الإثنين 29/أبريل/2024

الطفل لؤي الطويل .. ضحية جديدة لسياسة السلطة المجحفة ضد غزة

الطفل لؤي الطويل .. ضحية جديدة لسياسة السلطة المجحفة ضد غزة

أثارت وفاة الطفل لؤي الطويل نتيجةَ سياسات مجحفة لوزارة الصحة في رام الله، حالة من الغضب والانتقاد، بالتوازي مع مطالبات حقوقية بتصحيح آليات التعامل مع المرضى المحوّلين.

وتوفي الطفل الطويل (15 عامًا)، من سكان مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة؛ بعد حرمانه من حقه في العلاج، رغم تدهور وضعه الصحي لإصابته بورم في الدماغ.

وفي بيانٍ له، أسِف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان لوفاة الطفل الطويل، مؤكدًا أن نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج يعتريه خلل كبير، ويتسبب في تفاقم معاناة المرضى، ويعرض حياتهم للخطر.

وتوفي الطفل المريض في غزة بعد أن أجبر على العودة إليها لعدم توفر تغطية مالية من السلطة لعلاجه في مستشفى المطلع بالقدس رغم حصوله لتحويلة لمستشفى المقاصد التي حولته بدورها للمطلع بعد ظهور نتائج التحليل التي أظهرت إصابته بسرطان الدماغ.


أعادوه لغزة ليحصل على تحويلة جديدة!
ويوضح أسامة الطويل (52 عاماً)، عم الطفل المتوفى، والمرافق له في رحلة العلاج، أنه سافر برفقة الطفل لؤي في 25/1/2022، إلى القدس بعد الحصول على تحويلة للعلاج في مستشفى المقاصد.

وأضاف “بعد سحب عينة لتشخيص حالة الطفل المريض، صدرت النتيجة بعد 10 أيام، وتبين فيها أن الطفل مريض بسرطان الدماغ ويحتاج لعلاج إشعاعي”.

وتابع: “بسبب عدم توفر العلاج في مستشفى المقاصد، ذهبت إلى مستشفى المطلع بتوجيه من مستشفى المقاصد لاستكمال العلاج الإشعاعي للطفل، وطلبت مني إدارة المطلع المغادرة والعودة بعد أسبوع، مع اصطحاب النتيجة النهائية للفحص الطبي”.

موعد جديد بعد الوفاة!

وأكد أن أحدًا لم يخبره أن المريض بحاجة لتغطية مالية جديدة، وبالتالي بعد أسبوع عندما عاد إلى المستشفى، وسلم كل التقارير والتحاليل الطبية والصور المقطعية، أخبرته إدارة المستشفى أن الطفل المريض لا يوجد له تغطيه مالية، وطلبوا منه الرجوع إلى غزة، والحصول على تغطية مالية لاستكمال علاج المريض.

وقال: عدنا إلى غزة في 2/3/2022، دون أن يتلقى الطفل المريض علاجاً، وبدأنا إجراءات الحصول على تحويلة طبية جديدة “نموذج رقم 1″، وعرض من جديد على اللجنة الطبية، وانتظار الحصول على التغطية المالية.

وتابع: “خلال هذه المدّة تدهورت حالة الطفل الصحية، وأدخل إلى مستشفيات غزة، وأثناء ذلك تدهورت حالته وتوفي في 8/3/2022، وأثناء مراسم عملية دفن الطفل، تلقينا اتصالاً من مستشفى المطلع يفيد بتحديد يوم 13/3/2022 لاستقبال الطفل، فأخبرناهم أنه قد توفي”.


حالات متكررة
ووفق المركز الحقوقي؛ تكررت مثل هذه الحالة خلال الأشهر الماضية عدة مرات، وقد أفضت إحداها إلى وفاة الطفل المريض سليم النواتي (16 عاماً)، وهو يعاني من سرطان الدم في 9/1/2022، بعد رفض عدة مستشفيات في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، استقباله للعلاج فيها بعد وصوله إليها، رغم تدهور حالته الصحية.

وأشار إلى أنه في حالة أُخرى عانى المريض ن. ح (19 عاماً)، وهو يعاني من سرطان في ركبة الساق اليمنى، ووصل إلى مستشفى المقاصد للعلاج في 12/1/2022 بسبب طلب أطباء المستشفى منه مغادرتها والعودة إلى قطاع غزة للحصول على تحويلة طبية أخرى لاستكمال علاجه في مستشفى المطلع بمدينة القدس.

وأكد المركز الحقوقي أن نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج يعتريه خلل كبير، ويحتاج إلى تقييم شامل ومراجعة وتصحيح؛ لضمان تقديم الخدمة العلاجية المناسبة لمرضى قطاع غزة.


نظام يهدد حياة المرضى
ورأى أن نظام العلاج في الخارج، المعمول بها حالياً، الذي يتطلب من المريض مغادرة المستشفى التي يتلقى العلاج فيها والعودة إلى غزة والبدء في إجراءات تحويل جديدة، بات يهدد حياة المرضى، ويتسبب في مضاعفة معاناتهم، خاصة أن تقديم طلب جديد يتطلب سلسلة معقدة من الإجراءات، من ضمنها الحصول على تحويلة طبية جديدة “نموذج رقم 1″، والعرض من جديد على اللجنة الطبية، وحجز موعد جديد في المستشفى، وطلب تصريح جديد من سلطات الاحتلال للسماح لهم بمغادرة القطاع، ويستغرق ذلك عدة أسابيع.

ودعا إلى تشكيل لجنة تنسيق يكون أطرافها وزارة الصحة والمستشفيات مقدمةً الخدمات الطبية للمرضى، وتعمل على تذليل العقبات التي تواجه مرضى قطاع غزة المحوّلين للعلاج في الخارج، وتسهل عملية حصولهم على التغطية المالية في حالة انتقالهم من مستشفى إلى آخر، لتجنيبهم العودة إلى القطاع والبدء في إجراءات جديدة تستغرق عدة أسابيع، وتتسبب في تدهور أوضاعهم الصحية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات