الخميس 12/ديسمبر/2024

مخيم جنين.. قلعة المقاومة تأبى الانحناء

مخيم جنين.. قلعة المقاومة تأبى الانحناء

بالتزامن مع الذكرى العشرين لاقتحام قوات الاحتلال الصهيوني مخيم جنين بقوات كبيرة من الجيش والدبابات، أعادت “إسرائيل” الكرَّة صباح  السبت بأكثر من خمسين آلية بين مدرعة ودبابة وجرافة ومئات الجنود، وذلك من أجل اعتقال فتحي حازم والد “رعد” منفذ عملية “تل أبيب” قبل أيام، والتي أوقعت ثلاثة قتلى ونحو عشرة إصابات في صفوف الصهاينة.

وبين الاقتحام الأول قبل عشرين عاما، واقتحام اليوم الذي لم يستمر إلا ساعات محدودة، فشلت معه قوات الاحتلال تحقيق هدفها الرئيس باعتقال والد الشهيد حازم، لم تتوقف محاولات الاحتلال اجتثاث مقاومة المخيم رغم كل الظروف المهيأة لها لتحقيق مرادها.

مع الساعة الأولى للاقتحام وقعت القوات الصهيونية في كمين محكمة للمقاومة الفلسطينية في المخيم، مما أوقع عددًا الإصابات في صفوف جنود الاحتلال، وتصدى لها عشرات المقاومين بأسلحتهم الخفيفة ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد السعدي، وإصابة عشرة مواطنين آخرين بجراحٍ مختلفة.

ترميم الصورة
بدوره؛ قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان: إن اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين محاولة لترميم صورته التي دمرها بطل فلسطين الشهيد رعد حازم، منفذ عملية “تل أبيب” البطولية.

وأكد “عدنان”، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال الإسرائيلي هو الخاسر من اقتحام مخيم جنين، مبيناً أنه جرّب مخيم جنين عام 2002 وكسرت إرادته، وفق قوله.

وبيّن أن هدف الاحتلال من المخيم هو اعتقال والد الشهيد رعد، الذي صدح بالحق الفلسطيني الذي نفتخر به، مؤكداً أن إفشال المقاومة لاعتقاله رسالة فخر للشعب الفلسطيني وإغاظة لجيش الاحتلال وحكومته.

ويرى أن الاحتلال يريد لذوي الشهيد أن يكونوا جبناء، ويستنكروا الفعل المقاوم لأبنائهم؛ إلا أنه فشل في الحصول على هذا الأمر.

وأكد القيادي في الجهاد الإسلامي، أن أبطال الريف والقرى والمخيم صنعوا نصراً كبيراً في 2002، واليوم ينبت الدم نصراً جديداً يواجه الاحتلال وجيشه، ودعا إلى ضرورة مساندة مدن الضفة الغربية وقراها لأهالي المخيم، والانتصار لهم ورفع ظلم الاحتلال عنهم.

رأس حربة
ويرى مراقبون، أنّ عوامل عدة جعلت من مخيم جنين رأس حربة المقاومة في الضفة الغربية، وخاصة في منطقة الشمال.

ويسكن جنين أكثر من أربعين ألف نسمة، حيث تُعد أكبر مدن المثلث الواقع بينها وبين ونابلس وطولكرم.

وما يميز حالة المقاومة في جنين عن غيرها، هو اعتياد المواطنين شراء الأسلحة من حر مالهم بعيداً عن الأسلحة التابعة للتنظيمات، وهو ما يجعل التقديرات الإسرائيلية عاجزة عن وضع إستراتيجية واضحة في التعامل مع حالة المقاومة في جنين.

ووفقاً لمصادر خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” فإنّ عددًّا من خلايا المقاومة في جنين تضم مجاهدين من مختلف فصائل العمل الوطني، وهو ما يشير انتماء المقاومين للوطن والمخيم أكثر من انتمائهم لأحزابهم.

ويلعب تاريخ مخيم جنين ومعاركه البطولية دوراً كبيراً في صناعة الوعي للأجيال، خاصة مع الجيل الذي ولد عقب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال خلال عام 2002.

وهو ما يظهر من خلال العمليات البطولية التي تمت خلال الفترة القريبة الماضية والتي نفذها الأبطال، رعد حازم (28 عاماً) وضياء حمارشة (30 عاماً) حيث لم يتجاوز الواحد منهم العشرة أعوام إبان معركة جنين وحصارها الكبير قبل عشرين عاماً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات