الإثنين 07/أكتوبر/2024

أبو مرزوق: هذه أولويات حماس ورؤيتها القادمة داخليا وخارجيا

أبو مرزوق: هذه أولويات حماس ورؤيتها القادمة داخليا وخارجيا

أكد نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج،  د. موسى أبو مرزوق أن أولوية حماس الأولى هي الاستمرار في مراكمة القوة، مبينًا أنها قدمت خريطة طريق متكاملة لإنجاز صفقة تبادل أسرى مشرّفة.

وفي حوار أجراه معه “المركز الفلسطيني للإعلام” تزامنا مع الذكرى الـ34 لانطلاقة حماس، تحدث مسؤول مكتب العلاقات الدولية عن عدة ملفات مهمة وكبيرة تمس الواقع الفلسطيني.

– بين يدي الذكرى الـ 34 للانطلاقة، جاء الحديث عن رؤية الحركة لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام. في أي سياق جاءت هذه الرؤية، وما ملامحها العامة؟

 

تأتي رؤية الحركة في سياق إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني، والخروج من المأزق الوطني، نتيجة لدوافع “حماس” الذاتية تجاه وحدة الصف الفلسطيني، ليكون لنا صوت واحد، وموقف واحد، وقيادة واحدة، كما أنها تراعي اللحظة الفلسطينية الراهنة، حيث إن انقسام الموقف الفلسطيني إلى برنامجين رئيسين، أدى لإضعافه عامّةً، وتمادى العدو في اتهام قيادة السلطة الفلسطينية بعدم تمثيلها للحالة الفلسطينية، ويتساءل مع أي فريق أتحدث، وأغرى دولا عربية على التطبيع تحت الضغوط الأمريكية في محاولات تصفية القضية.

نحن أمام برنامجين، أولهما التسوية السياسية، التي أفقدت فتح الشرعية الثورية والشعبية، ولم يتبق لها سوى شرعية خارجية دوليه وإقليمية، والثاني المقاومة، التي تحظى بدعم واسع من عموم شعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده.

رؤية الحركة تتمحور حول ثلاثة مبادئ، وآليتين، يركز المبدأ الأول على إعادة تشكيل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، كي تضم جميع القوى والفصائل الممثلة لشعبنا الفلسطيني، من خلال الانتخابات، وفي حال تعذّرها، يتم التوافق على قيادة وطنية مؤقتة، وبإطار زمني محدد، تملأ الفراغ في المرحلة الانتقالية لتهيئة الأجواء للانتخابات العامة.

ويتمثل المبدأ الثاني بالاتفاق على إستراتيجية وطنية يتوافق عليها الجميع، والثالث يدعو للتوافق على آليات العمل الوطني والميداني والسياسي، وكل ما يتعلق بإدارة الصراع مع العدو الصهيوني.

أما آليات المبادرة، فتتمثل أولاها بالبدء من حيث انتهت جولات المصالحة، والثانية بدعوة قادة الفصائل الوطنية لعقد اجتماع في القاهرة وفق اتفاق القاهرة 2011.
* تأتي ذكرى الانطلاقة في وقت تشهد فيه الضفة الغربية والقدس المحتلتين تصاعدًا في سياسة الاستيطان والتهويد، مع تنامي لحالات المقاومة الفردية والمنظمة، كيف تقرأون ذلك، وكيف تنظرون إلى موقع الضفة من المواجهة؟

الضفة الغربية في قلب المواجهة والصراع، سابقًا وحاليًّا، ولاحقًا، إلى أن تتحرر من الاحتلال وتتفكك منها جميع المستوطنات، ولا يبقى فيها أي مستوطن، فهي على المستوى الوطني مهمة، وعلى المستوى المقاوم كذلك، فهي الكابحة للعدو من أن يكون له عمق جغرافي، ويبقى كيانه هشاً، وهي على احتكاك مباشر مع العدو ومستوطنيه في عشرات نقاط التماس، وفوق ذلك فهي خزّان وطني، ترك أهلنا فيها بصمات كبيرة في الصراع. 

المقاومة الفردية والمنظمة في الضفة هي الحالة الطبيعية لشعب تحت احتلال، وتدلل على عزيمة أبناء شعبنا، وسعيه لتجاوز قبضة التنسيق الأمني التي ساهمت كثيرًا في منع عمليات المقاومة، وبإذن الله كلنا أمل أننا أمام مرحلة ستشهد مزيدًا من العمليات البطولية، وإرهاق العدو الصهيوني واستنزافه.

ولكن نشاهد اليوم توسعًا في أنشطة الاستيطان، وغطاء أمريكي له في الأمم المتحدة، إضافة إلى ضغوط على الدول العربية نحو دمج الكيان في المنطقة، وتطبيع العلاقات معه.

– يكثر الحديث عن تهدئة أو هدنة طويلة الأمد، مع زيادة التخفيفات الاقتصادية على غزة. ما حقيقة ذلك، وما رؤية الحركة لهذا الملف؟

ضحّى شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة كثيرًا، ويُعاني باستمرار من أزمات اقتصادية كبيرة وخانقة، ومفروض عليه حصار لاإنساني، لأنهم يقاومون المشروع الصهيوني، ورفضوا كل المغريات مقابل تصفية القضية الفلسطينية، أو وقف المقاومة، والاعتراف بـ”إسرائيل”، والحركة عرض عليها ذلك، ولم تقبل بأي من تلك المشاريع.

