الإثنين 29/أبريل/2024

ممر ضيق واليهود أولا؟!

د. يوسف رزقة

اليهود في أوكرانيا (200) ألف. المتقدمون باستعلام لطلب الهجرة لفلسطين المحتلة (5000). اليهود في أوكرانيا هم أغنى الطبقات العرقية، وأكثرها نفوذا في الدولة الأوكرانية. الموساد الإسرائيلي متغلغل فيهم، وله أعمال قذرة ضد الفلسطينيين انطلاقا من الأرض الأوكرانية.  ما من شك أن الحرب في أوكرانيا تلحق الضرر بكل مكونات الشعب، وبالذات بطائفة اليهود المتحكمين في اقتصاد البلاد. و يمكن القول بأن الأضرار التي تلحق بيهود أوكرانيا توجع قلب إسرائيل سياسيا وأمنيا.  حكومة الاحتلال عالقة بين حبها القلبي لأوكرانيا، أو قل لمصالحها في أوكرانيا، ومصالح يهود أوكرانيا ونفوذهم فيها، وبين مصالحها في الشرق الأوسط المتقاطعة مع مصالح الدب الروسي، لا سيما في سوريا وإيران ولبنان.

يقال إن دولة الاحتلال وجدت ممرا ضيقا في مقاربة ما يجري في أوكرانيا، بحصولها أولا على تفهم أوكراني لموقفها، وثانيا بإعلانها عن مساعدات إنسانية ضخمة لأوكرانيا، (حمولة مائة طائرة). وثالثا بإعلانها عن مشروع إقامة مستوطنة بالنقب على وجه السرعة لاستيعاب (5000) آلاف مهاجر يهودي هم قادمون على وجه الاحتمال والترجيح من أوكرانيا. هذا الممر الضيق به معوقات، منها صرح به سفير أوكرانيا بتل أبيب من أن السلطات الإسرائيلية أعادت فارين أوكرانيين من مطار ابن غريون على الطائرة نفسها إلى البلاد التي جاءوا منها؟! طبعا المعادون هؤلاء ليسوا يهودا؟! ( تفرقة عنصرية واضحة) السفير ذكر تل أبيب بمساعدة أوكرانيا لليهود في الهولوكست؟!  والمعوق الثاني أن أميركا ودول غربية تعرض سياسة تل أبيب مسك العصا من المنتصف. وعليه: إما أن تلتزم بما التزمت به أوروبا وأميركا، أو أن تخرج بسياسة مخالفة، منفردة، لا تحظى برضا أميركا والغرب؟!

هذه هي المرة الأولى التي تمتحن بها الدولة العبرية من الغرب وأميركا، وهي المرة الأولى التي تضطرب فيها السياسة الخارجية لدولة الاحتلال. والخلاصة أن (إسرائيل حليفة نفسها، وحليفة اليهود فقط، وهي ليست حليفا مخلصا للآخرين،) وهذا درس يجدر بأعضاء اتفاقية أبراهام أن يقفوا عنده وقفة جادة؟!

اليهودي تبكيه دولة الاحتلال إذا أصابه مكروه سواء في أوكرانيا أو روسيا، أو أي مكان آخر، ولكن العربي، والإفريقي، المقيم في أوكرانيا والمغادر لها بسبب الحرب، لا بواكي له البتة، لا مكاتب حدودية ترعى هجرته من أوكرانيا، كما تفعل ست مكاتب يهودية أنشئت على حدود الدول المجاورة لأوكرانيا برعاية الوكالة اليهودية، ولا طائرات جاهزة لنقله لمكان آمن، كما تفعل حكومة الاحتلال. بل إن دول الحدود مع أوكرانيا لا تسمح للمهاجرين العرب والأفارقة بدخول البلاد؟! وكل ما فعله الاتحاد الأفريقي هو بيان شجب واستنكار للتمييز العنصري بين المهاجرين من أوكرانيا؟! العرب لم يصدروا بيان شجب، لماذا؟! الجواب معلوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات