الإثنين 06/مايو/2024

مقاومة الداخل.. تحول جذريّ في قواعد المواجهة

مقاومة الداخل.. تحول جذريّ في قواعد المواجهة

“تحولٌ جذريّ في قواعد المواجهة”، هذا باختصار الوصف الحقيقي الذي يمكن أن يطلقه أي متابع على طبيعة العمليات البطولية التي ضربت العمق الصهيوني خلال الأسبوعين الماضيين.

العمليات الأخيرة أعادت إلى الأذهان ذاكرة العمليات البطولية في أوائل التسعينيات، ومع مطلع انتفاضة الأقصى.

وما يميز هذه العمليات ويجعلها تشكل تغيراً جذرياً في قواعد المواجهة المحتلة، أنّ منفذيها من السكان الأصليين لفلسطين المحتلة عام 1948، وهو ما يشكل هاجس رعب للاحتلال من انتقال الغضب الفلسطيني من حالة الاحتجاج والتظاهر السلمي، إلى عمليات بطولية ينفذها فلسطينيون يسكنون الداخل المحتل.

فقبل عملية بئر السبع التي نفذها الشهيد محمد أبو قيعان، كانت أوساط صهيونية تحذر من تصعيد في العمليات الفلسطينية انطلاقاً من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إلا أن تلك العمليات والتي لن يكون آخرها عملية الخضيرة البطولية أمس، لم تكن في حسبان الاحتلال وأجهزته الأمنية، ما أحدث إرباكاً أمنياً وعسكرياً وإعلامياً في أروقة الكيان الصهيوني.

نقطة تحول
المحلل في الشأن الإسرائيلي محمد دراغمة يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ العدوان الأخير على قطاع غزة مثّل نقطة تحول حقيقية في طبيعة الصراع الفلسطيني-الصهيوني، مبيناً أنّ تلك المدّة شهدت احتجاجات ومقاومة ضد الاحتلال لم تكن بهذا الزخم من قبل.

وأوضح أن الأمور باتت تتطور شيئاً فشيئا حتى وصلت لهذه المرحلة التي ينفذ فيها فلسطينيو الداخل عمليات فدائية عسكرية بأنفسهم.

وبيّن أن المقاومة داخل فلسطين المحتلة لم تعد تقتصر على الاحتجاجات وحرق الإطارات؛ بل وصلت للعمليات البطولية وإطلاق النار مباشرةً، “وهو ما يمكن أن نسميه تطوراً تدريجياً للاحتجاجات التي انطلقت مع العدوان الأخير على قطاع غزة”.

وأرجع دراغمة، توجه فلسطينيي الداخل للمواجهة بالعمليات ضد الاحتلال، إلى استمرار المعاناة والمضايقات المستمرة منذ 73 عاماً، عدا عن ظروف الحياة بالمجمل.

ويرى أن ذلك يعدُّ ردًّا طبيعيًّا على الممارسات القمعية بحق الناس وتعكير صفو حياتهم، ومؤشراً فعلياً على فشل الاحتلال في احتواء الفلسطينيين في الداخل رغم كل المحاولات.

وأشار المحلل الفلسطينيّ إلى تعزيز الاحتلال لسلاح العصابات العربية وعدم مكافحته، ما أدى إلى انتشار القتل بين الفلسطينيين لأسباب المختلفة، عدا عن انتشار أكثر من 200 ألف قطعة سلاح، “كانت سحراً انقلب على الساحر في هذه الآونة، مع صحوة الفلسطينيين بالتوجه لتنفيذ عمليات انتقامية ضد الاحتلال”.

مؤكداً أن ذلك يعد نقلة نوعية في فكر المقاومة وليس فقط بآلية التنفيذ، بل في توقيت التنفيذ الذي توافق مع قمة النقب، وهو ما يعني أن بندقية الداخل ليست سهلة.

مقاومة لا تتوقف
المحلل والكاتب الفلسطيني عمر جعارة، قال: إنّ “المقاومة الفلسطينية للمشروع الصهيوني لم تتوقف منذ وعد بلفور عام 1917 حتى يومنا هذا، وهي فلسطينية الوجه والمنشأ والقلب والوطن والتوجه”.

ويرى جعارة، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، في انطلاق العمليات من الداخل المحتل تأكيداً على العمق والبعد الإستراتيجي لفلسطينيي الداخل المحتل، وامتداداً لما حصل من ثورة فلسطينية عارمة أثناء معركة “سيف القدس” قبل نحو عام.

ويشير إلى أنّ هذه العمليات الفريدة من نوعها تؤكد أن فلسطينيي الداخل جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وجزء من حالة المقاومة والكفاح الفلسطيني العام ضد العدو الصهيوني.

وتعد عملية الخضيرة واحدة من تسع عمليات نفذها الفلسطينيون في الضفة والقدس والداخل المحتل في مارس الجاري، وأدت إلى مقتل 6 صهاينة وإصابة العشرات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات