الجمعة 10/مايو/2024

الحاجة سارة النبالي.. الأقصى يبكي سنديانته

الحاجة سارة النبالي.. الأقصى يبكي سنديانته

صاحبة كلمة “انقلعوا” الشهيرة، ترحل بعد حياة طويلة وحافلة بالرباط والثبات في باحات المسجد الأقصى المبارك، في وجه الغرباء المحتلين، والتي كانت تقف لهم سدًّا منيعًا.

الحاجة المرابطة سارة النبالي (92 عامًا) مضت إلى ربها في الساعات الأخيرة من عام 2021، بعد قرابة نصف قرن من الرباط الدائم في باحات المسجد الأقصى المبارك، ليفجع المقدسيون بهذا النبأ.

طوال سنيّ عمرها تمتعت النبالي بصحة جيدة، ولم تعان أي مرض قبل وفاتها التي كانت مفاجئة لعائلتها المكونة من 7 أبناء وأكثر من 30 حفيدا في فلسطين وخارجها.

وتصدت بكل صلابة لقطعان المستوطنين أثناء اقتحامهم لساحات الأقصى، رغم تعرضها للاستفزاز والشتم من المستوطنين والتهديد بالاعتقال من شرطة الاحتلال.

وكانت تتقدم الصفوف الأولى في التصدي لقوات الاحتلال عند اقتحامهم المسجد المبارك وقمعهم المصلين بقنابل الصوت والأعيرة المطاطية، دون أدنى اكتراث على حياتها.

وتحولت المرابطة النبالي إلى ركن من أركان المسجد الأقصى، وجزء أصيل من جنباته الراسخة والصامدة والمدافعة عنه.

وتشهد ساحات الأقصى ومصلياته بمدى التزامها وثباتها في التوافد اليومي إليه، دون أن يقعدها مرض أو كبر سنها، حتى أنها لم تستخدم العكاز رغم أنها في التسعينات من العمر.

نصف قرن من الرباط
في مقتبل حياتها، عاشت سارة النبالي مع زوجها -الذي رحل باكرا- عند سفوح جبل الزيتون شرقيّ المسجد الأقصى قرب كنيسة “الجثمانية”، وأنجبت هناك أبناءها السبعة، ومنذ أيامها تلك وهي تقصد المسجد للصلاة.

كانت تمشي مسافات تعد طويلة وشاقة لامرأة في عمرها، تدخل باب الأسباط وتجلس على مصطبة أو حجارة في طريقها لترتاح، وأينما جلست صلّت ركعتين، حتى تصل إلى مصلى باب الرحمة أو قبة الصخرة أو المصلى القبلي، الأمر الذي أعطاها قوة في البدن وضياء في الوجه.

امتازت “سنديانة الأقصى” كما لقبها المقدسيون بارتدائها الأثواب التراثية والشالات القطنية صيفا والصوفية شتاء، وملازمتها لمسبحة مئوية بنية اللون من بذور الزيتون، التي تمررها بين أناملها ذاكرة الله، ساخطة على منتهكي بيته المُقدّس.

راحت أم وليد، وتركت مكانها في المسجد الأقصى فارغا، فهي التي لم تبرحه إلا للضرورة القصوى، وقصدته يوميا من بيتها في حي رأس العامود جنوبي المسجد، لتصلي فيه من الصباح الباكر إلى العصر، حتى أمست معلما بارزا من معالمه يعرفها أهل المسجد ويأنسون لحضورها.

 

حماس تنعى الحاجة سارة

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس المرابطة المجاهدة الحاجة سارة النبالي (أم وليد)، الذي توفيت بعد رباط طويل في باحات المسجد الأقصى المبارك.

وقال محمد حمادة الناطق باسم حركة حماس عن ميدنة القدس، إن حركته تتضرع إلى الله أن يتغمدها بواسع رحمته، و”لقد أفضت الحاجة المجاهدة أم وليد إلى ربها بعد رحلة طويلة من الثبات والرباط في المسجد الأقصى المبارك، فهي التي لم تفارق ساحاته منذ خمسين عامًا حتى صارت معلمًا بارزًا وركنًا من أركان الوجود المقدسي والثبات في المسجد الأقصى”.

وتابع: لقد جعلت أم وليد من مسار ذهابها وإيابها نحو المسجد الأقصى حبلًا سريًّا يربط حيّها رأس العامود بالمسجد الأقصى، وكانت للقدس والأقصى حامية، وما زالت صرختها في وجه الاحتلال “انقلعوا” مدوية في أزقتها، شامخة على بواباتها، إننا إذ نفاخر بتاريخ الحاجة أم وليد، لندعو حرائرنا في القدس وجموع شعبنا إلى المضي على خطاها والسير على نهجها.

حزن عارم

ونعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحاجة النبالي، واستذكروا شجاعتها وبسالتها في التصدي للاحتلال في باحات المسجد الأقصى، لا سيما كلمة “انقلعوا”.

وغرد النشطاء على وسم #سنديانة_الأقصى ونشروا صورها وفيديوهات لها وهي تعترض المستوطنين في باحات المسجد.

المركز الفلسطيني للإعلام” يرصد عددًا من هذه التغريدات..






الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات