الخميس 25/أبريل/2024

أطفال غزة يبرمجون معرضا يتحدى أزمات الحصار

أطفال غزة يبرمجون معرضا يتحدى أزمات الحصار

باهتمام كبير يرقب الطفل عبد اللحام (15 عاماً) نظرات الزائرين لمشروعه التكنولوجي الإبداعي الذي نفذه بصحبة زملاء آخرين له، في معرض تكنولوجي نادرٍ من نوعه حمل اسم “أطفال غزة يبرمجون” الذي هدف أساسا لإبراز المواهب الإبداعية والاحترافية للأطفال في سنٍّ متقدمة.

وبطلاقة واضحة بدأ الطفل اللحام يشرح لضيوف مشروعه طبيعة المشروع وفكرته، والأدوات المستخدمة فيه، وآلية عمله والفائدة المرجوّة منه على أرض الواقع، مبيناً أنّ مشروعه يعتمد على تحويل البيت إلى نظام رقمي ذكي يستطيع التحكم والوصول للأغراض الموجودة فيه بكل سهولة.

الطفل اللحام كان واحداً من أكثر من مئة طفل انضموا للمشاركة في المعرض التكنولوجي “CFTA- Tech 2022” بنسخته  الرابعة، والذي نظمته مجموعة المراكز التربوية التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر بالتعاون مع مديريات التربية والتعليم جنوب قطاع غزة، أوّلَ معرض يعرض منتجات إلكترونية ومشاريع إبداعية لمجموعة من الطلبة من 12-16 عامًا، بعد شهور من التدريب والإنتاج.

ويضم المعرض نحو 80 مشروعاً إلكترونياً؛ 14 مشروع برمجة روبوت، و21 مشروع برمجة على سكراتش، و25 تجربة علمية، و15 وسيلة تعليمية ساهم في صناعتها نحو 100 طالب وطالبة من الموهوبين والشغوفين في التكنولوجيا والعلوم من السادس حتى العاشر.

الطفلة رهف ربيع (13 عاماً) كانت سعيدة وهي تستمع لملاحظات وإشادات الزائرين لمشروعها الذي صنعته برفقة زميلاتها بإمكانيات بسيطة، حيث يعالج أزمة من كبرى الأزمات التي يمر بها قطاع غزة في إطار الحصار.

وتقول رهف: إنّ مشكلة أزمة الوقود، وتحكّم الاحتلال بكميات إدخاله إلى قطاع غزة، دفعها وزميلاتها إلى ابتكار نموذج لسيارة صغيرة تعمل على الطاقة الشمسية، لتوضح أنّ ذلك قد يخفف من استهلاك الوقود ويحل جزءًا من الأزمة القائمة في القطاع.

أما الطفل محمد قنديل (13 عاماً) فأكّد أنّه يحلم أن يصبح مبرمجاً في المستقبل، مبيناً أنّ مشاركته في برنامج CFTA- Tech تجربة مميزة مكّنته من الكثير من المهارات، ووفرت لهم الأدوات لينتج ويبرمج  روبوتًا تعليميا عن المرور.


null

تعزيز ثقافة الابتكار

يقول خليل فارس -أحد منظمي المعروض ومدير مركز الشروق والأمل-: إنّ “المراكز المشاركة تهدف من خلال هذا المعرض إلى ترسيخ ثقافة البحث والابتكار، وتشجيع الأطفال لاستثمار التكنولوجيا وتطويعها لخدمة مجتمعهم  وإعلاء قيمة المنطق العلمي وسيلةً لتحليل المشكلات وإيجاد الحلول”.

وأشار إلى أن الأطفال والطلبة لديهم الإمكانيات والقدرات، ولكن يحتاجون منا فتح المجال وتوفير الأدوات، التي في غالب الأحيان تكون شحيحة؛ نتيجة الحصار والإغلاق الذي يشهده القطاع، مبيناً أنّ التجربة أثبتت أن الأطفال قادرون على إعطاء أفكار غير نمطية ومبدعة تدهش الكبار في حال وفرت لهم الإمكانيات التدريبية واللوجستية المناسبة ليحلقوا في عالم الإبداع.

من ناحيته؛ أشاد ممثل وزارة التربية والتعليم أشرف عابدين، بالمشروع وبالقائمين عليه؛ مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر، ومدارس مديريات التربية والتعليم شرق وغرب خانيونس، ورفح، والمعلمين والمعلمات، والطلاب المشاركين والقائمين على المعرض التكنولوجي.

وبيّن عابدين أنّ المشروع كشف خلال السنوات الماضية عن أهمية ترسيخ ثقافة التكنولوجيا لدى الطلاب الذين أبهرونا بإنتاجياتهم وقدرتهم على تطويع التكنولوجيا وترجمتها بمجموعة من الأفكار والمشاريع التي تعالج بعض المشكلات، وتسهل من حياتهم  ومن استيعابهم للمواد الدراسية، وعبّرت عن وعيٍ باحتياجات المستقبل يتجاوز مستوى المراحل العمرية للأطفال.


null

تحدي الحصار

ويشير منسق المعرض يوسف ضاهر، أنّ الفكرة جاءت نتيجة تدريب الأطفال على الاستخدام الآمن للإنترنت، ومفاهيم التكنولوجيا والإنترنت والفيديو والمونتاج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

ويوضح أنّ المعرض يمثل تحدياً واضحاً للكثير من العوائق التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بفعل الحصار المستمر منذ 16 عاماً، لافتاً إلى أنّ الحصار والعقبات وضعت أمام الطلبة والأطفال المشاركين في المعرض تحدياً لوضع حلول للأزمات التي يعيشونها على أرض الواقع، وهو ما كشف حجم المشاركات التي تسعى حقيقة لحل الكثير من الأزمات.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات