العمرة من غزة.. الأمل يُقطع بسيف التكاليف العالية

على أحر من الجمر كان أهالي قطاع غزة في انتظار عودة موسم العمرة بعد انقطاع دام لأكثر من عامين بسبب تفشي فيروس كورونا، إلا أنّ هذا الأمل انقطع بصدمة جديدة تمثلت في ارتفاع تكاليفها ارتفاعا غير مسبوق، حيث تضاعفت تسعيرتها بما يقترب من تكاليف فريضة الحج في مواسم متعددة منذ سنوات خلت.

وأعلنت جمعية شركات الحج والعمرة بغزة، تسعيرة العمرة لهذا العام والتي قدرت بـ 1270 دينارا أردنيا، حيث خلف هذا الارتفاع حالة من الجدل والاستياء الواسع بين صفوف المواطنين الذين حرموا لسنوات طويلة من العمرة بسبب الحصار وتفشي فيروس كورونا، خاصة في ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشكو منها غالبية أهالي القطاع.

أسباب متعددة

وكشف رئيس جمعية شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن أسباب متعددة كانت تقف خلف الارتفاع الكبير لرسوم العمر لهذا العام، مبيناً أنّ الأمر يتعلق بارتفاع التكاليف من طرف المملكة السعودية من جهة، وارتفاع التكاليف من جمهورية مصر العربية من جهة أخرى.

وأوضح أبو مذكور أنّ متطلبات جائحة كورونا هي ما دفعت إلى رفع كلفة السفر لموسم العمرة، بسبب الحجر المؤسسي الذي طرأ مؤخراً بسبب تفشي الفيروس.

وعدّد المسؤول الفلسطيني، عددا من البنود التي طرأ عليها ارتفاع في التكاليف، أبزرها زيادة في أجرة المواصلات التي ارتفعت من 97 ريالا إلى 135 ريالا، والتأمين الصحي من 195 ريالا إلى 225 ريالا، ورسوم التأشيرة التي ارتفعت من 532 ريالا إلى 753 ريالا.

وأما ما يتعلق بارتفاع الرسوم لدى الجانب المصري، فقد ارتفعت تكاليف الطيران من 430 دولارا إلى 470 دولارا، وارتفعت رسوم المواصلات من معبر رفح إلى مطار القاهرة من 390 دولارا إلى 520 دولارا.

وعبّر أبو مذكور عن أمله أن يتم تخفيض الأسعار، من أجل أن يكون هناك انتعاشة في موسم العمرة، مبيناً أنّ المقارنة بين تكاليف العمرة في هذا التوقيت من هذا العام وبين نفس التوقيت قبل سنوات، تصل إلى فارق 250 دينارا تقريباً، حيث كانت تصل إلى 930 دينارا.

وأوضح أنّه جرى توقيع اتفاقية بين جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة الفلسطينية والخطوط الجوية الفلسطينية لنقل معتمرين من قطاع غزه عبر مطار القاهرة الدولي، مبيناً أنّه سوف تبدأ رحلات العمرة في العشرة أيام الأوائل من مارس.

وأشار أبو مذكور إلى أنّ سعر البرنامج يشمل برنامج الرحلة كاملاً من معبر رفح حتى العودة إليه، دون رسوم المعبر الفلسطيني، ولأول ثلاث رحلات من شعبان هو 1270 دينار أردني، لافتاً إلى أنّ برنامج رحلة العمرة سيكون عبارة عن 15 يوماً و14 ليلة، حيث سيبدأ بالسفر من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، ومن ثم الإقلاع من مطار القاهرة والهبوط في مطار المدينة المنورة.

استياء كبير

وثارت حالة استياء عام بين صفوف المواطنين في قطاع غزة، فقالت الصحفية ماجدة البلبيسي: “قاطعوا العمرة إخواني، حتى لو كنتم من الأثرياء. لا للابتزاز الديني، فغزة ليست سنغافورة”.

ونصح عشرات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتحويل أموال العمرة إلى المحتاجين، والتي تكون أكثر ثواباً -وفق تعبيرهم- في سياق الارتفاع الباهظ لتكاليف العمرة.

وعلق الناشط يحيى اليعقوبي يقول: “1270 دينارًا، مبلغ يفوق إمكانيات الناس في غزة، الغريب أن وفدًا من وزارة الأوقاف برام الله وشركات الحج والعمرة زارتا مصر للتفاوض حول تسعيرة النقل البري والجوي، وكان يفترض الضغط للعودة بسعرٍ يناسب المواطن، ولا يناسب الجهات الثلاث”.

تعقيب الأوقاف

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، عقبت على حالة الاستياء على هذا الارتفاع، أنّها بذلت جهوداً كبيرة مع الجهات كافة خلال وجودها في مصر للوصول إلى أفضل وأقل تسعيرة للعمرة، مبينةً أنّ تسعيرة برنامج العمرة بلغت (1270) ديناراً أردنيًّا، تشمل: “تأشيرة العمرة، والنقل البرى والجوي، والسكن في مكة والمدينة، والحجر الصحي، وفحص كورونا (b c r)، والإعاشة فترة برنامج العمرة”.

ويبدو أن جهود وزارة الأوقاف لم تسفر عن أي تقدم في هدف تخفيض سعر العمرة لموسم هذا العام، وهو ما قد يخلق حالة من العزوف الكبير في صفوف المواطنين عن أداء مناسك العمرة.