الحاجة سارة النبالي.. الأقصى يبكي سنديانته
صاحبة كلمة “انقلعوا” الشهيرة، ترحل بعد حياة طويلة وحافلة بالرباط والثبات في باحات المسجد الأقصى المبارك، في وجه الغرباء المحتلين، والتي كانت تقف لهم سدًّا منيعًا.
الحاجة المرابطة سارة النبالي (92 عامًا) مضت إلى ربها في الساعات الأخيرة من عام 2021، بعد قرابة نصف قرن من الرباط الدائم في باحات المسجد الأقصى المبارك، ليفجع المقدسيون بهذا النبأ.
طوال سنيّ عمرها تمتعت النبالي بصحة جيدة، ولم تعان أي مرض قبل وفاتها التي كانت مفاجئة لعائلتها المكونة من 7 أبناء وأكثر من 30 حفيدا في فلسطين وخارجها.
وتصدت بكل صلابة لقطعان المستوطنين أثناء اقتحامهم لساحات الأقصى، رغم تعرضها للاستفزاز والشتم من المستوطنين والتهديد بالاعتقال من شرطة الاحتلال.
وكانت تتقدم الصفوف الأولى في التصدي لقوات الاحتلال عند اقتحامهم المسجد المبارك وقمعهم المصلين بقنابل الصوت والأعيرة المطاطية، دون أدنى اكتراث على حياتها.
وتحولت المرابطة النبالي إلى ركن من أركان المسجد الأقصى، وجزء أصيل من جنباته الراسخة والصامدة والمدافعة عنه.
وتشهد ساحات الأقصى ومصلياته بمدى التزامها وثباتها في التوافد اليومي إليه، دون أن يقعدها مرض أو كبر سنها، حتى أنها لم تستخدم العكاز رغم أنها في التسعينات من العمر.
نصف قرن من الرباط
في مقتبل حياتها، عاشت سارة النبالي مع زوجها -الذي رحل باكرا- عند سفوح جبل الزيتون شرقيّ المسجد الأقصى قرب كنيسة “الجثمانية”، وأنجبت هناك أبناءها السبعة، ومنذ أيامها تلك وهي تقصد المسجد للصلاة.
كانت تمشي مسافات تعد طويلة وشاقة لامرأة في عمرها، تدخل باب الأسباط وتجلس على مصطبة أو حجارة في طريقها لترتاح، وأينما جلست صلّت ركعتين، حتى تصل إلى مصلى باب الرحمة أو قبة الصخرة أو المصلى القبلي، الأمر الذي أعطاها قوة في البدن وضياء في الوجه.
امتازت “سنديانة الأقصى” كما لقبها المقدسيون بارتدائها الأثواب التراثية والشالات القطنية صيفا والصوفية شتاء، وملازمتها لمسبحة مئوية بنية اللون من بذور الزيتون، التي تمررها بين أناملها ذاكرة الله، ساخطة على منتهكي بيته المُقدّس.
راحت أم وليد، وتركت مكانها في المسجد الأقصى فارغا، فهي التي لم تبرحه إلا للضرورة القصوى، وقصدته يوميا من بيتها في حي رأس العامود جنوبي المسجد، لتصلي فيه من الصباح الباكر إلى العصر، حتى أمست معلما بارزا من معالمه يعرفها أهل المسجد ويأنسون لحضورها.
حماس تنعى الحاجة سارة
ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس المرابطة المجاهدة الحاجة سارة النبالي (أم وليد)، الذي توفيت بعد رباط طويل في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال محمد حمادة الناطق باسم حركة حماس عن ميدنة القدس، إن حركته تتضرع إلى الله أن يتغمدها بواسع رحمته، و”لقد أفضت الحاجة المجاهدة أم وليد إلى ربها بعد رحلة طويلة من الثبات والرباط في المسجد الأقصى المبارك، فهي التي لم تفارق ساحاته منذ خمسين عامًا حتى صارت معلمًا بارزًا وركنًا من أركان الوجود المقدسي والثبات في المسجد الأقصى”.
وتابع: لقد جعلت أم وليد من مسار ذهابها وإيابها نحو المسجد الأقصى حبلًا سريًّا يربط حيّها رأس العامود بالمسجد الأقصى، وكانت للقدس والأقصى حامية، وما زالت صرختها في وجه الاحتلال “انقلعوا” مدوية في أزقتها، شامخة على بواباتها، إننا إذ نفاخر بتاريخ الحاجة أم وليد، لندعو حرائرنا في القدس وجموع شعبنا إلى المضي على خطاها والسير على نهجها.
حزن عارم
ونعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحاجة النبالي، واستذكروا شجاعتها وبسالتها في التصدي للاحتلال في باحات المسجد الأقصى، لا سيما كلمة “انقلعوا”.
وغرد النشطاء على وسم #سنديانة_الأقصى ونشروا صورها وفيديوهات لها وهي تعترض المستوطنين في باحات المسجد.
“المركز الفلسطيني للإعلام” يرصد عددًا من هذه التغريدات..
المنصات الفلسطينية والعربية تتشح بالأسود حزنا على وفاة سارة النبالي #سنديانة_الأقصى بعد مسيرة من الرباط البطولي في المسجد الأقصى دفاعا عنه#نشرتكم pic.twitter.com/OjJUdBLOln
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 2 2022
“كانت سنديانة الأقصى.. المدافعة عنه والمداومة في الربـ.ـاط فيه.. في الفيديو مواقف تشهد لشجاعة للمرابـ.ـطة سارة النبالي رحمها الله وهي تتصدى لاقتحامات المستوطنين في المسجد الأقصى #فريق_مجاهدون pic.twitter.com/1CUsXC8611
— MAJHOOL (@MAJHOOL33251512) January 1 2022
امراة ..
عن جيش ..رحم الله المقدسية المجاهدة والمرابطة سارة النبالي بعد سنوات طوال من الرباط في #المسجد_الأقصى ..#فلسطين_قضيتي #فلسطين_قضية_الشرفاء #القدس pic.twitter.com/EnSMQ3aCox
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) January 1 2022
رح نكفي الطريق عنك يا حجة، ورح يجي يوم نقلهم انكلعوا، ورح ينكلعوا.
المقدسية المرابطة الحجة سارة النبالي في ذمة الله. https://t.co/LgIlc13RdE
— هبة البِني (@HIBA_BN95) December 31 2021
المرابطة في المسجد الأقصى، الحاجة سارة النبالي في ذمة الله.
السلام على روحك.#فلسطين pic.twitter.com/1lFYICFHOp
— الأُمَمِي (@oumami_qouds) December 31 2021
واظبت على الرباط في المسجد الأقصى، ودافعت عنه في وجه المقتحمين.. فيديو أرشيفي للمرابطة سنديانة الأقصى سارة النبالي رحمها الله وهي تتصدى لقوات الاحتلال التي تقتحم المسجد الأقصى
رحمها وتقبلها في الصالحين pic.twitter.com/IH7lYFqgzD— خالد صافي #فلسطين ???????? (@KhaledSafi) December 31 2021
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حرب الإسناد من لبنان إلى اليمن.. روافد في طوفان الأقصى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين، وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد، أطلقت...
كتائب القسام تنفذ كمائن نوعية للاحتلال شرق رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة تنفيذ كمائن نوعية واستهداف دبابات للاحتلال في إطار تصديها...
حماس: الاعتداء الممنهج على أسرانا لن يوهن عزائمهم والمقاومة على عهد حريتهم القريبة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تصعيد إدارة السجون الصهيونية سياساتها العدوانية والإجرامية بحق...
حماس: الاحتلال يرفض مقترح وقف النار ومتمسكون بالموقف الوطني
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إنّ الاحتلال رفض عمليًّا رفض المقترح المقدم من الوسطاء لوقف النار، ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا...
اشتباكات مع الاحتلال في نابلس واعتقال طلاب من كتلة النجاح
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتصدى مقاومون فجر اليوم الجمعة لاقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس، في حين نفذت تلك القوات مداهمات واعتقالات في...
هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الخارجية الأميركية عن فتح المعابر وإدخال المساعدات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نفت هيئة المعابر في قطاع غزة ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية حول "فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع...
شهادات مروعة.. هكذا يسعى الاحتلال لاغتيال القائد القسامي الأسير إبراهيم حامد
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام حمّلت هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" ونادي "الأسير الفلسطيني"، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة...