الأحد 12/مايو/2024

خبراء: استخدام المقاومة سام 7 أربك الاحتلال وغيّر قواعد الاشتباك

خبراء: استخدام المقاومة سام 7 أربك الاحتلال وغيّر قواعد الاشتباك

أكد خبراء عسكريون وسياسيون فلسطينيون، أن “إدخال المقاومة الفلسطينية لصواريخ أرض – جو للمعركة، من شأنه تقييد حركة سلاح الجو الإسرائيلي، وتغيير المعادلة وقواعد الاشتباك، ما يؤشر إلى دخول المقاومة مرحلة جديد من صراعها مع المحتل”.

وكان مقاومون فلسطينيون استخدموا في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد، صواريخ أرض جو من نوع سام 7 في التصدي للطائرات المروحية الإسرائيلية، غربي مدينة غزة، مطلقين صاروخين تجاه الطائرات المغِيرة.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه “خلال تنفيذ الهجمات على قطاع غزة، تعرضت إحدى الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لصاروخ أرض- جو مضاد للطيران، ولم تقع إصابات ولا أضرار.

قلق إسرائيلي من تصميم المقاومة
وقال الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء متقاعد واصف عريقات: إن “قوة إسرائيل الأولى في الجو، وتستطيع السيطرة على أي معركة من خلاله بقدرة طائراتها، وعند استخدام مثل هذا السلاح (سام 7) يعني تقييد عملها، والتقليل من حرية الحركة والمناورة في قطاع غزة”.

وأوضح لـ”قدس برس” أن “إدخال المقاومة الفلسطينية لهذه الصواريخ يقلق إسرائيل، لأنه يصيب الطائرات على مسافات قريبة من (3 إلى 4 كم) خاصة الطائرات المروحية والمسيرة”.

وتابع: “استخدام هذه الصواريخ يعني أن هناك محاولة جادة سابقة لدى المقاومة، لامتلاك هذا السلاح لمواجهة الطائرات الإسرائيلية”.

وأشار عريقات إلى أنه “على الرغم من أن “سام 7″ سلاح قديم، وربما لا يؤثر على الطائرات الإسرائيلية الحديثة، لكن الإرادة والمعنوية والتصميم الفلسطيني للحصول على أي سلاح، مهما كان متواضعا لمقاومة الاحتلال يقلق إسرائيل كثيرًا”.

وقال: إن “إسرائيل تريد أن يكون التفوق لها في البر والبحر والجو، والفلسطينيون يحاولون كسر هذه المعادلة وإلغاء هذا التفوق، بسلاح خفيف يحمل على الكتف ولديه رأسٌ شديد الانفجار؛ فلا يستطيع المحتلّ إلا أن يضع هذا الأمر في حساباته”.

سهل الاستخدام ويدمر معنويات الطيارين
وأضاف عريقات، أن “هذه الصواريخ تربك حسابات الاحتلال وطياريه، وتؤثر على قدراتهم في إصابة الهدف وعلى مناوراتهم، وقد اعتادوا أن يسرحوا ويمرحوا فوق قطاع غزة دون رادع، فإن لم يلحِق إصابات فهو يؤثر في المعنويات وفي القدرة على التركيز”.

وحول ما إذا كان استخدام “سام 7” يحتاج لتدريب كبير وحرفية عالية في إطار عدم وجود كليات حربية في غزة قال عريقات: “إن هذا السلاح سهل استخدامه على المقاومين، الذين لديهم المبادئ وقليل من الخبرة العسكرية، وهو ليس سلاحا معقدا”.

وأشار إلى استخدم صاروخ “سام 7” في جنوب لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، واستطاعت هذه الأسلحة إسقاط طائرات الاحتلال، عادًّا الحصول على هذا السلاح يأتي في إطار التطور الطبيعي للمقاومة؛ لأن هناك إرادة للصمود والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

رسالة جديدة من المقاومة
من جهته، عدّ الخبير الأمني والإستراتيجي محمود العجرمي، أن استخدام المقاومة الفلسطينية لـ”سام 7″ رسالة جديدة من المقاومة لكيان الاحتلال بأنها “جاهزة لأي حماقة قد يرتكبها، وتمتلك الإرادة إلى جانب مفاجأة الاحتلال، ليس فقط من خلال “سام 7″، وإنما بأسلحة أخرى ستكشفها في الوقت الملائم”، حسب قوله.

وأضاف العجرمي لـ”قدس برس”، أن “استخدام الصاروخ حمل رسائل سياسية مفادها أن على العدو أن ينصاع للتفاهمات التي تمت، وإلا ستتحرك المقاومة ويكون من أهدافها إسقاط حكومته، من جهة، ومن جهة ثانية أن تفرض معادلة التحرك الجماهيري في فلسطين المحتلة عام 48 أو في الضفة الغربية”.

وأكد أنه “على المستوى الدولي، فضحت هذه الصواريخ دولة الاحتلال، باستمرارها في تشديد الحصار ومنع إعادة الإعمار، وكذلك الرسالة الخاصة للتجمع الاستيطاني في فلسطين المحتلة، أن الاحتلال يترك جنوده ويهمل كل إمكانيات استعادتهم”.

على أعتاب مرحلة جديدة
ووصف العجرمي ما جرى، بأنه يؤكد أن المقاومة الفلسطينية باتت على أعتاب مرحلة جديدة، تستعد فيها لما هو قادم، وكان ذلك واضحا من خلال تصريحات قادة المقاومة أو الصواريخ التجريبية أو مناورات “درع القدس” و”الركن الشديد2″.

وقال: إن “المقاومة سوف تتحرك وتحدث تحركات نوعية، خاصة أن أي معارك كبرى قادمة لن تكون فقط على الجبهة الجنوبية (قطاع غزة)”.

وأضاف: “هناك تنسيق كبير وحقيقي جادّ ما بين الجبهة الجنوبية، وانتفاضة في الضفة والداخل المحتل، وتحرك الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) إلى جانب ما يمكن أن يحدثه من تحولات نوعية في حال ارتكب العدو أي حماقة ضد إيران، بما قد يحرك جبهات عديدة في مواجهة الاحتلال”.

ما قبل “سيف القدس” ليس كما بعدها  
وعدّ الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن “تهديد المقاومة لم يكن من فراغ، وأنها تمتلك ما يمكن يجعل الاحتلال يحسب لها ألف حساب”.

وأكد الصواف لـ”قدس برس” أن “التصدي للطائرات بصواريخ من نوع “سام 7″ حمل عدة رسائل للاحتلال، وأجبر طائراته على مغادرة أجواء قطاع غزة الليلة الماضية”.

وقال: إن “الاحتلال أدرك أن تهديدات المقاومة ليست من فراغ، وأن ما لديها شاهده طياروه بأم أعينهم الليلة الماضية، حينما كانت صواريخ سام 7 لهم بالمرصاد، والتي تحدث الاحتلال عنها سابقا، ولم يرها إلا الليلة الماضية حقيقة واقعة، وموجهة ضد طائراته”.

وأضاف: “ربما ما حدث الليلة الماضية استعراض قوة من المقاومة ورسائل أرسلت للمحتل؛ أن أي عدوان سيواجه بأمور لم يدركها الاحتلال، ولم يحسب لها حساب، فما كان قبل سيف القدس وخلال أيام العدوان ليس كما هو بعد سيف القدس”.

وتابع أن “قواعد الاشتباك حدث فيها تغيير كبير، وشاهد الاحتلال جزءا منها الليلة الماضية، وما خفي أعظم”.

وعدّ الصواف أن “إطلاق المقاومة صواريخ تجريبية بعد منتصف الليل، في وقت لم تعتد المقاومة الإطلاق فيه، يحمل رسالة واضحة للاحتلال: إن لم تكف عن عدوانك، فالتصعيد سيكون أكبر وأصعب”.

يشار إلى أن صواريخ “سام 7” المضادة للطائرات تستخدمها العديد من الدول حول العالم منذ إنتاجها في الاتحاد السوفيتي عام 1968.

ويعد اسم صواريخ “سام – 7” الأكثر انتشارا لهذه الصواريخ، التي تطلق عليها قوات “الناتو” اسم “غريل”، وتحمل الاسم السوفيتي “ستريلا – 2” الذي تعني “السهم – 2”.

وتكمن خطورتها أنها ذات تأثير مزدوج على العدو بفضل سهولة حملها على الكتف، وقدرتها على مفاجأة طائراته، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة في ثوانٍ معدودة، دون أن تتمكن أي وسيلة استطلاع جوي من رصدها مثلما يحدث مع وسائل الدفاع الجوي الضخمة.

قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...