الأحد 05/مايو/2024

هدم المنازل.. جريمة إسرائيلية ممتدة

هدم المنازل.. جريمة إسرائيلية ممتدة

سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استخدام الهدم وسيلة عقاب جماعية ضد الشعب الفلسطيني في محاولة كسر إرادته، وثنيه عن مقاومة الاحتلال وتهجيره من أرضه، في جريمة ممتدة هدم الاحتلال خلالها منذ عام 1967 وحتى اليوم قرابة 12 ألف منزل.

وفي الأيام الأخيرة الممتدة من الثالث من مارس 2022 وحتى التاسع من الشهر ذاته، هدمت قوات الاحتلال 7 منشآت مدنية، منها 6 منازل، ما أدى إلى تشريد 7 عائلات قوامها 33 فردًا، منهم 15 طفلاً و10 نساء؛ ومنشأة تجارية، وفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

الناشط عيسى عمرو، وهو ناشط متخصص في مجال مواجهة الاستيطان، يقول: إن الاحتلال يهدف من خلال عمليات الهدم المكثفة لكسر إرادة الفلسطيني وثنيه عن مقاومة الاحتلال.

وأضاف في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال يعمل من خلال عمليات الهدم على كي وعي الفلسطينيين، وجعلهم يشعرون بدفع ثمن باهظ في حال قرروا البقاء أو مقارعة المحتل.

كما يهدف من خلال عمليات الهدم لإجبار الفلسطينيين على الهجرة؛ ما يساعد في التمدد الاستيطاني وسلب الأراضي خصوصا في المنطقة المصنفة (ج) وفق اتفاق أوسلو.

وأكد أن عمليات الهدم الإسرائيلي تدخل في إطار التطهير العرقي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ النكبة عام 1948م، داعيا إلى استثمار تقرير أمنستي الذي وصف دولة الاحتلال بنظام الفصل العنصري والذهاب إلى المحاكم الدولية لا سيما الجنايات الدولية.

وأوضح أن ظاهرة الهدم الإجباري تعزى لعوامل عدة، أبرزها؛ تفادي دفع غرامات إضافية وتكاليف هدمها من الاحتلال.

ومن جملة العوامل الأخرى، تجنّب السجن بسبب التخلف عن دفع الغرامات البلدية أو احتقار أمر صادر عن المحكمة، والصعوبات التي تواكب الاعتراضات على إفراز الأراضي، بالنظر إلى ارتفاع عدد ورثة قطعة أرض بعينها، وتفادي الصدمة الناجمة عن هدم المنزل قسرًا، وإلحاق الأضرار بالمقتنيات الشخصية وقطع الأثاث فيه، حسب عمرو.

وكان حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال إبان هدم الاحتلال منزلي عائلتي أسيرين من عائلة جرادات في جنين، إن هدم المنازل سياسة عقاب، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا، ولن تثنيه عن مواصلة صموده في الدفاع عن حقوقه المشروعة.

تفاصيل الهدم في الأيام الأخيرة

ووفق تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والذي وثق حالات الهدم الإسرائيلي، فقد فكك الاحتلال في 3/3/2022 بركسًا زراعيًّا، وسلب ألواح زينكو مخصصة لإقامة بركس آخر، في الأغوار الشمالية.

وأجبر الاحتلال في اليوم التالي مواطنا على هدم منزله البالغة مساحته 95 مترا مربعا، في بلدة بيت حنينا، شمالي القدس المحتلة، ما أدى لتشريده مع زوجته وطفليهما.

 وفي السابع من آذار، أجبر الاحتلال مواطنًا على هدم منزله في بلدة بيت حنينا بالقدس تحت سيف “دفع التكاليف الباهظة حال عدم التنفيذ”، بدعوى البناء دون ترخيص، ما أدى لتشريد عائلة من 5 أفراد، بينهم امرأة و3 أطفال.

كما فجرت في ذات اليوم منزلي عائلتي الأسيرين غيث ومحمد جرادات في سيلة الحارثية بجنين، في إطار سياسة العقاب الجماعي، ما أدى لتشريد 3 عائلات من 13 فردًا، منهم 3 أطفال و5 نساء.

وفي الثامن من الشهر نفسه، هدم الاحتلال منزل شرقي الخليل، ما أدى لتشريد عائلتين، من 11 فردًا، منهم 3 نساء و7 أطفال، وفي اليوم التالي هدم الاحتلال منزلًا قيد الإنشاء مساحة 150 مترًا مربعًا شرقي القدس بدعوى البناء دون ترخيص.

 يقول المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن الاحتلال شرد منذ بداية العام 40 عائلة قوامها 244 فردًا منهم 47 امرأة و113 طفلاً، جراء تدمير 50 منزلاً، و4 خيام سكنية.

كما دمر 29 منشأة مدنيَّة أخرى، وسلم 28 إخطارا بالهدم ووقف البناء والإخلاء.

انشغال العالم

الكاتب والمحلل السياسي محمد مصطفى شاهين، قال إن الاحتلال يستغل التطبيع وزيادة حجم التنسيق الأمني كجدار دخانية لإخفاء جرائمه في ظل انشغال العالم بالأحداث والحرب في أوكرانيا.

وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن عمليات الهدم ستكون سببًا لتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة، وهو ما شهدناه خلال الأسبوعين الأخيرين.

وأوضح أن العمليات الفردية والنشاطات المنظمة كـ”كتيبة جنين” العسكرية هي إرهاصات يقظة وتجدد للمقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه.

وأشار إلى النفاق الغربي في التعامل مع قضيتنا بازدواجية معايير ازداد وضوحها في تعامله مع الملف الأوكراني، وهذا يجعل شعبنا أكثر إصرارًا على انتزاع حقه في المقاومة؛ فالعالم لا يعترف إلا بلغة القوة.

ودعا لاستغلال كل أوجه وسبل المقاومة لكشف الوجه القبيح للاحتلال أمام العالم، مع السير قدمًا في توظيف التقارير الدولية كتقرير العفو الدولية، الذي عد الاحتلال نظام فصل عنصري، في ملاحقة الاحتلال في الدول التي تسمح قوانينها بذلك.

مقاومة ودفاع
أما الكاتب خالد النجار، فقد قال إن هدم الاحتلال لمنازل المواطنين وإجبار بعضهم على هدمها قسريًّا، يأتي في سياق الاستهداف العرقي لأصحاب الأرض والهوية.

وأضاف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هدم المنازل هو نهج إسرائيلي متبع منذ الاحتلال كجزء من الغطرسة التي تمارس بحق شعبنا، وإن الصمت إزاء هذه الجرائم هو جريمة بحدِّ ذاتها.

ووافق الكاتب النجار سابقه الكاتب شاهين في أن التطبيع والتنسيق الأمني فتح شهية الاحتلال الإسرائيلي لمزيد من الجرائم.

وقال إن شهية العدوان منفتحة خلال الأيام الماضية، وهو يدلل على سقوط كبير للمطبعين والمنسقين مع العدو الصهيوني، الذين منحتهم الإدارة الأمريكية ثمن هذا السقوط والتنازل بتقوية أجهزتهم الأمنية بالضفة لتمارس مهامها التي تُنظم أداء الجيش الصهيوني على الأرض.

ودعا أبناء شعبنا لإشعال هبة جماهيرية واسعة، للدفاع عن أرضهم وحماية ممتلكاتهم ضمن المقاومة الشعبية التي دعا لها رئيس السلطة محمود عباس.

وكذلك دعا السلطة لوقف التنسيق الأمني وفقًا للقرارات الصادرة عن المجلس المركزي في الآونة الأخيرة، وتنبي موقف سياسي رادع الاحتلال.

مخطط هدم ضخم

وتأتي هذه التفاصيل، في إطار مخطط إسرائيلي كبير وضخم بالقدس المحتلة، حيث تسعى بلدية الاحتلال في المدينة لهدم 800 وحدة سكنية في بلدة جبل المكبر، مقابل بناء مراكز تجارية و500 وحدة سكنية ضمن عمارات مشتركة تحوي عدة عائلات.

وأشار عضو لجنة المتابعة في جبل المكبر، طارق عويسات إلى أن خطورة هذا المخطط تكمن في حرمان أهالي جبل المكبر من التوسع العمراني مستقبلًا، وسيجبر الشباب على الخروج من بلدات القدس إلى محيط المدينة من أجل الحصول على سكن.

وشدد عويسات لمراسلنا أن أهالي جبل المكبر لن يسمحوا بتمرير هذا المخطط الخطير، كما أكد صمود المقدسيين ورفضهم تكرار الهجرة التي جرت عام 1948 و1967.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات