الجمعة 10/مايو/2024

لبّت نداء برقة.. سبسطية تستبسل أمام هجوم مباغت للمستوطنين

لبّت نداء برقة.. سبسطية تستبسل أمام هجوم مباغت للمستوطنين

كان شبابها ورجالها من أوائل من لبى نداء النفير إلى “برقة” لإيقاف زحف المستوطنين وتشتيت هجمتهم الشرسة الليلة الماضية؛ لكن بلدة  “سبسطية” التي لا تعرف الانكسار، كانت على موعد مع البسالة والشجاعة، لصدّ هجوم ليلي مباغت على أطرافها.

تسكن عائلة عزام على مدخل سبسطية شمال غرب مدينة نابلس، بالقرب من مستوطنة “شافي شمرون”، وكان لها النصيب الأكبر من قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال وهي تؤمِّن هجومًا سافرًا للمستوطنين على أطراف البلدة.

 تضحية وثبات 
تعرض أفراد العائلة للاختناق، وتعاملت طواقم الإسعاف الفلسطيني مع إصابة 16 من أفرادها، منهم السيدة فدوى عزام التي قالت إنها نجت وعائلتها من جريمة إسرائيلية مركبة.

وأوضحت أنها “تعاني من مرض السرطان والسكر والضغط، وأصيبت بالاختناق الشديد جراء قنابل الاحتلال، إلى جانب كل أفراد العائلة، ومنهم عدد من الأطفال”.

ووصف عرفات عزام، أحد صغار العائلة المصابة، ما حلّ بعائلته قائلا: “خنقنا بالغاز وأمي فقدت الوعي”.

هذا الاعتداء أعاد للسيدة عزام ذكريات الانتفاضة الثانية ومعاناتهم مع الاستيطان واعتداءات الاحتلال في المنطقة والتي تزايدت منذ إقامة مستوطنة “شافي شمرون” على أراضيها.

ورغم ما كابدته هذه العائلة على مدار العقدين الأخيرين، إلا أنها بدت فخورة بمقاومة شبان البلدة الذين هبوا مدافعين عنها، تقول: “ربنا يحميهم شباب البلد، خرجوا ودافعوا عن أرضهم ومنازلهم”.

بدوره، بيّن رئيس بلدية سبسطية محمد عازم أن البلدة كانت من أوائل من لبى نداء النصرة لبرقة شمال غرب نابلس وخرجت لتساند القرية في وجه اعتداءات المستوطنين الذين توجهوا بتظاهرة لمستوطنة “حومش” المخلاة.

وأضاف: “خلال مؤازرتنا لأهلنا في برقة وصلتنا الأنباء عن اعتداء المستوطنين على سبسطية فعدنا للدفاع عنها وأطلقنا سماعات المساجد لتحذر الناس من الهجوم وتدعوهم للتصدي له، وعندما وصلنا مدخل البلدة فوجئنا بأعداد كبيرة من المستوطنين يتقدمون للبلدة ويطلقون الرصاص نحونا”.

واندلعت في قرية برقة ليلة أمس مواجهات شديدة بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين، أُصيب خلالها عشرات المواطنين في حين تمكن الشبان من صد هجوم المستوطنين وجرح جندي إسرائيلي في وجهه.

 استبسال الأهالي 
ولفت عزام إلى تعمد المستوطنين استهداف المنازل الواقعة على أطراف البلدات والقرى، في محاولة للاستفراد بها، وهو ما دفعهم لإخلاء عدد من المنازل في المنطقة تحسباً لأي هجوم واستعداد لصده، وهو ما تم فعلاً بمساندة شبان البلدة ورجالها.

يقول عزام: “تصدي الأهالي شكل صورة تدعو للفخر، شارك فيها الشبان والرجال من عمر 15 وحتى 50 عاماً والذين تسلحوا بالعصي والحجارة ورغبتهم بمقاومة العدو ومغتصب الأرض”.

ويختم: “الوضع تغير كثيرًا بعد عملية إطلاق النار في حومش التي أدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين قبل أسبوعين، وأصبحنا نرى المستوطنين في عصابات منظمة ومجموعات كبيرة يرتكبون مزيداً من الجرائم وبتغطية من حكومة الاحتلال الإرهابية، لكننا رغم كل ذلك سنبقى صامدين في هذه المنطقة وندافع عنها مهما كلفنا من ثمن”.

وتتعرض سبسطية دائمًا وبمنهجية لاعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه لخصوصيتها التاريخية، وآثارها التي تعود للعصر البرونزي 3200 قبل الميلاد، وهو ما وضعها في بؤرة استهداف الاحتلال وهجماته المتواصلة، والاقتحامات الدورية للمستوطنين للمنطقة الأثرية وأداء طقوس وشعائر تلمودية فيها، سعياً منهم لتهويد المنطقة وضمها للحدائق العامة لمجلس المستوطنات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات