الناتو: روسيا تقوم بأكبر حشد عسكري منذ الحرب الباردة
انفجر خط لأنابيب النفط، مساء الجمعة، في مدينة لوغانسك التي يسيطر عليها مسلحون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا، وفق ما أفادت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء.
وقالت الوكالة: إن انفجار خط “دروجبا” لأنابيب النفط قد هزّ مدينة لوغانسك، مشيرة إلى أنه وقع انفجار ثان في المدينة نفسها بعد انفجار خط الأنابيب، دون أن يتم تحديد مصدره.
بدورهم، أعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اليوم السبت، أنهم لاحظوا “زيادة كبيرة” في انتهاكات وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، حيث يتواجه المسلحون الموالون لروسيا مع القوات الأوكرانية منذ 2014.
وأشارت المنظمة، في بيان، إلى أن مراقبيها “لاحظوا زيادة كبيرة” في الأعمال المسلحة على طول خط الجبهة، مضيفة أن المنطقة شهدت حاليا عددا من الحوادث يعادل عدد تلك التي وقعت قبل اتفاقية تم توقيعها في يوليو/تموز 2020 لتعزيز وقف إطلاق النار.
أكبر حشد عسكري
وفي السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) -مساء الجمعة-: إن أوروبا تشهد حاليا “أكبر حشد لقوات عسكرية” منذ الحرب الباردة، مع وجود نحو 150 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، بحسب تقديرات الدول الغربية.
وصرّح ينس ستولتنبرغ لقناة “زد دي إف” الألمانية بأن الأمر “يتجاوز بكثير (إجراء) مناورات”، وأن “روسيا قادرة بالتأكيد على مهاجمة” أوكرانيا.
من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري أميركي -الجمعة-: إن ما بين 40% و50% من القوات الروسية الموجودة قرب الحدود مع أوكرانيا اتخذت “مواقع هجومية”.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه يوجد ما يقرب من 150 ألف جندي روسي على الحدود منهم نحو 125 كتيبة تكتيكية.
وأكد أن نسبة القوات الموجودة في مواقع هجومية أعلى مما كان معروفا من قبل، وتشير إلى أن تلك الوحدات الروسية يمكن أن تهاجم أوكرانيا دون سابق إنذار.
وقالت شركة الصور الأميركية “ماكسار”، الجمعة: إن صور الأقمار الصناعية تظهر نشاطا عسكريا في مواقع متعددة عبر بيلاروسيا (روسيا البيضاء) وشبه جزيرة القرم وغرب روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وأوضحت “ماكسار” أن الصور تظهر انتشارا ضخما جديدا لمروحيات في شمال غرب بيلاروسيا ونشر مجموعة قتالية للدبابات وناقلات جنود ومعدات دعم في مطار ميليروفو الواقع على بعد 16 ميلا من الحدود الأوكرانية.
حزمة عقوبات
وفي السياق ذاته، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي داليب سينغ: إن الإدارة الأميركية أعدت حزمة للعقوبات التي ستفرض على روسيا في حال غزو أوكرانيا، مضيفا أن العملة الروسية ستتأثر كثيرًا حال فرض تلك العقوبات على روسيا.
وأكد سينغ للصحفيين أن روسيا “ستصبح دولة منبوذة بالنسبة للمجتمع الدولي، وسيتمّ عزلها من الأسواق المالية الدولية وحرمانها من المُدخلات التكنولوجية الأكثر تطوّرا”.
ومن جانبه، أكد البيت الأبيض أن واشنطن نسقت عمليات تعويض إمدادات الغاز الروسية من شمال أفريقيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة في حال قطعها، كما حذر الصين من منح موافقة لروسيا لغزو أوكرانيا، لأن ذلك سيترك أثرا عميقا على أوروبا.
عمليات إجلاء
في الأثناء، أعلن المسلحون الموالون لروسيا شرقي أوكرانيا -والذين تعدهم كييف انفصاليين- بدء عمليات إجلاء للمدنيين في إقليم دونباس، في حين أوفد الرئيس الروسي وزير الطوارئ للإشراف على عمليات استقبال أهالي الإقليم الفارّين من “أعمال العنف”.
بدورها، قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية: إن لديها معلومات عن لجوء المخابرات الروسية إلى زرع ألغام في مرافق البنية التحتية في دونيتسك لخلق ذرائع لاتهام أوكرانيا بارتكاب أعمال إرهابية.
وحثت الاستخبارات الأوكرانية سكان الإقليم على عدم مغادرة منازلهم، وعدم استخدام وسائل النقل العام.
وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف: إن بلاده “لن تحرر أراضيها المحتلة بالوسائل العسكرية؛ لأن ذلك سيوقع خسائر كبيرة بين السكان المدنيين”.
واتهم المسؤول الأوكراني المسلحين الروس بمحاولة استفزاز قوات بلاده المسلحة، نافيا تورط الجيش الأوكراني في التصعيد في دونباس.
تسويغ العدوان
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن ما حدث في دونباس “جزء من خطوات روسية لتبرير العدوان على أوكرانيا”.
وأوضح بلينكن، في مداخلة له بمؤتمر ميونخ للأمن، أن القصف في شرق أوكرانيا في الساعات الماضية هو “جزء من جهود روسية لاختلاق استفزازات كاذبة لتبرير مزيد من العدوان ضد أوكرانيا”، مجددا القول: إن “روسيا ستدفع ثمنا باهظا” إذا اعتدت على جارتها.
كما قالت الخارجية الأميركية: إن عمليات الإجلاء من شرق أوكرانيا “محاولة أخرى للتعتيم على كون روسيا هي المعتدي في هذا النزاع”.
وأضافت الخارجية، في بيان، أن هذا النوع من العمليات الخادعة هو بالضبط ما أبرزه الوزير بلينكن في إحاطته أمام مجلس الأمن، ولفت إلى أن روسيا هي المحرض الوحيد على التوترات شرق أوكرانيا وهي من يهدد الشعب الأوكراني، حسب بيان الخارجية الأميركية.
كما حضّت فرنسا وألمانيا، الجانب الروسي على “استخدام نفوذه” لدى “الانفصاليين” في شرق أوكرانيا “للدعوة لضبط النفس والمساهمة في احتواء التوتر”.
وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان إيف لودريان، في بيان مشترك: إنّ “الانتهاكات العديدة لوقف إطلاق النار على طول خط الجبهة خلال الأيام الأخيرة تثير قلقا بالغا”، منددين “باستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف مناطق مدنية من دون تمييز”.
تصريحات بوتين
وفي موسكو، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بعدم الجدية في بحث الضمانات الأمنية.
وأكد الرئيس الروسي استعداد روسيا للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وشدد على أن موسكو مستعدة للتفاوض، شريطة النظر في كل القضايا التي اقترحتها للضمانات الأمنية حزمةً واحدةً دون استثناء.
بدوره، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: إن موسكو ومينسك لا تريدان الحرب، محذرا من أن أوروبا أصبحت على شفى حرب شاملة.
واتهم لوكاشينكو بعض المسؤولين الغربيين بالحماقة وغياب المسؤولية، وبأنهم وراء تصعيد النزاع في دونباس، الأمر الذي تسبب في بدء فرار المواطنين من الإقليم.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني: إن الانفصاليين المدعومين من روسيا يواصلون تعمد مفاقمة الوضع وتضليل سكان ما سماها “الأراضي المحتلة مؤقتا”.
وأكد المسؤول الأوكراني أن جيش بلاده لا يخطط لأي عمل عسكري في دونباس؛ لأنه سيؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين، وطالب السكان في الشطر الواقع تحت سيطرة “الانفصاليين” بعدم تصديق ما وصفها بروايتهم وأكاذيبهم.
استدعاء قوات احتياطية
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، مرسوما يقضي باستدعاء المواطنين المشمولين بقائمة القوات الاحتياطية للخضوع للتدريب العسكري.
وتضمن المرسوم دعوة مواطني روسيا الموجودين في قائمة الاحتياط لعام 2022 للخضوع لتدريب عسكري في القوات المسلحة الروسية، ووكالات أمن الدولة ووكالات خدمات الأمن الفدرالي.
وبحسب نص المرسوم، تم توجيه مجلس الوزراء والسلطات التنفيذية للمناطق الروسية لضمان تنفيذ الإجراءات المتعلقة بدعوة المواطنين إلى معسكرات التدريب، وعقد هذه المعسكرات التدريبية.
وبموجب القوانين الاتحادية في روسيا، لا يمكن استدعاء المواطنين المشمولين بقوائم الاحتياط للتدريب لأكثر من مرة واحدة خلال 3 أعوام.
المصدر: الجزيرة + وكالات
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
صاروخ من لبنان يسقط قرب معاليه أدوميم في القدس المحتلة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام اعترفت قوات الاحتلال الصهيوني - مساء السبت- بسقوط صاروخ أطلق من لبنان قرب مستوطنة معالية أدوميم في القدس...
حزب الله يهاجم مستعمرات الاحتلال ومواقعه العسكرية بعشرات الصواريخ
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله اللبناني، مهاجمة عدة مستعمرات ومواقع للاحتلال الصهيوني، اليوم السبت، بعشرات الصواريخ، محافظًا على...
خليل الحية: اغتيال حسن نصر الله عمل إرهابي مكتمل الأركان
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة عضو المكتب السياسي خليل الحية، إن اغتيال الاحتلال الصهيوني المجاهد...
الحرب الإسرائيلية على لبنان .. تجدد الغارات على الضاحية وصور
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي - مساء السبت- غارات جديدة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والحارة...
اليمن تقصف مطار بن غوريون في تل أبيب بالتزامن مع وصول نتنياهو
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية -مساء السبت- استهداف مطار يافا المسمى إسرائيليًا بن غوريون بصاروخ باليستي نوع...
القسام: حسن نصر الله لم يتوان عن تقديم كل ما يلزم مقاومتنا من دعم وإسناد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تقدمت قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بالتعزية الحارة إلى حزب الله، رفاق...
الفصائل الفلسطيني تزف حسن نصر الله وتشيد بدوره في إسناد غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بكل فخر واعتزاز، نعت الفصائل الفلسطينية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، مثمنة دوره المقاوم...