عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

مكتبة منصور بغزة.. تنفض غبار الركام وتولد من جديد

مكتبة منصور بغزة.. تنفض غبار الركام وتولد من جديد

يصادف اليوم الخميس 18 شباط/فبراير، ذكرى مرور تسعة أشهر بالتمام على قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية، مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر، كبرى مكتبات قطاع غزة خلال العدوان الأخير الذي شهده القطاع، لتولد بعافية وقوة وطاقة أكبر وأوسع.

المكتبة الجديدة الذي أنشأها صاحبها سمير منصور، على مقربة من المقر المدمر، شهدت تجهيزات واسعة وكبيرة، عدا عن المساحة التي تمثل أضعاف مساحة المقر المدمر، ويفيد محمد ابن صاحب المكتبة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المقر الجديد للمكتب مكون من ثلاثة طوابق على مساحة 300 متر للأرض، بمساحة إجمالية للمكتبة 900 متر مربع، في حين كان المقر المدمر مكونًا من طابقين على مساحة أرضية 150 مترا فقط.

ويضم المقر الجديد -وفق منصور- أكثر من 300 ألف كتاب لأكثر من 70 ألف عنوان متفرق، مبيناً أنّ المكتبة الآن تعود بقوة وصلابة أكثر مما كانت عليه؛ “في رسالة تحدٍّ واضحة للاحتلال، أنّه لن يستطيع أن يكسر القلم، أو يمنع الثقافة والفكر والكتابة مهما فعل”، وفق قوله.

وتعرضت مكتبة سمير منصور الفلسطينية للنشر والتوزيع، خلال مايو/أيار الماضي، لدمار شامل من الاحتلال الإسرائيلي عقب استهداف المبنى الذي تقيم فيه بكامله، حيث دمّر الاحتلال عشرات الأبراج والمنشآت السكنية والثقافية، عدا عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى.



لم تمُت

ويضيف محمد منصور: أنّه “منذ قصف المكتبة، لم تتخلف عن واجبها تجاه الثقافة والنشر والتوزيع بالرغم من تدمير المبنى بكامله، لكنها ظلت متمسكة بقرار العمل والمثابرة رغم القصف والدمار والخسارة الكبيرة التي لحقت بها”، موضحاً أنّ المكتبة شاركت عقب استهدافها بثلاثة معارض للكتاب في ثلاث دول عربية، كان آخرها معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي.

وتُعد مكتبة سمير منصور، إحدى أكبر وأهم المكتبات في غزة، حيث كانت تقيم في أكثر المناطق حيوية في قطاع غزة في شارع جمال عبد الناصر “الثلاثيني” قرب جامعتي الأزهر والإسلامية، كبرى الجامعات الفلسطينية في الوطن.

وحظيت مكتبة منصور عقب تدميرها باهتمام منقطع النظير عبر حملة دعم وتمويل متطلبات إعادتها منبرًا مهمًّا للمشهد الثقافي الفلسطيني، وشارك في دعمها مشاركة واسعة شخصيات ومهتمون من دول مختلفة بادروا بالتبرع ماديًّا، إلى أن وصلت قيمة التبرعات من أفراد ومؤسسات لنحو 250 ألف دولار، إضافة إلى جمع الكتب؛ حيث وصلت مؤخراً شحنة قوامها 50 ألف كتاب وستتبعها شحنات أخرى.

ويقول منصور: إنّه “كان يعمل مع والده في المضمار الثقافي منذ أن كان طفلاً صغيراً قبل أكثر من أربعين عاماً، ليعايش اهتمامات ومشارب ثقافية مختلفة ومتعددة عبر أربعة عقود من الزمن”.


إعلان جائزة

وكشف منصور عن اعتزامه الإعلان خلال حفل افتتاح المكتبة، اليوم الخميس، عن إطلاق جائزة منصور الثقافية لأفضل رواية للكُتّاب الذين سيتم طباعة ونشر وتوزيع رواياتهم من خلال مكتبته التي طبعت أعدادا كبيرة من الكتب والروايات لكتّاب من قطاع غزة، إضافة إلى أنه سيخصص ركنًا من المكتبة للقراء.

وظلت مكتبة “سمير منصور” الفلسطينية، واحدة من كبرى المكتبات ودور النشر في مدينة غزة، وكانت عبارة عن متنفس علمي وأكاديمي وثقافي لأبناء القطاع المحاصر، والمكان المناسب لشراء الكتب بدءا من الكتيبات المدرسية والنصوص القرآنية، إلى الترجمات العربية للكلاسيكيات الأوروبية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات