التحديات الاستراتيجية الثلاثة ومستقبل الاحتلال
١-يستقي صناع القرار في دولة الاحتلال خططهم في إدارة جوانب الحياة السياسية بناء على تقارير معاهد الأبحاث والدراسات الأمنية والعسكرية التي يديرها جنرالات حرب سابقون مثل اللواء أهارون ياريف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق واللواء عاموس يادلين رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال والعقيد مئير ايرلان شغل منصب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية سابقًا، وغيرهم الكثير وتعد الدراسات والأبحاث بمثابة مرجع أساسي لدعم سياسات وخطط مستقبلية للكيان بداية من بحوث الحرب السيبرانية والمنظمات المعادية للاحتلال وصولا إلى بحوث تتعلق بحماية الجبهة الداخلية والعلاقات الاجتماعية وصناعة الرأي في الإعلام وكذلك ميزان القوى العسكرية في المنطقة.
٢-تدل معطيات معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني في تقييمه (تقريره) الإستراتيجي السنوي الذي سلمه إلى رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ أن هنالك ثلاث تهديدات وتحديات تحيط بمستقبل دولة الاحتلال وهي أولا: تعاظم القدرات الدفاعية إيران وبرنامجها النووي، ثانيا: الساحة الفلسطينية متمثلة في غزة والضفة الغربية، وثالثًا: الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال.
٣-وورد في التقرير الأمني الصهيوني أن تقييم قطاع غزة والضفة الغربية بأنهما تهديد كبير للاحتلال وأن المطلوب معالجة ملف الضفة بالمزيد من التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة في الضفة لتجاوز أي تصاعد من أعمال المقاومة وأنهم بذلك يمكنهم السيطرة على هذا التحدي الكبير ولا تبدو هذه المعلومة مجرد كلمات بريئة إذا ما حاولنا فهمها فإن أجهزة التنسيق الأمني فعليًا تمارس الإرهاب السياسي في الضفة ضد عناصر المقاومة حتى من يمارسون المقاومة الشعبية ضد عدوان الصهاينة وجرائمهم لم يسلموا من هذا الإرهاب ضمن مسلسل العبث بالساحة الفلسطينية الداخلية لم يعد للسلطة أجندة وطنية بل باتت بمثابة وكالة أمنية، وما سمعناه تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بينت بالأمس بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية يؤكد ذلك اكثر من مرة على لسان رأس الهرم في دولة الاحتلال الذي يرفض أي تعامل سياسي مع السلطة وأنما يريده من بقائها رغم ضعفها هو وظيفة أمنية فقط المال مقابل الأمن، ويمكن تفسير اللقاءات المتكررة التي تعقدها قيادة التنسيق الأمني في الضفة مع الاحتلال أن هدفها هو تصفية وملاحقة المقاومة وتنفيذ تعليمات الاحتلال الأمنية، ولكن رغم كل هذه التحديات فإن تصاعد العمليات الجهادية لقوى المقاومة والتحركات الشعبية في الضفة الغربية هو بمثابة رسالة واضحة من أهل الضفة بأنهم يعتبرون المقاومة هي الحاضنة الحقيقية للمشروع الوطني الفلسطيني. وان الانحرافات الواضحة من قبل أجهزة التنسيق الأمني في الضفة عن مبادئ المشروع الوطني وتجذر الفساد وتزييف الحقائق في مؤسساتها وما تمارسه من ظلم وطغيان وإرهاب سياسي ضد المواطنين والمقاومة في الضفة يعد مخالفات صارخة للقيم الثورية والوطنية رغم كل هذه التحديات والصعاب فالمقاومة مستمرة وصولًا للانتصار الحتمي على الاحتلال والقوى الظلامية التي تقف خلفه.
٤-وفي المقابل فإن جبهة غزة تمثل تهديدًا خطيرًا في مواجهة الجيش الصهيوني وتعاظم قوة حركة حماس وقوى المقاومة وهو ما برز جليا بانتصار المقاومة في معركة سيف القدس التي رسخت فلسفتها الجهادية ووحدة الجغرافيا والعمل الجماعي الذي كان تحت لواء غرفة العمليات المشتركة وما أنجزته من نجاحات كسرت هيبة الاحتلال والمنظومة الأمنية فيه، وعبرت عن أصالة ومشروعية مقاومتنا وعملت بكثير من الإيمان والإعداد ومراكمة على تعزيز هذا الانتصار فكانت رسائل مناورة درع القدس والركن الشديد٢ حملت رسائل بمثابة صواعق جديدة وتحدى للاحتلال عبرت عن الجاهزية العالية والقدرة على الدفاع عن شعبها بإمكانياتها وقدراتها.
٥-إن التهديد الأكبر والأخطر الذي يخشاه قادة الاحتلال ما هو الداخل المحتل والجبهة الداخلية الصهيونية وتراجع ثقة الصهاينة بالجيش الصهيوني والذي كان يعتبر بمثابة الجامع لكل عناصر المجتمع أو ما يمكن أن نسميه (بوتقة الصهر) لمكونات المجتمع الصهيوني المختلفة والمتناثرة عرقياَ وايديولوجياَ واجتماعياَ وسياسياَ ودينياَ وإن تراجع ثقة الجبهة الداخلية والجمهور بالجيش يعد خطر وجودي للاحتلال. وكذلك ينظر الباحثون الصهاينة ان العرب الفلسطينيين في الداخل المحتل يمثلون قنبلة موقوتة بحسب الرؤية الصهيونية بسبب فشل دمجهم في دولة الاحتلال وفشل إبعادهم عن فلسطين القضية والهوية، والذي برز واضحًا في دورهم الكبير في التصدي لعدوان الاحتلال على القدس والأقصى وخلال معركة سيف القدس انتفضوا في وجه العدوان وواجهوا الجيش الصهيوني، واليوم لا تزال جذوة الهبة الشعبية في النقب ضد محاولات التهويد ومصادرة الأراضي دليل جديد على ارتباطهم وفي إشارة سريعة ايضا للجانب الديمغرافي في صراعنا مع الاحتلال نجد أن تعداد المحتلين في دولة الاحتلال هم 9 مليون نسمة منهم 2 مليون عربي فلسطيني في الداخل المحتل وعلى الجانب الاخر الى 3 مليون فلسطيني في الضفة الغربية و2 مليون فلسطيني في قطاع غزة بمعنى أن هنالك سبعة مليون فلسطيني يواجهون سبعة مليون صهيوني وهي ديمغرافية يخشاها الاحتفال في ظل استعداد شعبنا الفلسطيني لخوض معركة استنزاف وصولا إلى حرب التحرير ومعركة وعد الأخرة ايماناَ بحتمية الانتصار وأن المشروع الصهيوني إلى زوال.
٦-وفي دائرة هذا التقرير أوصى الخبراء العسكريون الصهاينة وهم 17 باحث من الجنرالات والباحثين الأمنيين في تقرير معهد الأمن القومي للعام 2022 القيادة السياسية في دولة الاحتلال بالتصدي للتحديات الثلاث ايران، المقاومة في غزة والضفة، وتعزيز الجبهة الداخلية بالتوازي أي مواجهتهم بالتزامن معاَ وهذا لأهمية الجبهات الثلاث وهو ما أشار إليه الكاتب العسكري الصهيوني تل ليف رام في صحيفة معاريف، ومن هنا علينا كفلسطينيين أن نعمل معًا مقاومة وشعبنا من أجل أن تكون المعركة القادمة ضد جرائم الاحتلال على كل الجبهات مما يشكله من تحديات كبرى فرصة أكبر لتحقيق أعمق انتصار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: اقتحام معبر رفح يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود وقف إطلاق النار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون...
الفصائل : احتلال وإغلاق معبر رفح يُهدد مسار المفاوضات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إن احتلال وإغلاق معبر رفح البري وكرم أبو سالم التجاري وتنفيذ عمليات عسكرية برية...
الداخلية: معبر رفح منشأة مدنية وإغلاقه تكريس للعقاب الجماعي
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت وزارة الداخلية والأمن الوطني اقتحام دبابات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري جنوب قطاع غزة فجر اليوم؛ والسيطرة...
الإعلام الحكومي: إيقاف إدخال المساعدات وإغلاق المعابر يفاقم الوضع الإنساني
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمّد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري...
6 مجازر و54 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل جراءها للمستشفيات 54 شهيدا و96...
الاحتلال يواصل حملات الدهم والاعتقال في أنحاء الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، حملات الدهم والاعتقال في أرجاء متفرقة...
مقتل ضابطين إسرائيليين في هجوم بمسيّرة لحزب الله
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -الثلاثاء- مقتل ضابطين في هجوم بطائرة مسيرة نفذه حزب الله اللبناني أمس على موقع...