عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

معركة نضالية في الجليل الغربي.. الاحتلال يحاول ابتلاع آلاف الدونمات

معركة نضالية في الجليل الغربي.. الاحتلال يحاول ابتلاع آلاف الدونمات

بدأ أهالي قرى كفر ياسيف، وأبو سنان، وجديدة المكر، في الجليل الغربي قضاء عكا، معركة نضالية جديدة في وجه سلطات الاحتلال لإفشال مخطط شارع 6 “عابر إسرائيل” الذي يلتهم 2500 دونم من أراضيهم، في حين يبتعد عن ما تسمى “أراضي دولة” مقامًا عليها كيبوتسات في المنطقة.

ويهدد المخطط 150 عائلة فلسطينية من ملّاك الأراضي “أغلبها زراعي”، قسم منها ورثوها أبًا عن جد، وقسم آخر دفعوا ثمنه باهظًا، وهي مصدر الرزق الذي يعتاشون منه.

ويطالب أصحاب الأراضي بنقل المخطط إلى الجهة الغربية للأراضي، وتنفيذه على ما تسمى “أراضي الدولة”، وعدم التسبب بالضرر لأراضيهم.

اعتداء على الأراضي العربية

وفي حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال البروفيسور يوسف جبارين: “شارع رقم 6 أو عابر إسرائيل  والذي يمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، يعتدي على الأراضي العربية خصوصا، ويلتهم 2500 دونم من الأراضي العربية  التابعة لقرى كفر ياسيف، وأبو سنان، وجديدة المكر، في الجليل، لمصلحة إنشاء المقطعين 8 و9 من الشارع، ويبتعد عن أراضي الدولة، التي تسيطر عليها (الكيبوتسات) و(الموشافيم)”.

مخطط غير مهني

وأوضح أن: “هذا المخطط غير مهني وغير منطقي؛ إذ لا يسير مستقيما، وإنما يلتف على الأراضي العربية بالتواءٍ، وهو كثير المنحنيات غير المنطقية، بهدف التهام الأراضي العربية المملوكة حتى الآن للعرب، حيث سلب هذا الشارع في المثلث آلاف الدونمات من الطيبة، والطيرة، وجت، وقلنسوة، سابقًا”.

اعتداء على أراضٍ زراعية ومناطق بيئية
ويضيف جبارين: “عدا عن ذلك، فالشارع بحد ذاته مخالف ويعتدي على أراضٍ زراعية ومنطقة بيئية مصدّق عليها في المخطط القطري رقم 35، ومن المفترض الحفاظ عليها، لكن التخطيط غير مهني، إذ إن الالتفافات الناتجة عن هذا المخطط تزيد مدة السفر بحوالي 60 مليون كم في العام، ذلك أن الشارع غير مستقيم”.

وعدَّ مخطط المدن أن “تنفيذ مخطط شارع 6 وبجانبه مخطط سكة قطار بعرض 200 متر، اعتداء على البيئة وعلى الأراضي الخاصة، علمًا أن الأراضي الخاصة في الغرب تعد ملكيات مقدسة يمنع المساس بها”.

ويتابع: “تخطيط الشوارع يجب أن يكون مهنيًّا، وليس عنصريًّا، أينما وجدت أراضٍ عربية يأخذ منها ويبتعد عن أراضي الدولة”، مشيرًا إلى أن “العرب لا يملكون إلا 2.3٪ من الأراضي، وغالبيتها سكنية، في حين تملك الدولة 93٪ من الأراضي، ورغم ذلك يُعتدى على الأراضي العربية”.

الاعتراضات
يوضح جبارين أنه كُلف من رؤساء مجالس كفر ياسيف، وأبو سنان، وجديدة المكر لكونه مخطط مدن لتقدم اعتراض على هذا المخطط، وأعد مخططًا بديلًا له، وهو ما تم بالفعل.

ويتابع أن “الاعتراض الذي قدمه مع الأهالي يستند إلى أن المشكلة الأساسية والمركزية في المخطط أنه غير مهني وغير منطقي، يهدف للسيطرة على الأراضي العربية”، قائلًا: “المهنية بالنسبة لنا هي أن أقرب خط بين نقطتين هو خط مستقيم وليس التفافيًّا كمخطط شارع 6”.

والاعتراض الثاني الذي تقدم به، هو أن هنالك عشرات المخططات البديلة الأفضل، فلماذا يُختار هذا المخطط الذي يعتدي على المساحات الخضراء، والمناطق البيئية، والأراضي الزراعية التي يعتاش أصحابها منها؟! كان من المفترض أن يكون الشارع مستقيمًا ويبتعد عن الأراضي العربية إلى الغرب باتجاه ما تسمى أراضي دولة.

ويواصل: “المخططون يتحدثون أنهم أرادوا إبعاد الشارع عن أحد أحواض السمك  وبرك السباحة في أحد الكيبوتسات، لكنهم لم يكترثوا بسرقة آلاف الدونمات من الأراضي العربية، وتعاملوا مع الأراضي العربية باستهتار كما هي عاداتهم، وهذا يعلمنا أن سرقة الأراضي العربية باتت اليوم لا تتم مباشرة وبكثافة، وإنما من خلال عمليات التخطيط، وهذا الأمر مرفوض بالنسبة لنا. قدمنا اعتراضًا لدى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، وسنقدم اعتراضًا للمجلس القطري للتخطيط والبناء، وسنستمر في تقديم الاعتراضات على هذا المخطط الظالم بحق الفلاحين والمزارعين في منطقة الجليل.

من جانبه، وفي حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، قال رئيس مجلس محلي كفر ياسيف، شادي شويري: “نحن نتحدث عن مشروع شارع 6 أو ما يسمى شارع عابر إسرائيل، والمقطعان رقم 8 و9 منه يهددان بالتهام آلاف الدونمات من الأراضي العربية. هذا مشروع للدولة، ونحن نقول إنه يجب أن يتم على ما تسمى أراضي الدولة، وليس على حساب الأراضي العربية”.

ويضيف: “لدينا تاريخ طويل مع حكومات إسرائيل ولجان التخطيط، التي تهدف لسرقة ما تبقى من الأراضي العربية، تطبيقًا للمقولة الصهيونية (أكثر ما يمكن من العرب على أقل ما يمكن من الأرض)، فمن ينظر في خارطة الشارع يشاهد كيف يلتف كالثعابين والـ(أطلة) ليلتهم الأراضي العربية، في حين يمكن أن يكون على الأرض التابعة للدولة”.

ويتابع: “نحن في قلق مضاعف؛ لأنه في مقاطع أخرى من الشارع في المثلث والنقب ومناطق أخرى، تم تعويض أصحاب الأراضي بدونم مقابل دونم، لكنهم اليوم يقولون إن هذا الأمر غير مطروح، وسيكون تعويض مالي، والتعويض المالي كما هو معروف تعويض مضحك ولا يسمن ولا يغني من جوع”.

مساران للاعتراض

يوضح شويري أن هناك مسارين متوازيين ومتلازمين للاعتراض على المخطط؛ “المسار الأول هو المسار الشعبي، حيث تم تجنيد أصحاب الأراضي المهددة بالسلب، وشكلت لجنة للدفاع عنها، كما شارك المتضررون ورؤساء المجالس المحلية في وقفة احتجاجية لمطالبة السلطات بالعدول عن المخطط”.

ويتابع: “المسار الثاني هو المسار المهني، من خلال تقديم الاعتراضات للجان التخطيط واللجان ذات العلاقة، ونحن قدمنا اعتراضات باسم مجالس القرى الثلاثة، كما قدم أصحاب الأراضي بأنفسهم اعتراضات مشفوعة بالرأي الهندسي للبروفيسور يوسف جبارين، والدكتور حنا زويد، لنثبت للجهات ذات العلاقة أنه يمكن شق هذا الشارع على أراضٍ تابعة للدولة، وليس على ما تبقى من أرض المزارعين والفلاحين في هذه القرى”.

وواصل رئيس مجلس محلي كفر ياسيف أنهم لم يستنفدوا كل الطرق النضالية، مؤكدًا أن القضية هي قضية أرض ووجود وليست قضية تعويضات، حيث إن هذه الأراضي ورثت أبًا عن جد.

وأضاف: “إذا نفذوا المخطط فستتضرر مئات العائلات، وستفقد مصادر رزقها؛ حيث يعتاش الكثيرون على الأراضي الزراعية”، لافتًا إلى أنه لا يوجد حاجة للإبقاء على المخطط كما هو، حيث إن المخطط البديل أفضل من الناحيتين الهندسية والتخطيطية، ومؤكدًا أنهم لن يسمحوا بمرور هذا المخطط، وسيكون هناك تصعيد شعبي إذا اقتضى الأمر ذلك، بالإضافة للمسار المهني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات