السبت 04/مايو/2024

ماذا وراء تشكيل مليشيا مسلحة للمستوطنين في النقب المحتل؟

ماذا وراء تشكيل مليشيا مسلحة للمستوطنين في النقب المحتل؟

حذر ناشطان فلسطينيان في منطقة النقب (جنوب فلسطين المحتلة)، من تشكيل مستوطنين إسرائيليين، مليشيا مسلحة تستهدف فلسطينيي المنطقة، وذهبا إلى أن “تشكيل هذه العصابة سيلحق ضررًا بالجميع، وليس بسكان النقب الأصليين فقط”.

وشرع ضابط متقاعد من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتأسيس مليشيا مسلحة تحمل اسم الضابط “برئيل شموئيلي” الذي قتل على حدود قطاع غزة برصاص مقاوم فلسطيني؛ تستهدف أهالي منطقة النقب، وفق ما أعلنت وسائل إعلام عبرية، أمس الجمعة.

وأوضح رئيس حركة “كرامة ومساواة” في الداخل المحتل محمد السيد، أن “استهداف أهالي النقب وأراضيها ليس جديدًا؛ فقد شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة إجراءات غير مسبوقة؛ تستهدف الأرض والإنسان”.

وأكد السيد لـ”قدس برس” أن “تلك الخطط والممارسات تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين في النقب من أراضيهم، والاستيلاء على ما تبقى منها، والتي تشكل ثلاثة بالمئة من مساحة الأرض الكلية، التي تخضع بالكامل للاحتلال”.

ولفت إلى أن “الإعلام الإسرائيلي يشن هجوما ضد النقب، ويحاول شيطنتهم ببث الأكاذيب والتهم الباطلة، بهدف تبرير أي جرائم يمكن أن يرتكبها المستوطنون لاحقاً، وصولا إلى تحقيق السيطرة على ما تبقى من الأرض، وإبقاء السكان مقيدين بقرارات الاحتلال العنصرية”.

وذكرت صحيفة /هآرتس/ العبرية، أن “المليشيا التي أطلقت على نفسها اسم (سرية برئيل)، جمعت 150 ألف شيكل لشراء عتاد لعناصرها”، مشيرة إلى أن الذي “يقود السرية هو الضابط الإسرائيلي المتقاعد كوهين ألموغ”.

وقالت الصحيفة: إن “السرية تحظى بدعم حزب (عوتصماه يهوديت)، الذي يترأسه عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وبدعم من الشرطة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في بئر السبع”.

وحذر الناشط في مدينة النقب، عامر الهزيل، من “المخططات والقرارات التي تستهدف النقب أرضا وإنسانًا”، مشيرًا إلى أن “شرطة الاحتلال وبلديته في بئر السبع، يدعمان تشكيل التنظيم المسلح، بزعم الدفاع عن أمن الدولة”.

وبيّن لـ”قدس برس” أن “هذا التصعيد جزء من الدور الدموي لحكومة الاحتلال وتعاملها مع عرب الداخل، ومنهم سكان النقب، وهو استكمال لمشهد قتل الشهيد سند الهربد، كجزء من مشهد أكبر يتمثل بتهويد الأرض، واقتلاع ما تبقى من القرى”.

وتابع الهزيل: “ما يحصل جولة أخرى من التهجير والاستهداف، وصفحة من صفحات الاحتلال الإجرامية، التي تريد أن تنقل مشهد عصابات التلال المنتشرة في الضفة، وتستنسخها في النقب والداخل”.

وأكد أنَّ “السماح لهذه المجموعات بالاعتداء على أهالي النقب؛ سيتسبب بردود فعل صعبة على الجميع، ستخرج عن سياق الاحتجاجات المدنية”.

ولفت الهزيل إلى “إعداد وتحضير السلطات الإسرائيلية، لتنفيذ المزيد من المشاريع الاستيطانية، واستيعاب المهاجرين الجدد القادمين من أوكرانيا وغيرها، بالتوازي مع هذه الخطط الإجرامية”، مشيرا إلى أنَّ الاحتلال يسعى إلى “إقامة مستوطنة تحمل اسم (كسيف)، تستوعب كل المهجرين من اليهود”.

وقال: إن “ما يجرى هو أبشع مخطط تهويدي منذ قيام دولة الاحتلال، والمطلوب من كل الجماهير الوقوف في وجهه”، مطالبًا “أعضاء القائمة الموحدة العرب بالانسحاب من الحكومة؛ لأن وجودهم لا قيمة له”، وفق وصفه.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن مليشيا برئيل ستعلن عن نفسها رسميًّا، عبر مؤتمر صحفي يعقد غدا الأحد، تتبنى فيه عزمها استهداف فلسطينيي النقب.

وصدّقت حكومة الاحتلال، الأسبوع الماضي، على إقامة مدينتين يهوديتين جديدتين في النقب، تمهيداً للبدء بعمليات هدم بيوت، وتجريف الأراضي العربية في النقب، وزراعتها توطئة لسلبها.

وينظم آلاف الفلسطينيين في النقب، تظاهرات يومية منذ مطلع كانون الآخِر/يناير؛ احتجاجا على أعمال التجريف والغرس التي نفذها الصندوق القومي اليهودي في أراضيهم، تمهيداً للاستيلاء عليها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات