الإثنين 06/مايو/2024

عيد الأم معاناة تتجدد وألم يفتق جراحات أبناء الأسيرات

عيد الأم معاناة تتجدد وألم يفتق جراحات أبناء الأسيرات

“شوقي لأمي حكاية لا يمكن شرحها في سطور، فلم يعد للحياة طعم من بعدها، فقد رحلت وتركت فراغاً كبيراً في البيت، فكل شيء يمر بسلام إلا مرارة اشتياقي لأمي”، بهذه الكلمات بدأ أسد الله جرادات حديثه عن المعاناة التي يعيشها في سياق غياب والدته الأسيرة عطاف جرادات.

وأكد أن عيد الأم سيكون هذا العام وغيره من الأعياد القادمة مناسبة للحزن على غياب والدته في الأسر وتشتّت العائلة، بعد أن هدم الاحتلال بيتهم، واعتقل ثلاثة من أشقائهم مع والدتهم.

وبيّن جرادات أن المعاناة تتفاقم وتزداد في إطار التشرد الذي تعيشه العائلة بعد هدم بيتها، فقلبت حياتهم رأساً على عقب.

والأسيرة عطاف جرادات شقيقة الأسير محمود جرادات، الذي يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية قرب مستوطنة “حومش” قرب مدخل قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس في 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وقتل فيها مستوطن، واعتقلها الاحتلال بعد أيام من تنفيذ العملية هي وثلاثة من أبنائها.

الأمر لا يختلف كثيراً عند عائلة الأسيرة فدوى حمادة من القدس، وهو ما عبر عنه منذر حمادة، زوج الأسيرة بقوله: “الوضع المعيشي صعب مع غياب الأم، خاصة في فترات المناسبات، حيث تكون نفسيتهم في أوج تعبها وحسرتها، فيزداد الشوق والحنين لها، خاصة بعد انقضاء خمس سنين في الأسر، وما يزال أمامها خمس أخرى”.

وتابع: “مهما حاولت ملء الفراغ الذي يشعر به أطفالها الخمسة، فإن ذلك لن يفي بشيء؛ فالأم هي نبع الحنان والعطف والفراغ الذي بين أعينهم في انتظار لحظة الحرية لن يملأه إلا احتضانها لهم”.

وأكد منذر أن عيد الأم ما هو إلا مناسبة تقلب أوجاعهم، خاصة عندما يشاهدون جميع زملائهم في المدرسة، وهم يشترون الهدايا لأمهاتهم اللاتي يأتين لأخذهم، وهم يجلسون ينظرون في فراغ لا نهاية له.

واعتقلت “حمادة” في 12 آب/ أغسطس 2017 في منطقة باب العمود، بعد أن ادعت سلطات الاحتلال أنها حاولت تنفيذ عملية طعن، فأصدرت محكمة الاحتلال بحقها حكماً بسجنها 10 سنوات، وفرضت عليها غرامة مالية باهظة 30 ألف شيكل (9230 دولاراً أمريكياً).

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها 10 أمهات فلسطينيات وتحرمهن من الاحتفال مع أبنائهن بهذه المناسبة التي يحييها العالم في 21 آذار/ مارس من كل عام.

وقال الخبير والمختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة: إن “عيد الأم لم يكن يوماً مناسبة سعيدة للأسرى وأمهاتهم؛ فهي ثقيلة عليهم وتزيد من ألم الأسرى ألماً، ومن حزنهم حزناً، وتضاعف من مأساتهم”.

وشدد “فروانة” أن الأسرى في سجون الاحتلال حرموا من تكريم أمهاتهم بفعل السجن، ومنعوا من تقديم الهدايا الرمزية لهم، بل ومنعوا أيضاً من تقديم التهاني والكلمات السعيدة عبر الرسائل والهواتف، ويقضون هذا اليوم باستحضار مشاهد طويلة وذكريات جميلة عاشوها مع أمهاتهم، وكلمات سمعوها من أفواههن في طفولتهم وشبابهم.

وقال: “لم يعد هذا اليوم المناسبة سعيدة كما يُراد لها، ولم يعد عيد الأم خفيفاً على الأسرى وأمهاتهم، فلا الأسرى في سجون الاحتلال قادرون على الاحتفاء مع أمهاتهم، ولا الأمهات بمقدورهن التمتع بهذا اليوم وتلقّي الهدايا وكلمات التكريم، حتى ولو على شبك الزيارة، أو عبر استقبال بضع كلمات جميلة آتية من وراء الشمس، حيث يرسف الأبناء أسرى هناك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات