السبت 27/أبريل/2024

أبو راشد: الاستياء الأوروبي من تصرفات الاحتلال واضح للعيان

أبو راشد: الاستياء الأوروبي من تصرفات الاحتلال واضح للعيان

أكّد رئيس مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا أمين أبو راشد، أنّ الدور الأوروبي بدأ يستعيد عافيته تجاه القضية الفلسطينية وإن لم يكن ذلك كما ينبغي، مبيناً أنّ الاستياء الأوروبي من تصرفات الاحتلال في القدس وحي الشيخ جراح واضح للعيان.

وبيّن أبو راشد، في حوارٍ خاص مع المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ المطلوب من أوروبا إنصاف أهالي الحي الذين يتعرضون للتهجير، وإرسال الوفود إليه لمعاينة الأوضاع من كثب، ونقل ما يجرى إلى البرلمانات الأوروبية ووسائل الإعلام لعلّ ذلك يساهم في الضغط على الاحتلال لوقف التهجير.

وأشار إلى أنّ البرلمانات في أوروبا تشارك في صنع القرار، ولديها القدرة على إحداث تغيير في سياسة الحكومات، “وهذا ما نعوّل عليه في قضية حي الشيخ جراح، فخطابُنا موجّه لهم على الدوام”، وفق قوله.

وانتقد “أبو راشد” غياب الدور الرسمي الفلسطيني عن قضية حي الشيخ جراح، وقال: “نحن اعتدنا على غياب أو تقصير الدور الرسمي الفلسطيني، ليس في قضية حي الشيخ جراح فحسب، بل في جُل قضايا شعبنا، وبإمكانك أن تسأل أهالي الحي أنفسهم هذا السؤال لكي تعاين مدى التقصير الواضح”.

وأكّد أنّ النقد هنا ليس بهدف النقد فقط، بل بهدف التصويب والوصول إلى صيغة فلسطينية جامعة تُعِيل أهالي الشيخ جراح.

وقال: “نحن في مركز Epal استضفنا منذ يومين محمود صالحية أحد المهجّرين من الشيخ جراح، وآلمَنا كثيراً حين قال إنه شعر نفسه وحيداً تماماً حينما حاول التصدي لخطة تهجيره منذ منزله، قالها وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وأنا هنا أسأل أين هو الدور الرسمي الفلسطيني مما يحدث هناك؟”.

وأعرب عن أمله أن يتعافى الموقف الرسمي الفلسطيني، وأن يتحلل من كل الارتباطات مع الاحتلال، وأن تكون السفارات الفلسطينية على قدر المسؤولية تجاه قضية الشيخ جراح وغيرها.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

– برأيك ما الدور المطلوب أوروبياً لدعم القدس وأهالي حي الشيخ جراح؟
الدور الأوروبي بدأ يستعيد عافيته تجاه القضية الفلسطينية وإن لم يكن ذلك كما ينبغي، فحالة الاستياء الأوروبية من تصرفات الاحتلال في القدس وحي الشيخ جراح واضحة للعيان، ولكنّ المطلوب هو إنصاف أهالي الحي الذين يتعرضون للتهجير، وإرسال الوفود إلى هناك لمعاينة الأوضاع من كثب، ونقل ما يجرى إلى البرلمانات الأوروبية ووسائل الإعلام لعلّ ذلك يساهم في الضغط على الاحتلال لوقف التهجير.

المطلوب هو محاسبة الاحتلال على هذا التصرف اللاعقلاني، وجرّه إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا ما نعمل عليه مع شركائنا الأوروبيين، فقضية حي الشيخ جراح وصلت أصداؤها إلى أوروبا ولم تعد تخفى على أحد، وهناك تحركات واسعة النطاق على مستوى الأفراد والمؤسسات والبرلمانات لإنصاف سكان الحي، وعدم السماح بتمرير مخطط الاحتلال.

– ما الآليات العملية للقيام بهذا الدور؟
إنّ لهذا الدور آليات متعددة، فالبرلمانات هنا في أوروبا تشارك في صنع القرار، ولديها القدرة على إحداث تغيير في سياسة الحكومة، وهذا ما نعوّل عليه في قضية حي الشيخ جراح، فخطابُنا موجّه لهم على الدوام، كما أنّ حراك المؤسسات الفلسطينية الفاعلة في أوروبا مطلوب وبكثافة، فمؤسسة فلسطينيي أوروبا كانت ومازالت تبذل كل ما بوسعها من أجل نصرة أهالي الحي، وذلك من خلال سعيها المتواصل لنقل المعاناة، ومخاطبة الناشطين الأوروبيين واستضافتهم في مؤتمرات وندوات سابقة، وتسليط الضوء على ما يجرى في حي الشيخ جراح.

إنّ كل فلسطيني مقيم في أوروبا يترتب عليه دور مهم جداً في هذه المسألة، من خلال المشاركة التي يراها مناسبة، وقد شاهد العالم كله حراكاً أوروبياً لا مثيل له بعد الاعتداء على أهالي الشيخ جراح والمسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان الفائت، وهذا ما يثبت جدوى الحراك الذي نقوم به نحن الفلسطينيين نعيش في أوروبا.

– كيف تتابعون التفاعل الأوروبي والغربي عامّةً مع قضية القدس والشيخ جراح؟
قضية الشيخ جراح تكاد تصبح قضية عالمية، فالناشط محمد الكرد وصلَ إلى منبر الأمم المتحدة، وخاطب زعماء العالم وأطلعَهم على قضية الشيخ جراح، وأكّد لهم أنّ القاموس الفلسطيني لا توجد فيه كلمة تراجع أو استسلام، وإنّ الحق الفلسطيني سوف ينتصر في نهاية المطاف.

هنا في أوروبا هناك تفاعل ملحوظ مع هذه القضية، فالإعلام بدأ يتفاعل وينقل الحدث، والجماهير بدأت ترفع صوتها، وهناك وفد إيطالي سوف يتوجه إلى هناك للاطلاع على آخر التطورات.

هذا الأمر أزعج أنصار الاحتلال فحاولوا التشويش كعادتهم، ولكنهم فشلوا كما فشلوا سابقاً، لأن الجالية الفلسطينية والمؤسسات المنبثقة عنها أخذت على عاتقها الاستمرار في الحراك حتى نيل الحقوق، فالمواجهة مع هؤلاء ليست حديثة العهد، بل هي قديمة جداً، والفرق بين القديم والحديث، أنه سابقاً كانت روايتهم هي المسيطرة الوحيدة، أما اليوم فقد أصبحت روايتنا منافساً قوياً لهم، وإنّ القادم أفضل بإذن الله.

– ماذا عن دور المجتمع الأوروبي؟ وهل هناك اهتمام بفضح ممارسات الاحتلال؟
ممارسات الاحتلال لا تحتاج إلى منبر أوروبي لفضحها لأنها تفضح نفسها بنفسها بعد أن تمادت كثيراً، وتجاوزت الخطوط الحمر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

بعض وسائل الإعلام الأوروبية انحازت إلى الاحتلال وضلّلت المتابع، والبعض الآخر كان له دور إيجابي، ونحن أخذنا على عاتقنا أن نكون الإعلام البديل الذي تفاعلَ ومنذ اللحظات الأولى لأحداث القدس والشيخ جراح، ونقلَ ما يجرى هناك بالصوت والصورة، مستخدماً عدة لغات محليّة أوروبية، بالإضافة إلى اللغة الانكليزية واللغة العربية.

نحن في مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا عقدنا مؤتمراً أوروبياً لنصرة القدس تمخضت عنه نتائج مهمة، كما عقدنا في مركز Epal عدة ندوات وتغطيات استمرت لمدّة طويلة بهدف تسليط الضوء على معاناة شعبنا.

لقد كانت مؤسساتنا منبراً حقيقياً لمعاناة أهالي الشيخ جراح، وقد أثنى المقدسيّون الذين تشرّفنا باستضافتهم على هذا الدور المهم الذي نقوم به، وطالبوا باستمراريّته لأنه صدى معاناتهم وقناتهم في أوروبا، وهذا واللهِ شرفٌ كبيرٌ لنا أن ننال هذه الشهادة من أصحاب الإرادة الصلبة هناك في القدس، الذين لانَ الحديدُ ولم تلن عزائمهم.

– ماذا عن دور السفارات الفلسطينية؟ وما مدى اهتمامها بالقضية؟

نحن اعتدنا على غياب أو تقصير الدور الرسمي الفلسطيني، ليس في قضية حي الشيخ جراح فحسب، بل في جُل قضايا شعبنا، وبإمكانك أن تسأل أهالي الحي أنفسهم هذا السؤال لكي تعاين مدى التقصير الواضح، وأنا هنا لا أنتقد بهدف النقد فقط، بل بهدف التصويب والوصول إلى صيغة فلسطينية جامعة تُعِيل أهالي الشيخ جراح.

فنحن في مركز Epal استضفنا منذ يومين محمود صالحية أحد المهجّرين من الشيخ جراح، وآلمَنا كثيراً حين قال إنه شعر نفسه وحيداً تماماً حينما حاول التصدي لخطة تهجيره من منزله، قالها وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وأنا هنا أسأل أين هو الدور الرسمي الفلسطيني مما يحدث هناك؟

لو كان الدور الفلسطيني الرسمي كافياً لَمَا وجدت في القارة الأوروبية مؤسسات فلسطينية موازية، التأمت على نفسها بعد أن تم التفريط بحقوقها من هؤلاء، وأخذت على عاتقها أن تنافح عن حقوقها بنفسها ومن خلال الضوابط الأوروبية.

نحن نتمنى أن يتعافى الموقف الرسمي الفلسطيني وأن يتحلل من كل الارتباطات مع الاحتلال، وأن تكون السفارات الفلسطينية على قدر المسؤولية تجاه قضية الشيخ جراح وغيرها، ومن دون ذلك سوف تبقى الجماهير الفلسطينية تعمل خارج النطاق الرسمي، تدافع عن حقوقها وثوابتها لاسيما حق العودة الذي ننام ونصحو ونحن نحلم به.

– كيف تتابعون دور المبادرة الأوروبية لإزالة الجدار والمستوطنات؟

هذه المبادرة لها دورٌ مهم في ملف القدس مُمثّلةً برئيسها الدكتور أحمد سكينة الذي تشرفنا باستضافته منذ يومين في الندوة الخاصة للحديث عن وضع القدس والمقدسيّين وأهالي الشيخ جراح.

لقد أصدرت هذه المبادرة دراسةً بالغة الأهمية باللغة الإنجليزية تتحدث عن آثار الجدار العنصري على مدينة القدس، وتبيّن من خلال البحث أن حوالي 35% من المقدسيين اضطروا لتغيير أماكن إقامتهم بسبب هذا الجدار الظالم، الذين شيّدته سلطات الاحتلال، كما صادر أراضي ما يقارب 20% من المقدسيين قسرًا، الأمر الذي شكّلَ خطراً مباشراً على ديمغرافية القدس، بهدف تهجير سكانها وإضعاف نفوذهم ودورهم المحوري في منافحة الاحتلال.

كما تعمل هذه المبادرة على إطلاق مشاريع حقيقية تنموية بهدف تعويض المقدسيين وأهالي الشيخ جراح عن هذه الحقوق المسفوكة التي يصر الاحتلال الإسرائيلي على مصادرتها منهم، بالإضافة إلى تنظيم حراك مؤسساتي حقيقي للضغط على صناع القرار السياسي من برلمانيين وحكومات، وبالتالي يمكن تصنيف هذه المبادرة بأنها واحدة من المؤسسات الفلسطينية التي كانت وما تزال تبذل ما بوسعها كرمى للقدس وفلسطين كل فلسطين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات