الجمعة 10/مايو/2024

صدَقَتُكَ شِفَاء.. مبادرة لبلسمة آلام اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

صدَقَتُكَ شِفَاء.. مبادرة لبلسمة آلام اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

أطلقت مجموعة شبّان فلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، مبادرة تحث الميسورين فيها على التبرع بالأدوية الفائضة لديهم، ومد يد العون للمرضى والأسر الفقيرة.

المبادرة التي حملت عنوان “صدَقَتُكَ شِفَاء”، تساعد أيضاً في تأمين مبالغ مالية ومساهمات يحتاجها المرضى لإجراء عملياتهم، لتخفيف الحياة المأساوية التي يعيشها المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في إطار الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

ويقول صاحب المبادرة، الشاب الفلسطيني أحمد خليل: “إن الفكرة نداء إلى أهل الخير والعطاء والمؤسسات لتأمين الدواء للمرضى، إضافة إلى المساهمات المالية للمساعدة في توفير تكاليف علاج الكثير من المرضى، وتأمين تكلفة العمليات لكثير من الحالات المرضية التي زاد عددها على 30 حالة، بتكلفة تجاوزت مئة مليون ليرة لبنانية خلال قرابة سنة”.

ويؤكد خليل لـ”قدس برس” أن نجاح المبادرة “لم يكن سهلاً؛ إذ احتاجت إلى عمل دؤوب وثقة كبيرة، وبذلنا جهوداً في الإعلان عن المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأصدقاء، وسط عشرات المبادرات الأخرى، حتى حققنا التميّز، وباتت المبادرة مقصداً لكثير من الحالات المرضية من المخيمات وخارجها في جنوب لبنان”.

وأضاف أن “الشروط التي تضعها المبادرة بسيطة جداً، وهي أن يكون المريض بحاجة إلى الدواء أو العملية، بإثبات وصفة طبية موثّقة من طبيب أو مستوصف أو مستشفى”.

وأشار خليل إلى أنه “وفي إطار تقليصات أونروا لخدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين، وأيضاً استمرار الأزمة الاقتصادية الصعبة، مع ما يرافقها من الغلاء المعيشي وغلاء الأسعار وارتفاع نسبة البطالة والفقر، وُلدت مبادرات عدة كهذه”.

بدوره “مازن إبراهيم” -أحد المتطوعين في المبادرة- يصف لوكالة “قدس برس” مبادرة “صدَقَتُكَ شِفَاء” بالرائعة والمميزة؛ “إذ ساهمت كثيرًا في تخفيف معاناة كثير من العائلات الفلسطينية واللبنانية الفقيرة، وذات الدخل المنخفض، التي لا تقوى على توفير تكاليف الأدوية والعمليات الجراحية اللازمة لهم”.

وفي السياق، أشادت اللاجئة الفلسطينية الحاجة “أم أحمد”، بعمل المبادرة، وأعربت عن سعادتها إزاء ذلك، مؤكدةً أن “من أكثر الأمور التي تُفرح المريض أو الفقير، أن يجد مَن يمد له يد العون، ويساهم في تخفيف أوجاعه وأعبائه”، لافتةً إلى أن “الحاجة للدواء في هذه الأيام، أصعب من الحاجة للطعام”.

وأكدت لـ”قدس برس” أن مبادرة “صدَقَتُكَ شِفَاء” استطاعت “أن تعيد البسمة إلى شِفاه الكثير من المرضى الفقراء”.

وتزداد في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، المبادرات الفردية؛ في محاولة لإنقاذ الأسر الفلسطينية من الفقر المدقع، خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة وتردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن أزمة انقطاع الدواء وارتفاع أسعاره الجنوني في لبنان ليست جديدة، وإنما تعود لعام 2019، حيث بدأت مظاهر الانقطاع التدريجي للأدوية تظهر جلياً، بعد انخفاض قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار، ما أثر في جميع القطاعات العامة والخاصة اللبنانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات