالة ضعف في موقف الاحتلال.

القدس توحدنا

حين تتسلل القدس والمسجد الأقصى هامة كل مرحلة في الصراع مع الاحتلال يصطف الفلسطيني في  مناطق سكناه كافة جدارًا واحدًا تزيد صلابته وحدة الدفاع عن المقدسات والمحرمات.

شرعت الموجة الحالية بعدوان متصاعد في الضفة وأراضي 48 تواصل معه الاستشهاد والجرحى تلته عمليات مقاومة فردية ازدادت خلال 3 أسابيع جرأة وقوة حتى أوقعت خسائر إسرائيلية قبل تصدّر جنين مشهد الميدان.

يقول المحلل عمرو: إن هجمة الاحتلال على جنين تنال الآن من شبان وُلد معظمهم في زمان هجمته الأولى عام 2002م، وهم كتبوا وصاياهم بأيديهم، وجاهزون للدفاع حتى الموت.

ويتابع: “المرحلة مختلفة من حيث المضمون والأسلوب، ستنتهي مرحلة (محمود) عباس رئيس السلطة، وتشرع صراعات على خلافته من أتباع أقرب للشاباك والموساد وأمريكا لن يكون لهم وزن شعبي، وستنقلب الأمور في كل فلسطين لمصلحة المقاومة”.

المادة الدافعة لإذكاء جذوة الصراع تكمن في تطرف الجماعات اليهودية والمستوطنين الذي يترجمون بسلوك عملي ميداني وهيمنة على حكومتهم يقابلها استماتة فلسطينية وإيمان بوحدة المصير لصد عدوان تجاوز فضاء السياسة كلها.

ويرجح المحلل عوكل تطور الصراع في المرحلة القادمة أمام عودة الوعي الوطني العميق الذي تجاوز الانتماءات الحزبية والفصائلية وتوحد أمام عنوان وطني كبير وقواسم مشتركة أولها القدس.

ولا تزال أجواء رمضان تخيم على المشهد الميداني؛ فالمعتكفون في الأقصى سيواصلون الاعتكاف حتى النهاية والعمليات المقاومة مرجحة في أي وقت بعد تشديد الاحتلال عدوانه على الأقصى وساحات المقاومة الشعبية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات