برقة.. حالة وطنية متجددة للدفاع عن الأرض
لم تكن هبة أهالي برقة شمال نابلس الوحدوية في وجه المستوطنين الذين عدّوا البلدة هدفا لهم خاصة بعد مقتل المستوطن رازئيل شيفاح الأولى بقدر ما هي حلقة من حلقات صراع مرير مع المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وتسود هذه الأيام “برقة” أجواء وحدوية كفاحية في مواجهة المستوطنين عبرت عن تمسك المواطنين بأرضهم، وباتت البيانات الموحدة باسم القوى الوطنية والإسلامية تعبيرا واضحا عن انسجام أهالي القرية في مواجهة الغول الاستيطاني، ما جعلهم قادرين على كبح هجمات المستوطنين عليهم في الأيام الأخيرة رغم شراسة الهجوم.
لجان حراسة ليلية
وباشرت القوى الوطنية والإسلامية وعموم الأهالي بتشكيل لجان حراسة ليلية للقرية، في حين لا ترهب حركات المستوطنين واعتداءاتهم الأهالي بقدر ما وحدتهم وعمقت تمسكهم بالأرض.
في أيار 2005 احتفل أهالي “برقة” بانسحاب المستوطنين من “حومش” في إطار خطة للاحتلال أخلى بموجبها أربع مستوطنات في محافظة جنين تزامنا مع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ولكن تلك الفرحة لم تدم طويلا.
يقول غسان دغلس الناشط في مواجهة الاستيطان لمراسلنا: إن الاحتلال ورغم انسحابه من جبل القبيبات الذي كانت مقامة عليه المستوطنة السابقة منذ عام 1978، إلا أنه رفض السماح للأهالي بالتصرف بأراضيهم وفق الحالة التي كانت عليها قبل إنشاء المستوطنة.
يُعد دغلس أحد الذين تابعوا الملف قانونيًّا في تلك الفترة حتى تمكن أهالي القرية في عام 2009 من استصدار قرار من المحكمة العليا للاحتلال بأحقيتهم في العودة لأراضيهم البالغة 1200 دونم، لكن الاحتلال رفض تنفيذ القرار.
بقيت حالة السجال والمناوشات المتقطعة بين المستوطنين من جهة، وأهالي برقة، وسيلة الظهر، والبلدات المحيطة، من جهة أخرى، مستمرة مع اقتحامات المستوطنين المتواصلة للمكان، وإقامتهم لمدرستهم التوراتية فيه وحركة “فتية التلال” الاستيطانية النشطة في المنطقة.
صراع مستمر
يشير رئيس مجلس قروي برقة جهاد صلاح لمراسلنا إلى أن أهالي البلدة دفعوا ثمنا غاليا نتيجة اعتداءات المستوطنين، فكلما استفردوا بمزارع أو راعي أغنام أو عابر سبيل، اعتدوا عليه، ما جعلها منطقة خطرة، عدا عن حركة جيش الاحتلال لتوفير الحماية لهم.
وعدّ أن المستوطنين لم يغادروا المنطقة حتى يعودوا إليها، فالبؤرة الاستيطانية ما تزال نشطة بحركة المستوطنين منذ انسحابهم منها، بينما تعد بؤرة لغُلاة المستوطنين في المنطقة، ومنطلقا لهم وهم يصدرون لها التهديدات باستمرار.
يؤكد المواطن عبد الله اعمر من برقة لمراسلنا أن صراع أهالي برقة مع الاستيطان لا يقتصر على حومش، فمنطقة المسعودية أيضا محط صراع مستمر بيننا وبينهم، حيث يسعى المستوطنون للسيطرة على المباني العثمانية القديمة، ويقتحمونها باستمرار، بينما عمد أهالي برقة لتحويلها لمتنزه للحفاظ عليها وترميم مبانيها القديمة التي كانت جزءا من خط الحجار العثماني.
وأكد أن الأهالي لن يفرطوا بذرة تراب من أراضيهم، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحل عن المنطقة في نهاية المطاف.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أسطول الحرية ينطلق غدًا من تركيا إلى قطاع غزة
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام يستعد تحالف أسطول الحرية الإغاثي للانطلاق صباح غد الجمعة من ميناء توزلا غربي تركيا؛ حيث يشارك متطوعون من منظمات...
مجزرة جديدة في غزة.. يقابلها إصرار وتصميم على الصمود
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في إطار المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال في ضد السكان الفلسطينيين في غزة، استشهد عدد من المواطنين وأصيب...
43 شهيدًا و64 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة بـ 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 43 شهيدا و64 إصابة...
في ثالث أيام الفصح العبري.. مئات المستوطنين يصولون ويجولون في ساحات الأقصى المبارك
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي، تحت حماية...
تشتت العائلات .. وجه آخر لعدوان الاحتلال في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يضطر المواطن أبو محمد إسليم (50 عامًا) للتحرك كل يومين إلى مناطق يمكن من خلالها التقاط بث الاتصالات لمحادثة أبنائه...
موجة اقتحامات جديدة في الضفة الغربية.. تخللها مواجهات واعتقالات
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وهو...
استشهاد الفتى خالد عروق برصاص الاحتلال خلال اقتحام رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد فتى، جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي لدى اقتحامها فجر اليوم الخميس مدينة رام الله. وأكدت مصادر...