عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

قمة شرم الشيخ.. الأولوية لإيران وفلسطين حاضرة قسرًا

قمة شرم الشيخ.. الأولوية لإيران وفلسطين حاضرة قسرًا

قمة شرم الشيخ ليست حفلة شاي؛ فهناك ملفات دسمة أمنياً وسياسياً تقلق محاور الإقليم مع اقتراب إبرام الاتفاق النووي الإيراني، وتعديل قسري في خارطة السياسة الإقليمية والدولية في إطار حرب روسيا على أوكرانيا.

هذا أوان البوح بالمهم للحفاظ على المصالح الحيوية والإستراتيجية للاحتلال وما يسمى محور السنة المعتدل، كل حسب أولوياته وأمنه بعد مواقف جديدة لدول عززت اصطفافها لجانب الولايات المتحدة الأمريكية.

وجمعت قمة ثلاثية في شرم الشيخ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ورئيس وزراء الاحتلال نفتالي “بينت”، وحسب إعلام الاحتلال فإن القمة عقدت على خلفية الاتفاق النووي الإيراني ومشاريع أمنية وسياسية تهم الأطراف الثلاثة.

وتشير تحليلات سياسية وأمنية أن القمة تعقد بعد معارضة “إسرائيل” والإمارات لإخراج الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية لـ”المنظمات الإرهابية”، في حين يحاول “بينيت” تبديد التوتر بين الولايات المتحدة والإمارات، بعد رفض الأخيرة مع السعودية زيادة إنتاج النفط فيها على خلفية العقوبات على روسيا وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى دبي، الأسبوع الماضي، وسط استياء أميركي.

فلسطين وإيران

الرائحة الفلسطينية لا تغادر تفاصيل القمة وأبعادها؛ فرغم أن معظم فواعل الإقليم قفزت عن فلسطين كأولوية لنظم الصراع والمواقف إلا أن رؤية الاحتلال الدائمة بتجاهل الحق الفلسطيني تجبرها على الانتباه لاضطراب المشهد الفلسطيني سواء تفاعل عن بعد أم قرب مما يجرى.

ونشرت وسائل ومصادر إعلامية عن مسؤول سياسي مصري، أن القمة ستركز على تقدم المحادثات النووية بين الدول العظمى وإيران، “والحاجة إلى إنشاء جبهة مشتركة لإسرائيل ومصر والإمارات بشأن معارضة الاتفاق النووي، وهذا الأمر يبعث برسالة مهمة إلى واشنطن”.

وأضاف المسؤول المصري أن القضية الأخرى تناقش خطوات سورية بعد لقاء الأسد مع بن زايد قبل أيام مشيراً: “توجد محاولة لإعادة ترسيم خريطة مصالح لعدة دول في الشرق الأوسط، والسؤال الأكبر هو إذا كان لدى سورية القدرة على الابتعاد عن إيران والتقرب من دول مثل الإمارات ومصر، الأمر الذي ستكون له تبعات على إسرائيل أيضا”.

ويؤكد سعيد زيداني، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن هدف القمة الأساسي هو ملف إيران النووي؛ فـ”إسرائيل” لديها هواجس من الاتفاق النووي الجديد، وتتقاطع معها دول عربية، والقمة تحاول الآن تنسيق المواقف سواء نفذ الاتفاق أم لم ينفذ.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “القمة مهتمة أيضاً بإخراج الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب، وتعبر عن محاور قديمة ومتجددة وتباركها السعودية؛ فإسرائيل تدعم محورا سنيا معتدلا مقابل محور ايران الشيعي”.

وتعمل محاور عديدة في الشرق الأوسط والخارطة السياسية الإقليمية والدولية على رأسها محور تركيا وإيران و”إسرائيل” ومحور دول “الاعتدال” السنية التي تضم عددا قديما من الدول، وأخرى توزعت خلاف ذلك مؤخراً، وفق التطورات السياسية الدولية والإقليمية.

ويقول مصطفى الصواف، المحلل السياسي: إن قمة شرم الشيخ تناقش ملفات دولية وإقليمية أهمها إيران، لكنها تعبر عن رؤية “إسرائيل” التي لا تؤمن بحق الفلسطيني في الحياة.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “فلسطينياً نفهم القمة أنها عموماً مداهنة لإسرائيل، وستناقش موضوع احتمال تصاعد المقاومة في رمضان لكبح انتفاضة وشيكة، ولن تضغط على الاحتلال، أما التحريض على إيران فمستمر، والتوقيت مهتم بملف إيران وفلسطين كأولويات”.

“إسرائيل” أولاً

وعلى قاعدة “الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير” لكن الواقع في حراك الدول والمحاور لم يتغير إيجاباً لمصلحة قضية فلسطين وتجريم عدوان الاحتلال المتواصل بل مال معه بزيادة.

ومهما ارتدى الاحتلال لباس الواعظ فالحقيقة والأولويات تقول: إن مشروع وجوده وسياسته يركز على أمنه ومصالحه، ويتشارك مع أنظمة عربية ليحافظ على هيمنته في الإقليم كقوة عسكرية وسياسية واقتصادية.

ويؤكد المحلل زيداني أن المحاور الفاعلة في الإقليم شهدت مؤخراً اختراقات جديدة في زمن التطبيع؛ فبعد اختراق موقف مصر القديم من “إسرائيل” واتفاق كامب ديفيد 1978م جرى حديثاً انضام الإمارات والبحرين ودول أخرى للقافلة.

ويتابع: “الفلسطينييون كعادتهم حاولوا تجنب المحاور مع الفهم أن السلطة الفلسطينية ربما أقرب لمحور مصر والسعودية والإمارات رغم أنها لا تصرح بذلك، والمطلوب فلسطينياً النأي عن المحاور؛ لأن التحيز لطرف لا يفيدنا”.

ووفق تناغم الميدان مع السياسة عدّت “إسرائيل”، اليوم الصواريخ التي أطلقتها جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن باتجاه مدينة جدة السعودية كرسالة من طهران لـ”تل أبيب”.
 
ونقلت قناة “إسرائيل 24” عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: إن “الصواريخ الحوثية التي استهدفت -الأحد- المنشأة النفطية التابعة لآرامكو في جدة، بمنزلة رسائل واضحة من الأذرع الإيرانية ومن طهران لإسرائيل تتعلق بالقرب الجغرافي”. 

وأضافت أن “إسرائيل حذرت في وقت سابق، من أن الوضع في اليمن والتهديدات الحوثية قد تشكل خطرًا أمنيًّا عليها وعلى حدودها الجنوبية، وبالأمس هناك من رأى في ذلك رسالة واضحة”.

وينتقد المحلل الصواف مواقف معظم الدول العربية خاصة المشاركة في القمة والتابعة لمحاورها؛ لأنها تصدق رواية ورؤية الاحتلال، والتي يمارس دعايتها الآن “بينيت”.

ولن يطول زمان الاختبار للواقع الميداني والسياسي؛ فمصير الاتفاق النووي الإيراني قريب، ورؤية المحاور واضحة من قبل، لكن تطورات الميدان فاعلة وفق مصالح أطراف القمة الاقتصادية والسياسية، وتبقى وحدها فلسطين مجبرة على المقاومة ما دام هناك احتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات