الأربعاء 01/مايو/2024

بكيرات: الصراع في القدس على العمارة الإنسان والرواية

بكيرات: الصراع في القدس على العمارة الإنسان والرواية

قال نائب مدير عام أوقاف القدس ناجح بكيرات إن الصراع الدائر في القدس هو على الصورة المعمارية والوجود الإنساني والرواية التاريخية، مؤكدا أن الاحتلال لم يستطع حسم هذا الصراع لصالحه حتى الآن.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بكيرات ضمن فعاليات أسبوع القدس التي تنظمها نقابة المهندسين في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأوضح أن الاحتلال يشن حربا لخلق مبانٍ جديدة بطابع يهودي بالقدس، لأن المباني تلعب دورا مهما في تحديد شخصية وهوية المدينة.

وأضاف: “يريدون تكوين رؤية جديدة للقدس لا تُرى فيها قبة ولا مئذنة ولا 2000 بيت وقفي منتشرة في 888 دونمًا هي مساحة البلدة القديمة”.

وأكد أن هناك مخططا لتهويد الرؤية البصرية للبلدة القديمة والمسار الشمالي لها في حي الشيخ جراح، والمسار الجنوبي في سلوان، ومن الشرق مقبرة باب الرحمة بهدف وضع المسجد الأقصى بين فكي كماشة.

وأشار إلى أنه ومنذ عام 1967 صرف 30 مليار دولار على المباني المعمارية لخلق رؤية بصرية يهودية في المدينة.

وأوضح أن الاحتلال لم ينجح في حسم الأمر لصالحه بجعل الرؤية المعمارية للقدس إسرائيلية، رغم كل ما بناه.

ولفت إلى أن المقدسيين انطلقوا في البناء داخل المدينة وخارجها، سواء برخصة أو بدون رخصة، واستطاعوا أن يحافظوا على الواقع المعماري العربي رغم الخنق والتضييق.

وأضاف أن هناك 4000 إخطار هدم لبيوت بالقدس، ويسعى الاحتلال لتفريغ حي الشيخ جراح وهدم البيوت في سلوان، والكثير من المساجد فيها إخطارات بالهدم أو دفع غرامات.

وبين أن الصراع في الشيخ جراح ليس فقط على الوجود السكاني، وإنما على المعماري أيضا، ففي البداية سيتم إحلال مستوطنين في البيوت المسلوبة، ومن ثم تهدم وتحول إلى أبراج استيطانية.

وتحدث بكيرات عن استهداف الوجود الإنساني في القدس والبلدة القديمة، مبينا أن الاحتلال يعمل على خنقها وطرد أهلها منها، ووقف الحركة البشرية في طرقات البلدة وأسواقها وأبوابها.

ومن أساليب ذلك؛ محاربة تجار البلدة القديمة، وإيجاد سوق جديد على مقبرة مأمن الله، وتهجير الطلاب من البلدة القديمة بفعل المضايقات التي يمارسها الاحتلال أثناء ذهابهم وعودتهم؛ وهو ما أدى لهجرة 45% من الطلاب إلى الضواحي.

وأشار إلى أن السلطان سليمان القانوني استطاع أن يحافظ على البلدة القديمة كنواة صلبة، ويحسم الرؤية البصرية لمدينة عربية، ويحافظ على العهدة العمرية والتناغم الإسلامي المسيحي فيها وعلى مبانيها.

وأضاف أن “إسرائيل” تسعى لإنهاء هذه النواة، وإذا لم تستطع فهي تعمل على تزويرها وإعادة استخدامها لأغراض أخرى تخدم مشروعها.

وأكد أن الاحتلال حتى الآن لم يستطع حسم النواة الصلبة بالبلدة القديمة، وما زال الوجود العربي هو الغالب فيها، من بين 35-40 ألف نسمة يقطنون البلدة القديمة، 85% منهم مسلمون و5% مسيحيون و10% يهود.

وفيما يتعلق بالرواية التاريخية، قال إننا خسرنا الرواية على مدار سنوات طويلة بسبب تقاعس السفارات الفلسطينية والعربية والإسلامية عن دورها بنشر الرواية الصحيحة.

وفي الوقت ذاته، نشطت السفارات الإسرائيلية في نشر الرواية اليهودية التي تزعم أن لليهود حق في القدس.

وأشار إلى أن الاحتلال وظف 5 ملايين دولار لنقل الرواية التوراتية وتقديمها إلى العالم العربي والعالم.

وشدد على أن القدس لا يمكن أن تعود بدون تعميق مفهوم القدس معماريا وإنسانيا ورواية، مبينا أنه بدأ تحول في الرواية بعد معركة “سيف القدس”.

ودعا لوضع رؤية إسلامية واضحة للسير نحو القدس، وإلا فإنها ستضيع.

وقال: “نحن بحاجة إلى تخصيص وقت من حياتنا للقدس، وأن يكون جزء من معاناتنا لأجل القدس، لأننا إذا خسرنا العاصمة فسنخسر القضية”.

وأضاف أن بقاء هذه الرموز هو العصب الذي يبقي القضية الفلسطينية حية، فكل الحضارات اندثرت حينما اندثر وجودها المعماري والإنساني.

وأكد أن القدس لا زالت حية بمبانيها وأهلها رغم أنها تعاني، وأن هذا الملف لم ينته بعد.

وختم حديثه قائلاً: “القدس تسير نحو معركة مفصلية؛ فإما أن نكون أو لا نكون، والاحتلال يترنح لكنه لم يمت، ونحن ننهض بعد ضربات كثيرة، والمستقبل لنا في المدينة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

خان يونس.. معالم مدمّرة وإرادة باقية

خان يونس.. معالم مدمّرة وإرادة باقية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام عندما يتجول المرء في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يتسلل إلى مخيلته أنّه يتجول في مدينة أشباح، فالدّمار الهائل الذي...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأربعاء- حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية واقتحمت العديد من...