الإثنين 29/أبريل/2024

الرجوب.. عود على بدء

أحمد الحاج

عام 1998 اغتيل المهندس الثاني محي الدين الشريف في سجون السلطة الفلسطينية داخل مقر للأمن الوقائي في الضفة الغربية، قبل تفجير الجثمان في مكان آخر.

الفاعل جهاز كان يرأسه جبريل الرجوب. سارعت السلطة إلى اختلاق رواية مفادها أن خلافاً داخلياً اندلع في كتائب القسام، أدى إلى استشهاد الشريف، والمتهم عماد وعادل عوض الله.

ولكي تموت الشخصيات الرئيسية في الرواية ومعها الحقيقة، اغتيل الأخوان عوض الله. طبعاً لم يصدق أحد وقتها رواية الرجوب. لكنه اليوم وبعد 24 عاماً عاد ليتحدث عن انقسامات داخل حركة (حماس) خلال زيارته لسورية، في رسالة لا تخفي أهدافها.

الفريق رجوب هو أول من يعلم تهافت روايته حول الانقسام داخل حركة تُعد أبرز حركات المقاومة الفلسطينية.

وبالمناسبة، وعلى ذكر الفريق الذي لم يؤْثَر عنه القيام بدورات عسكرية، فإن جيش الصين الأكبر في العالم، والذي يضم 2.3 مليون جندي، فيه 225 ضابطاً برتبة لواء، بينما السلطة الفلسطينية فيها 203 ضباط برتبة لواء. وهذه إشارة كافية إلى ترهل الألقاب في سلطة أوسلو، مع أن بعض حاملي تلك الألقاب واليناشين أخذوها على محمل الجد، وراحوا يتحدثون وكأنهم داخل إمارة مكتملة الأركان والمؤسسات، مذكّرين الجمهور الفلسطيني بأغنية شهيرة لعبد الله حداد يقول فيها “إمارة من دون عمارة، كيف لو صار عنا عمارة”.

الحديث عن انقسامات في صفوف (حماس) هو حديث مكرر منذ قيام السلطة عام 1994، رافقته ضغوط جسدية ومعنوية على الحركة ومنتسبيها، واعتقالات وسجون، وخطط، شاركت فيها السلطة وأنظمة دولية وإقليمية. لكن النتيجة كانت على غير ما يوافق تلك الخطط والطموحات والأمنيات. عادت الإسطوانة بنشازها نفسه عام 2012، حين قصفت (حماس) المدن المحتلة، ومن بينها تل أبيب. فترددت جهات في المساندة عدة أيام، حتى خرجت بحديث أن قيادة (حماس) تختلف عن قيادة كتائب القسام. تفريق لا يصنع فارقاً.

خلاصة القول إن حديث الرجوب عن انقسامات له غاياته، وهو قديم جداً، ومارسه الرجوب سابقاً، وأثبت فشله وبطلانه. لأن حركة (حماس) لديها من المؤسسات ما يحتمل الآراء، ويثري مسيرة مقاومتها. وقد انزلق لسان الرجوب أكثر من مرة بالقول إنه على (حماس) أن تقبل بالقرارات الدولية، ليظهر الهدف الحقيقي من حديثه الباهت عن الانقسام داخل (حماس).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات