يوم الأرض: أين نجح العدو؟ وأين فشل ؟!
يوم الأرض يوم وطني فلسطيني. الأيام الوطنية في فلسطين المحتلة عديدة، وهي متنوعة الدلالات، ولكن يوم الأرض الذي يصادف (٣٠ )من مارس أذار من كل عام هو يوم ذو دلالة خاصة وموحدة يلتقي عندها الفلسطينيون معا حيثما كانوا. اليوم نشأ من انتفاضة شعبية فلسطينية داخل الخط الأخضر ضد استيلاء العدو الصهيوني ومصادرته لأراض قريتين عربيتين في شمال فلسطين، وطرد سكانهما منهماقبل (٤٦)عاما. هذه الانتفاضة التي جسدت العلاقة الوجدانية بين الفلسطيني، وأرضه، أو قل بين المكان والمكين، باتت بعد يوم النشأة انتفاضة شعب بكامل مكوناته، وفي أماكن تواجده وتجمعاته.
حين استولت الصهيونية اليهودية على أرض فلسطين بمعاونة الاستعمار البريطاني في عام ١٩٤٨م، وبخيانة أنظمة عربية استجابات لمطالب بريطانية، تصورت أن أرض فلسطين ستخلص نهائيا لمن يستوطنها من اليهود عاما بعد عام، وأن الأجيال التالية لجيل النكبة ستنسى أرض الأباء والأجداد، وسيتمكن الغزو الفكري والإعلامي من تغيير الهوية الفلسطينية، والشخصية الفلسطينية، وسينشأ الفلسطيني الجديد على الإقرار بالأمر الواقع، والتعايش مع من يحتل الأرض. أي كما سيغير المستوطن الارض، ستغير الثقافة اليهودية، والقيم اليهودية، الفلسطيني، وتمنحه هوية جديدة زرقاء، وستصبح فلسطين عينا بعد أثر كما آلت إليه الأندلس؟!
قادة الصهيونية داخل ( إسرائيل) وخارجها عملوا بجد ونشاط على تطبيق نظريتهم في التغيير، والاستيطان، وعاونتهم أميركا ودول الغرب فيما يريدون، وكانت النتيجة بعد أكثر من سبعة عقود مخيبة لأمالهم، ذلك أنهم تمكنوا من الارض استيلاء واستيطانا، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في صناعة الفلسطيني الجديد، أي فشلوا في استراتيجية التغيير الشاملة، وبات الفلسطيني الجديد من جيل إغبارية، وآبو القيعان، وحمارشة، أكثر تمسكا بالأرض، وأكثر رفضا للتغيير، من جيل النكبة، الذي تقبل الهزيمة وهجر أرضه خوفا على عرضه، وكان فريسة لتضليل وخيانة كبيرة.
الجيل الجديد ونحن اليوم في عام ٢٠٢٢م يحتفل بيوم الأرض ولديه قناعة قلبية راسخة أن زمن أفول نجم دولة الاحتلال قد بدأ، وأن إرهاصات الزوال من الداخل أظهر من إرهاصات الزوال من الخارج، ومن ثمة نستطيع القول بأن الأجيال الشابة الآن تعد العدة لعودة حقيقية وشاملة للأرض والوطن والدار، وستحافظ بعد عودتها على احتفالات يوم الأرض، باعتبارها الأم الحنون، والكرامة، والشرف، والعرض، وأغلى ما في الحياة بعد الدين هو الوطن. فلسطين وطني، والأقصى مسرى نبي صلى الله عليه وسلم، ومن لا وطن له لا كرامة تامة له.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...
“حزب الله” يعلن استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة المطلة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن "حزب الله" الاثنين، أنه استهدف مواضع لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، وإصابتها بشكل مباشر....
هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهمٌ
استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، في مكتبه في إسطنبول وفداً جزائرياً ضم رؤساء مجموعات برلمانية عن المجلس الشعبي...
المجلس اليهودي الأسترالي: مظاهرات الطلاب ضد الإبادة بغزة ليست معاداة للسامية
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المجلس اليهودي الأسترالي رفضه بشدة اعتبار مخيمات التضامن التي أقيمت في الجامعات لدعم الفلسطينيين في غزة...