الإثنين 06/مايو/2024

مستوطنون يقتحمون الأقصى وتحذيرات من استغلال الأعياد اليهودية

مستوطنون يقتحمون الأقصى وتحذيرات من استغلال الأعياد اليهودية

أمّنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحماية لعشرات المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأربعاء، تزامنا مع ما يسمى “عيد المساخر”.

ودنس المستوطنون باحات الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية، ويتوقع أن تقتحم أعداد أخرى المسجد خلال فترة الاقتحامات المسائية، استجابة لدعوات من جماعات استيطانية لاقتحام جماعي واسع للمسجد اليوم وغدا.

وتحاول “جماعات الهيكل” المزعوم خلال أعيادها، فرض طقوسها التلمودية داخل المسجد الأقصى، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع داخل الأقصى جماعيا، وشعائر تلمودية، عدا عن محاولة إدخال البوق والأدوات والملابس التنكرية، والغناء والرقص والاحتفال على أبوابه.

وعادة ما ينفذ المستوطنون اقتحاماتهم يوميا في المسجد الأقصى ما عدا الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية، بحماية قوات الاحتلال.

ودعا المرشح عن قائمة القدس موعدنا، ياسر بدرساوي، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف التواجد فيه لصد اقتحامات المستوطنين اليوم وغدًا.

وقال بدرساوي: “على كل مسلم حر وشريف شد الرحال للصلاة في الأقصى وتكثيف التواجد فيه من أجل صد المستوطنين، ومنعهم من إقامة هذه الاحتفالات المستفزة والمرفوضة”.

وأكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، اليوم الأربعاء، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل الأعياد اليهودية للانقضاض على المسجد المبارك، وفرض واقع جديد فيه.

وعد الشيخ صبري، أن الدعوات المتطرفة لاقتحام الأقصى اليوم وغدًا الخميس، ما هي إلا جزء من تهويد مدينة القدس، ومخطط الانقضاض على المسجد.

وحمل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة لحمايتها المستوطنين المتطرفين أثناء اقتحام الأقصى، ودفاعها عنهم.

وكان الشيخ صبري شدد أمس الثلاثاء، على ضرورة تكيف التواجد الفلسطيني في الأقصى تزامنا مع دعوات جماعات المستوطنين لتنفيذ اقتحام جماعي للمسجد بأعداد كبيرة، اليوم وغدا.

بدورها، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من الدعوات المتطرفة لاقتحام الأقصى قبيل وخلال شهر رمضان.

ودعت الهيئة، في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، المواطنين إلى استمرار شد الرحال إلى الأقصى، والتصدي لأي محاولة من جانب الجماعات الإرهابية لانتهاك حرمة المسجد.

وفي وقت سابق اليوم، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، إلى مواصلة المشاركة الفاعلة والحشد في حملة “الفجر العظيم”، المستمرة في أسابيعها المباركة المفعمة بالانتصار للقدس والأقصى.

وحثت على المشاركة في جمعة “فجر الحرائر”، اعتزازًا وتكريمًا للمرأة الفلسطينية المرابطة في كل الساحات والميادين، وعلى ثغور فلسطين، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك.

كما حذر نائب مدير عام أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، الشيخ ناجح بكيرات، من الاقتحامات المنوي تنفيذها خلال الفترة المقبلة للمسجد الأقصى، مؤكدا أنّ “الأيام القادمة ستحمل أحداثًا مفصلية بحق مدينة القدس”.

ولفت بكيرات في حوار مع “قدس برس”، إلى أن “الاحتلال سيستغل الانشغال بالأحداث العالمية، وما يجري من حرب بين روسيا وأوكرانيا، لفرض وقائع جديدة، وارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين والمقدسيين”.

ورأى أن خطورة المخططات الإسرائيلية في اقتحام المسجد الأقصى، تنبع من ثلاث مسارات، أولها: أن الحكومة الإسرائيلية تدار من زعماء الاستيطان والمتطرفين والغلاة، الذين ينادون بقتل العرب وهدم المسجد الأقصى” على حد تعبيره.

وشدد بكيرات على أنّ “النوايا بتنفيذ الاقتحامات سواء بالأيام القليلة القادمة أو خلال رمضان، تهدف إلى إيصال رسالة واضحة بأن الصراع القائم أيديولوجي، ويسعى إلى إزالة كل ما هو غير يهودي سواء أكان حجرا أو بشرا” بحسب ما يرى.

و”تسعى حكومة الاحتلال إلى ترسيخ واقع جديد، قائم على تقسيم الأقصى زمانيا، من خلال  نقل الرموز التوراتية نحو المسجد الأقصى خلال الاقتحامات، ومناداتهم المستمرة بأن يكون له مكان يصلون فيه ويضعون فيه التوراة كمسار ثاني”، بحسب كلام بكيرات.

وتطرق بكيرات إلى المسار الثالث، المتمثل في “نفي فكرة العاصمة الفلسطينية من الرؤية البصرية .. و إنهاء الحالة الفكرية والسياسية التي يمثلها المسجد الأقصى كرمز للشعب الفلسطيني العربي الإسلامي ورمز للأمة”.

ونبه إلى العديد من أشكال التهويد ومحاولات التغيير في المسجد الأقصى، “لإثبات واقع قداسة يهودي بدل الإسلامي، ومنها محاولة الإبقاء على إغلاق باب الرحمة ووضع القوات الخاصة، و تركيب الكاميرات في البلدة القديمة ونقل الطقوس وإدخال الأعلام و إجراء عقود الزواج لليهود”.

وتابع: “يجب أن نستعد لكل السيناريوهات؛ كوننا أمام عقلية متطرفة يقف وراءها زعامة استيطانية، تسوّق دائما إلى فكرة هدم المسجد الأقصى لإحلال الهيكل المزعوم، وفرض الهوية التلمودية بشكل كامل على كافة أنحاء المدينة المقدسة”.

 وتوقع بكيرات، أن “يكون اقتحام قوات الاحتلال المقرر غدا الخميس، مقدمة لتصعيد كبير سيكون خلال شهر رمضان المبارك، في ظل  كثافة الدعوات التي يطلقها المستوطنون”.

وحذّر من “فرض حكومة الاحتلال إجراءات مشددة؛ لمنع وصول المصلين للأقصى، ومنها منع سكان الضفة والأراضي المحتلة من دخول القدس”.

 وطالب بكيرات، “الفلسطينيين والمقدسيين بالرباط في المدينة المقدسة، وقطع الطريق على الاحتلال والمجموعات الاستيطانية التي تحاول الاستفراد بالقدس ومقوماتها”.

 وختم قائلا: “سيحمي المقدسيون الأقصى بأرواحهم، وسيبذلون في سبيل ذلك الغالي والنفيس ونحن على يقين بأن الفلسطينيون بالضفة والداخل وقطاع غزة المحاصر، سيقولون كلمتهم عندما يحتاج الأمر”.

ونشرت منظمات “المعبد” المزعوم، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لمناصريها، لاقتحام المسجد الأقصى في أول أيام الأعياد اليهودية المُسمى بـ”عيد المساخر” (البوريم)، في 16 و17 آذار/مارس الجاري، بالتوافق مع ليلة النصف من شعبان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات