عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

عملية بئر السبع.. هل تكون بداية التسخين لشهر رمضان؟

عملية بئر السبع.. هل تكون بداية التسخين لشهر رمضان؟

دهسًا وطعنًا.. 8 دقائق، كانت كفيلة بقلب الكيان الإسرائيلي رأسًا على عقب، في عملية لم يشهدها كيان الاحتلال منذ سنوات، لتترك أجهزته الأمنية في حالة صدمة.

فمن جديد، وعلى غير حسابات الأجهزة الأمنية والشرطية الإسرائيلية وتوقعاتهم، يضرب الفلسطيني محمد أبو القيعان؛ ليترك خلفه 4 قتلى صهاينة، وعددا آخر من الإصابات.

وشكلت عملية الدهس والطعن في بئر السبع مساء أمس الثلاثاء، مفاجأة صادمة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، فهي التي كانت تتوقع تصعيدًا في القدس والضفة المحتلة مع قرب حلول شهر رمضان، لتكون بداية التسخين من النقب المحتل على غير الحسابات.

الأشد خلال أعوام

وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن عملية بئر السبع تُعَدّ الأشد في الأعوام الأخيرة، فيما يأمل مصدر سياسي إسرائيلي “ألا تكون عملية بئر السبع فاتحة شهر رمضان”.

وقال “يوسي يهوشع” مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية للشؤون العسكرية، إنه خلال تقييم الوضع الذي أجرته أجهزة الأمن بمناسبة قرب حلول رمضان، لم تطرح مثل هذه الإمكانية (تنفيذ عملية طعن داخل أراضي 48)، وأن جل الاهتمام الأمني تركز حول القدس والضفة الغربية.

ويتعرض الفلسطينيون في النقب، لحملة قمع غير مسبوقة من الاحتلال، خصوصًا بعد الهبة التي جاءت ردًّا على تجريف أراض وتشجير مناطق في نقع بئر السبع، لمحاصرة القرى في النقب وسلبها أراضيها.

ولم تمضِ سوى أقل من 7 أيام على آخر جريمة للاحتلال في النقب، إذ قَتل يوم 15 آذار، الشاب سند الهربيد (27 عامًا) وهو أب لخمسة أطفال من رهط أثناء محاولة اعتقاله، وتزامن هذا مع استشهاد نادر ريان (17 عامًا) من نابلس، وعلاء شحام (20 عامًا) من القدس.

ردٌّ طبيعي

رسائل عدة حملتها هذه العملية وفق مختصون ومحللون، أهمها أن النقب فلسطينية، وأهلها متمسكين بأرضهم، وأن العلاقة مع الاحتلال قائمة على المقاومة فقط.

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا أن العملية رد فعل طبيعي على سلوك الاحتلال العنصري في النقب خاصة، والداخل المحتل وكل الأراضي الفلسطينية عامة.

وعدّ الظاظا في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن تأتي هذه العملية من النقب تحديدًا، فهذا يعني أن هناك شعورًا متزايدًا من الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل بأن سياسات التهجير قد بلغت ذروتها.

وقال: “الشباب والسكان في النقب والداخل باتوا يرون أمام أعينهم مصادرة حرياتهم ومستقبلهم، ويحجب عنهم الاحتلال أي فرصة للعيش الكريم”، مشيرًا إلى أن النقب وحده يمثل أكثر من 50 في المائة من مساحة فلسطين؛ حيث تتجاوز أعداد الفلسطينيين هناك أكثر من 350 ألف فلسطيني، إضافة إلى أن 60 في المائة من السكان في سن الشباب.

وأضاف: “بات الشباب الذين يمثلون الفئة الأكبر في النقب يرون أن الاحتلال لا يُبقي لهم منزلاً ولا قرية أو سكنًا، ويحرمهم فرص عملهم حتى في رعي الأغنام”.

وأكد المحلل السياسي أن العملية تأتي في سياق رد الفعل للبحث والتأكيد على الحق الفلسطيني في الأرض والعيش بكرامة كما باقي شعوب العالم.

وحول دلالات العملية؛ أفاد أن حالة التصاعد ستستمر بتزايد، وأن الاحتلال لا يذهب باتجاه تبريد الأوضاع في الداخل المحتل، وبالذات في النقب.

كما أشار إلى أن حديث الاحتلال المتزايد عن رمضان ساخن لا يعني أنه سيكون في القدس فقط، وإنما بداية التسخين قد تكون بدأت من النقب عندما قتل الشهيد أبو القيعان 4 مستوطنين، وبالتالي تزداد اعتداءات المستوطنين، وينفذون اعتداءات مباشرة قبل العملية وبعدها، ويشكلون مليشيات مسلحة بدعم من بلديات الاحتلال، وبدعم من الأجهزة الأمنية والشرطية.

وشدد على أن الدلالات واضحة بأن حالة التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الداخل المحتل والقدس ذاهبة إلى منحنيات أعلى، لافتاً إلى أن الاحتلال كان يتوقع أن حدث مثل هذا كان سيحدث في القدس والشمال الفلسطيني× لكنه لم يتوقع حدوثه في الجنوب، وهو أكثر ما أربك أجهزة الأمن الصهيونية، وفق قوله.

واتفق الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة مع سابقه، مؤكداً أن العملية الفدائية في ‎بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة هي ردٌّ طبيعي على تصاعد مخططات الاحتلال الاستيطانية في ‎النقب المحتل ومحاولاته البائسة لاقتلاع الفلسطيني من أرضه.

الاحتلال كان يخشى -بحسب الزبدة- ان تنطلق موجة من العمليات في الضفة والقدس المحتلة، ليأتي المكان -بئر السبع- مخالفًا لتوقعات وتنبؤات أجهزة أمن الاحتلال.

فشل أمني

وأوضح الزبدة في حديث لمراسلنا، أن وقوع العملية في النقب المحتل له دلالات كثيرة من حيث المكان، فهي تمثل فشلاً ذريعًا لأجهزة أمن الاحتلال بتوقعها أن تنطلق عمليات من النقب المحتل، خاصة مع مخططات حكومة الاحتلال بتنفيذ مخططات استيطانية واسعة في النقب، وطرد السكان الفلسطينيين، وأيضًا مع مخططاتها بإحضار يهود أوكران وتوطينهم في النقب المحتل.

كما أن العملية تأتي وفق الزبدة، عقب تشكيل مليشيات مسلحة من المستوطنين في النقب، وبحماية رسمية من شرطة الاحتلال خلال الآونة الأخيرة بهدف إرهاب المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم من بيوتهم وبلداتهم التي يقطنون فيها منذ أكثر من 7 عقود.

وأضاف الزبدة ان العملية تأتي اليوم في ظل حراك إسرائيلي في المنطقة العربية في محاولة تشكيل تحالف صهيوني مع بعض الأنظمة لملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الأمريكي من المنطقة العربية، وتشكيل تحالف يعزز التطبيع معه، “وبالتالي تأتي العملية لتدلل على أن فلسطين غير آمنة للاحتلال، وهو عاجز عن الدفاع عن مستوطنيه وجنوده، فكيف به سيدافع عن أنظمة عربية ربما تفتقد لحواضن شعبية”.

وشدد على أن نجاح العملية الفدائية وإيقاعها قتلى وإصابات في صفوف الصهاينة، يؤكد الفشل الذريع لأجهزة الاحتلال الأمنية في قراءة واستشراف الأحداث، و‏وقوعها قبيل ‎شهر رمضان يشير إلى تصاعد محتمل في المقاومة خلال الشهر الكريم وهو الأمر الذي يخشاه الاحتلال.

كما ‏تؤكد العملية أن النقب المحتل ما زال بؤرة للصمود ومقاومة الاحتلال رغم مرور سبعة عقود على احتلاله، وأن فلسطين من بحرها إلى نهرها كانت ولا زالت محرمة على جند الاحتلال ومستوطنيه، حسب الزبدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات