الإثنين 06/مايو/2024

تقديرات إسرائيلية: أمامنا تصعيد مطول وعمليات متوقعة

تقديرات إسرائيلية: أمامنا تصعيد مطول وعمليات متوقعة

تسود حالة من التشاؤم في أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالنسبة لقراءة السيناريوهات المتوقعة للتصعيد الميداني في الأراضي الفلسطينية بعد العمليات الأخيرة خاصة في قلب المدن المحتلة عام 1948.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن التقييمات الأمنية بأن الأيام المقبلة خاصة فيما يتعلق بأي أحداث محتملة في القدس هي ما ستحدد وجهة الأوضاع إلى أين ستذهب، وأنه لا يمكن تقدير المدة التي ستستمر فيها موجة العمليات الحالية، في حين يستعد جيش الاحتلال إلى احتمال تصعيد مطول، وأن ينتقل من “النشاطات الدفاعية إلى الهجومية”، والضغط على المجموعات التابعة للفصائل في الضفة الغربية.

وقالت مصادر أمنية للصحيفة، إنه بسبب خصائص الهجمات الأخيرة التي لا يظهر وجود بنية تحتية تنظيمية واتصالات تشغيلية تقف خلفها، فإنه ليس من الممكن حقًا تقييم متى ستنتهي هذه الموجة، وقد تمتد لأسابيع أو أشهر.

وبحسب مصادر استخباراتية، فإنه لم يعثَر على أي اتصال مباشر أو تعليمات مباشرة من تنظيم داعش مع عناصره المؤيدين له الذين نفذوا عمليتي بئر السبع والخضيرة، ولا يزال الاعتقاد السائد أنهم نفذوا العملية فرديًّا، حسب وصفهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن تعزيز قوات الجيش في الضفة الغربية يهدف إلى تنفيذ عمليات استباقية، مشيرةً إلى حملة اعتقالات مكثفة نفذت ضد نشطاء فلسطينيين بعضهم من الخليل يؤيدون تنظيم “داعش”.

ويرى جيش الاحتلال أن تنفيذ هذه العملية كما جرى في وضح النهار بجنين أمس، فإنه “يقوض الشعور بالأمن لدى الإرهابيين المحتملين، ويؤدي إلى استخبارات مهمة، بالإضافة إلى التعليمات المعطاة للوحدة الاستخباراتية التجسسة 8200 بزيادة الاهتمام بالساحة الفلسطينية ومراقبة أي تهديد”، كما ذكرت الصحيفة العبرية.

من جهتها قالت صحيفة معاريف العبرية: إن التقديرات لدى أمن الاحتلال وجيشه أن الأيام المقبلة ستكون مليئة بالحوادث الأمنية.

وأشارت إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أجرى أمس تقييمًا للوضع مع قادة جيشه بالضفة على خلفية الهجمات، وبهدف زيادة نشاطات الجيش بمناطق الضفة.

وبينت أن جيش الاحتلال يستعد لاستمرار موجة التصعيد لوقت أطول، ولذلك زاد من استعداداته الأمنية التي ستستمر حتى إشعار آخر، ولذلك أطلق على العملية “كاسر الأمواج”.

وبشأن غزة، تشير التقديرات إلى أن حركة حماس ليس لديها نية في تصعيد الأوضاع من القطاع، ومع ذلك فإن أي أحداث خطيرة بالقدس والأقصى يمكن أن تغير من هذه النظرة الأمنية، ولذلك فإن جيش الاحتلال بحالة تأهب على حدود غزة.

من ناحيتها، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن الجيش أجرى سلسلة مشاورات أمنية لبحث الوضع الطارئ الجديد، واتخذ خطوات منها نشر ما لا يقل عن 14 كتيبة عسكرية بالضفة وخط التماس مع “الخط الأخضر”، وزيادة النشاطات في الضفة الغربية.

ووفقًا للصحيفة، فإن الاحتلال لا يزال يحاول الاستمرار في تقديم التسهيلات مع حلول شهر رمضان، لمنع تصاعد الأوضاع بالضفة الغربية والقدس، مشيرةً إلى أن المستويين السياسي والعسكري يريان أن منع 100 ألف عامل فلسطيني من العمل في “إسرائيل” حاليًّا سيزيد من تدهور الوضع الاقتصادي والإحباط ويدفع باتجاه مزيد من الهجمات، ولذلك التسهيلات ستستمر.

وبحسب تقديرات أجهزة المخابرات، فإنه من الصعب حاليًّا وقف الهجمات تمامًا، وأنها قد تستمر لعدة أشهر حتى نهاية مايو/ أيار المقبل.

وبحسب الصحيفة، فإن رد الاحتلال على استمرار الهجمات سيكون بتعزيز القوات وزيادة عمل المخابرات وتنفيذ مزيد من الاعتقالات على الرغم من عدم وجود أهداف واضحة وكثيرة لمهاجمتها.

وتقول الصحيفة: “المؤسسة العسكرية تقاتل عدوًّا غير مرئي؛ عناصر تنظيم الدولة داخل إسرائيل يعملون بمفردهم تقريبًا، ولا يوجد بنية تحتية لهم، كما لا يوجد بنية ممثلة للتنظيمات في الضفة الغربية، ولذلك المعلومات شبه معدومة في الوقت الحالي.. في جنين ونابلس كما في أيام الانتفاضة الثانية، لا يوجد قادة عسكريون للتنظيمات معروفون لدى أفرع المخابرات، وهذه المجموعات الآن أصغير بكثير مما كانت عليه قديمًا”.

ورأت الصحيفة أن الحلول الاقتصادية وحدها لا تكفي، وأنه بدون عملية سياسية حقيقية، وهو ما يبدو من الصعب تحقيقه حاليًّا، فإن الأوضاع ستبقى تراوح مكانها بالدخول من موجة عمليات إلى أخرى من مدّة إلى أخرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات