الإثنين 06/مايو/2024

البقعة.. أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن

البقعة..  أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن

بعد أكثر من 53 عامًا لا يزال مخيم البقعة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، شاهدًا على معاناة اللجوء والتشرد، وتفاصيل النكبة والنكسة حاضرة في أزقة المخيم وبيوته العتيقة.

على بعد 20 كم من العاصمة الأردنية عمان يقع مخيم البقعة، على مساحة ما يقارب 1.5 كم2؛ ليستمر بالتوسع عموديًّا فقط، رغم ما تعانيه المنازل في المخيم من أساسات بناء ضعيفة، وبعضها لا يزال محتفظا بأسقف الزينكو، وتبدو الأزقة والشوارع الضيقة شواهد على المعاناة المستمرة لحكاية اللجوء.

ومخيم البقعة هو واحد من 13 مخيمًا للاجئين الفلسطينيين في الأردن، تأسس عام 1968؛ بهدف استيعاب اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الذين تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة؛ نتيجة تداعيات “النكسة” عام 1967.
ووفق معطيات أونروا، عند تأسيس مخيم البقعة، كان مخيما كبيرا، يضم 5000 خيمة خصصت لإيواء 26000 لاجئ فوق مساحة 14 كيلومتر مربع.

أسقف زينكو
وتعاني الكثير من المنازل في المخيم خلال فصل الشتاء من تسريب مياه الأمطار نتيجة أسقف الزينكو؛ ما يدفع قاطنيها لتغطيتها بغطاء بلاستيكي للتخفيف من حدة المياه المتسربة، كما بيّن رئيس لجنة الخدمات مخيم البقعة حسن مرشود



وأشار مرشود في حديث خاص مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن الكثير من البيوت في المخيم قديمة، ولا تتوفر إمكانيات مالية لتحسين ظروفها، وبعضها أساساتها ضعيفة، وتشكل خطورة على أصحابها، وهي بحاجة إلى الهدم وإعادة بناء.

وأكد مرشود توزيع ما يقارب 5 أطنان من الأغطية البلاستيكية من لجنة خدمات المخيم، فقط لتغطية أسقف الزينكو، إضافة إلى مشكلة التجمعات المائية في شوارع المخيم خلال فصل الشتاء.

الفقر والبطالة
وفق مرشود “يعاني المخيم من مشكلات كثيرة منها الفقر؛ وهذا واضح من خلال بقاء البيوت محافظة على بنائها القديم، وبالرغم من وجود 50 جمعية خيرية في المخيم؛ إلاّ أنها لا تستطيع أن تمد العائلات بإمكانيات مادية لإعادة تأهيل مساكنهم، فهي تساعدهم في توفير المقومات الأساسية”.

ويعود الفقر- كما قال مرشود- إلى ارتفاع نسبة البطالة؛ حيث بلغت إلى ما يقارب 30% وهي نسبة مرتفعة نتيجة اكتظاظ المخيم بالسكان الذين يبلغ تعدادهم ما يقارب 120-130 ألف نسمة، يعتمد كثير منهم على الوظائف الحكومية، في وقت توقفت الأونروا عن التعيينات خلال الآونة الأخيرة .

وذكر مرشود أن أحد أبرز مشاكل المخيم، قلة النظافة وتراكم النفايات بين شوارعه؛ نتيجة تقصير الأونروا بهذا الجانب كونها الجهة المختصة بهذا الشأن، مشيراً إلى أن عمال النظافة يعملون فقط منذ الصباح حتى الساعة الواحدة ظهرا؛ لتتراكم النفايات بعد ذلك في الطرقات دون رقيب.


الاكتظاظ وصعوبات التوسعويعاني المخيم من اكتظاظ سكاني، نتيجة المساحة المحددة له، والقيود على التوسع العمراني، بما في ذلك عدم السماح ببناء طابق رابع. ويوضح رفيق خرفان، مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية أن “عدم السماح ببناء الطابق الرابع يشمل كل المخيمات الفلسطينية في الأردن، عازيًا ذلك إلى ضعف الأساسات التي بنيت عليها الوحدة السكنية.

وأشار إلى أن منح الموافقة على بناء الطابق الثاني والثالث بحاجة إلى شهادة منشأ من مكتب هندسي حتى يتحمل مسؤولية رفع الوحدة السكنية.

أزمات التعليم
بداية المخيم كانت عبارة عن خيام، كما يوضح سلامة دعدس المدير السابق في الأونروا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، قبل أن يجري استبدال الخيام بمساكن جاهزة.
وأضاف “بداية المخيم عام 1968 كان عبارة عن خيام وزعت على اللاجئين، وبعد ذلك استبدلت بمساكن جاهزة، علما بأن الأرض التي أقيمت الخيام عليها هي أراض مستأجرة،  وتتبع العشائر الأردنية التي تسكن في المنطقة.

وبين الأعوام 1969 وحتى 1971، استبدلت الأونروا الخيام بـ 8000 مسكن مسبق البناء وذلك من أجل حماية الناس من ظروف الشتاء القاسية في الأردن، ولاحقًا لجأ معظم السكان لبناء مساكن إسمنتية أكثر قوة ومتانة.

وبين دعدس أن المخيم محاط بأراضٍ زراعية مروية بالمياه الجوفية، مما جعلها ثاني منطقة زراعية بعد غور الأردن ، ما وفر لأهالي المخيم مجالا للعمل في الزراعة.

وأضاف أن المخيم محاط بمجموعة من المصانع، مثل: مصنع آرال للألمنيوم، ومصنع للأدوية، ومصنع للبلاستيك، وغيرها التي وفرت فرصا للعمل لأبناء المخيم.

وشرح دعدس أن وكالة الغوث هي من تشرف على التعليم في المخيم خلال مرحلة التعليم الأساسي، حيث يوجد 16 مدرسة للذكور والإناث التابعة لوكالة الغوث، ويقدر عدد الطلبة فيها ١٦ ألف طالبا وطالبة، أما عن مرحلة التعليم الثانوي فيوجد مدرستان للذكور ومدرستان للإناث لوزارة التربية والتعليم الأردنية.

ومن أبرز مشاكل التعليم في المخيم -كما أوضح دعدس- ارتفاع عدد الطلبة في الشعبة الصفية الواحدة لأكثر من 50 طالبا أو طالبة؛ ما يتسبب بتراجع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة.

وأشار أيضاً إلى كثرة المعلمين والمعلمات البدلاء نتيجة عدم وجود تعيينات جديدة بدعوى العجز المالي المزمن لدى الأونروا؛ الأمر الذي أدى إلى عدم وجود أمان وظيفي للمعلمين.

الرياضة
ويعد نادي البقعة من أكبر نوادي الأردن الرياضية، ويشير نائب رئيس نادي البقعة بسام الدسوقي في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن النادي يمثل بوابة المخيم للشباب من الناحية الرياضية والاجتماعية والثقافية كونه يقع ضمن تجمع للاجئين.



وتأسس نادي البقعة مع نشأة المخيم عام 1968 وكان تابعا لوكالة الغوث لغاية انضمامه إلى وزارة الشباب، وأصبح جزءا من المنظومة الرياضية في الأردن؛ ما منح النادي القدرة على المنافسة في بطولات الأندية الرياضية الأردنية، والمشاركة في البطولات العربية والدولية، وفق الدسوقي.

يؤكد الدسوقي أن النادي يمثل الرافد الأساسي للرياضات الأردنية بالنخب الشبابية، مشيراً لحصول أبناء المخيم على ميداليات برونزية وفضية وذهبية في بطولات عالمية، كما ينظم  النادي بطولة في الملاكمة كل عام “بطولة ميلاد القائد” التي توقفت ما يقارب 3 سنوات نتيجة جائحة كورونا.

ويعاني النادي من ضائقة مالية ليقفز من الدرجة الممتازة إلى الأولى، وبالتالي عدم قدرته على الاحتراف نتيجة قرار من اتحاد الفيفا بسبب رفع لاعبين قضايا ضد نادي البقعة مطالبين باستحقاقاتهم التي تقارب 67 ألف دولار .

ومن المشاكل التي يعاني منها النادي، عدم وجود ملعب خاص لكرة القدم، حيث خاطب النادي رئيس الديوان الملكي لإيجاد الدعم المالي لبناء ملعب على قطعة أرض بكلفة 100 إلى 140 ألف دينار أردني، كما أوضح الدسوقي.

ومعاناة مخيم البقعة نموذج لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين المشتتين في أرجاء العالم.

ويعيش في الأردن أكثر من 21 مليون لاجئ مسجل. ويتمتع جميع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بالمواطنة الأردنية الكاملة باستثناء حوالي 140000 لاجئ أصلهم من قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات