السبت 27/أبريل/2024

التفسير الهادي.. موسوعة قرآنية لأكاديمي مخضرم بغزة

التفسير الهادي.. موسوعة قرآنية لأكاديمي مخضرم بغزة

لم يكن الأستاذ الدكتور عبد السلام حمدان اللوح (65 عاماً) يدرك أن درسه الارتجالي في أحد مساجد مدينته دير البلح وسط قطاع غزة، وهو لا يزال ابن خمسة عشر ربيعاً، سيكون أولى محطات دخوله أعماق تفسير القرآن وعلومه.

تدرج الأكاديمي اللوح في مراحله العلمية والدراسية حيث حصل على درجة البكالوريوس في أصول الدين عام 1980م، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في الرياض، ومن ثم درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من الجامعة الأردنية عام 1986م، وأعقبها حصوله على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان عام 1995م.

ويقول اللوح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّه ومنذ تخرجه بالدرجة العلمية الأولى “البكالوريوس” أصبح معيداً في الجامعة الإسلامية، ومن ثم محاضراً معتمداً، حتى استطاع انتزاع درجة أستاذ مشارك في عام 2004م، تلاها حصوله على درجة الأستاذية عام 2009م في الجامعة نفسها، ليكون أحد أبرز أساتذة علوم القرآن وتفسيره وأحكامه في الجامعة الإسلامية.

حاز الدكتور اللوح على عدة منح وجوائز، منها جائزة البحث العلمي للجامعة الإسلامية، وذلك عام 2010م، وقد تبنت الجامعة الإسلامية ترشيحه للمنافسة على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2011م، وحكّم عدة درجات علمية أكاديمية لمنح الأستاذ المشارك والأستاذية، وذلك داخل الوطن وخارجه.

وشارك في العديد من المسابقات العلمية البحثية الدولية، كما شارك في موسوعة التفسير الموضوعي بالرياض بتسعة وثمانين بحثاً محكماً ومنشوراً في الموسوعة، منها ما انفرد به، ومنها ما كان مشتركاً مع طلابه ضمن فريق عمل.

وتجاوزت بحوث الأكاديمي الفلسطيني مئةً وأربعين بحثاً، أغلبها محكم، وقد أشرف ولا يزال يشرف على أربع موسوعات قرآنية، ثلاثٌ منها لمرحلة الماجستير، وواحدة منها لمرحلة الدكتوراه.

فكرة التفسير

انطلقت فكرة التفسير -وفق اللوح- من خبرته التدريسية على مدار أربعة عقود منذ عام 1980 بين التدريس في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وبالذات التفسير التحليلي، ويضيف: “أدركت الضعف العام في تحليل النص القرآني في ضوء قواعد اللغة العربية، وذلك لدى المسلمين عامة، ولدى أهل الاختصاص خاصة، فآثرت أن أعالج هذا الضعف بهذا التفسير الذي يعتمد قواعد لغة القرآن”.

ويشير الأكاديمي اللوح أنّه أشرف على موسوعتين تابعتين للتفسير التحليلي، إحداهما بعنوان (أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن الكريم) وقد شملت القرآن كلَّه في تسع رسائل ماجستير، والموسوعة الثانية بعنوان (تحليل جملة الشرط وبيان أثرها على المعنى التفسيري)، وقد شملت القرآن كلَّه في اثنتي عشرة رسالة ماجستير، وقد كان المشرف الوحيد على الموسوعتين.

ويوضح أنّه يشرف الآن على موسوعة ثالثة بعنوان (تحليل جملة القسم وبيان أثره على المعنى التفسيري) وتقع في خمس رسائل ماجستير، بالإضافة إلى موسوعة رابعة خاصة بطلبة الدكتوراه في التفسير وعلومه، وهي بعنوان (تحليل جملة صلة الموصول الاسمي والحرفي وبيان أثرهما على المعنى التفسيري) والتي ستشمل القرآن كلَّه في ثلاث عشرة رسالة دكتوراه.

طبيعة التفسير

يقول الأستاذ الدكتور: خشية أن يضيع العلم، خاصة أن طلابه قلة والمتميزين فيه ندَرة، وخشية أن ينتهي هذا العلم بموتي أو يموت، وقلت حينها إذا أقمت فإن شخصي بينكم، وإن رحلت فإن كتابي يقوم مقامي مرجعاً لطلاب العلم وأهل التخصص، لذا كان “التفسير الهادي للتحليلي والإجمالي”.

ويبين الأكاديمي المتخصص في علوم القرآن، أنّه قام بإعداد هذا التفسير بصحبة سبعة من طلابه ما بين متخصصين وفنيين، عملوا معه بأجرٍ مادي عاجل، وأجرٍ أخروي آجلٍ، كان يشرف على متابعتهم كلمةً كلمةً، حرفاً حرفاً، وقد عملوها معه في منهجية معتمدة وقواعد محددة.

ويشير إلى أنّ حجم التفسير يزيد على عشرة آلاف صفحة، فكل جزء يُقدَّر من 320 صفحة إلى 350 صفحة، وقد قسم كل جزء إلى ثمانية أرباع، وكل ربع إلى عدة مقاطع ما بين ستة إلى عشرة مقاطع حسب القضايا المطروحة، وكلُّ مقطع يضم عدة آيات بعنوان مأخوذ من موضوع الآيات ذاتها.

ويوضح الأكاديمي الفلسطيني أنّ التفسير استغرق من الوقت أربع سنوات ونيّفًا ليلها مع نهارها، مضيفاً: “لولا معية الله والعمل بروح الفريق لاحتاج الأمر إلى خمسة أضعاف هذه المدة”.

ويؤكد اللوح أنّه لا يوجد مرجع يفسر القرآن بهذه الطريقة، ما يعد التفسير مرجعاً مهماً وملاذاً واضحاً لأهل الاختصاص والعلم، ويسهل على طلبة العلم الحصول على موسوعة كاملة متكاملة ممتعة للتفسير التحليلي والإجمالي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...