نحن نبحث دائمًا عن تفكيك أزمات قطاع غزة، لتخفيف الضغط عن كاهل شعبنا هناك، ونطرق الأبواب المفتوحة والمغلقة من أجل ذلك، وأي تخفيفات اقتصادية مرتبطة بهدوء مؤقت دون وجود موقف سياسي، وتجربتنا مع الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أنه لا يلتزم بالشروط ولا بالعهود، (كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم)، ولا التعهدات، إلا ما دمت عليه قائماً، ويد مقاومتنا على الزناد.

– ملف الأسرى دومًا على الطاولة، وكثر في الآونة الأخيرة الحديث عن صفقة محتملة وملامح لتفاهمات. ما الجديد في هذا الملف؟

في ذكرى الانتفاضة وانطلاقة الحركة لا بد من التوجه لأسرانا أولاً بالتهنئة الخالصة، والدعاء لهم بفرج قريب؛ وقد قدمت الحركة خريطة طريق متكاملة للإخوة المصريين لإنجاز صفقة تبادل مشرّفة، وفيها السيناريوهات كاملة، والثمن المطلوب لكل سيناريو، إلا أن العدو ما يزال يفتقر للإرادة الكافية لإنجاز هذه الصفقة، فحكومته هشّة ضعيفة، مكونة من أطراف متناقضة من أقصى اليسار وأقصى اليمين، ولا تمتلك الجرأة لنقاش المواضيع الكبيرة، فضلا عن إعطاء قرار فيها، خشية انفراط عقدها؛ ونحن نراهن على مقاومتنا بأن تستمر في العمل، وترغم العدو على إتمام صفقة بالشكل الذي نريده.

– ما أولويات حماس القادمة، داخلياً وخارجياً، بعد انتهاء انتخاباتها الأخيرة؟

قيادة الحركة دائمة النظر في أولوياتها، ونحن في الدورة القيادية الحالية لدينا عدّة أولويات تدور جميعها حول هدف التحرير والعودة، والمقاومة، والحفاظ على المقدسات، وأولوياتنا تترجم في خطط وبرامج عمل، لكنها غير معلنة لضرورات العمل الحركي في إطار وجود عدو متربص.

بكل الأحوال فإن أولويتنا الأولى هي الاستمرار في مراكمة القوة بجميع أشكال المقاومة، وحيثما أمكن، لمقاومة المشروع الصهيوني، وهذا هو السبيل الأنجع؛ إضافة للخروج من المأزق الوطني الفلسطيني عبر وحدة وطنية، وتماسك داخلي، ومواجهة مع العدو، والدفاع عن المدينة المقدسّة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

– ما نظرتكم لدور فلسطينيي الخارج، والمطلوب منهم في المرحلة القادمة؟

يمتلك فلسطينيو الخارج مساحات واسعة للعمل، ذات أهمية كبيرة، وأهمها أنهم موجودون في البيئة الإستراتيجية المحيطة بفلسطين، وكون القضية الفلسطينية بدأت مشروعًا غربيًّا، وفُرض الكيان الصهيوني بالقوة نتيجة توازنات دولية، فإن أهمية تحسين البيئة الإستراتيجية المحيطة بفلسطين تزداد، ولهذا مطلوب العمل أن تكون هذه البيئة مساندة للمقاومة، بل ومنخرطة معها في المشروع انخراط الجسد الواحد الذي يتداعى إن تعرض عضو منه لأزمة ما.

هناك دور لا يقل أهمية للفلسطينيين خارج مساحات البيئة الإستراتيجية لفلسطين، بحيث يعملون على مقاومة المشروع الصهيوني، إعلاميًّا، وسياسيًّا، واقتصاديًّا، واجتماعيًّا، حيثما يوجدون، ويقطعون حبل الناس عن هذا العدو.

كما هو معلوم، فإن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني موجود في الخارج، وهؤلاء يملكون الخبرة والإمكانية، لذلك يجب تنظيم جهودهم وتكاملها لمواجهة المشروع الصهيوني، فضلا عن دورهم الكبير في دعم أهلهم من فلسطينيي الداخل، بكل ما يثبّت صمودهم، ويقوي شوكتهم.

– ما رسالتكم للشعب الفلسطيني في كل مكان؟
نحن جزء من هذا الشعب العظيم، الذي لم يكل ولم يمل في صراعه مع المشروع الصهيوني، ولا يزال الجيل الحالي كالجيل الأول، بل أشد تشبثًا بحقوقه، ولهذا فإن رسالتي الأولى هي رسالة شكر لهذا الشعب، الذي نفخر أننا جزء منه.

الرسالة الثانية، هي التشبث بخيار المقاومة؛ فما من شعب تركها، إلا ونُسيت قضيته، وإن ضريبة الدفاع عن حقوقنا، وعن كرامة أمتنا، أقل بكثير من ضريبة ترك المقاومة، ونعاهدكم بأن نكون لكم الدرع والسيف، ونستمر في إيلام هذا العدو، مصداقًا لقول الله تعالى “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون”.

رسالتي الثالثة، أن ثلاثة عقود مضت في مسار التسوية السياسية، أصبحت خسارتنا فيها مضاعفة، وتمكن العدو من تحقيق مكاسب إستراتيجية، بعد أن دخل شعبنا هذا النفق، وأصبح الكيان السياسي الذي أنشأه هذا الاتفاق كيانا وظيفيا يعمل أساسًا على حماية المشروع الصهيوني، ولذلك فإن عليكم جميعًا رفض هذا المسار، والتعبير عن هذا الرفض عمليًّا، حتى نصحح المسار، ونعود للمسار الذي يغيظ العدو، ويؤلمه.

رسالتي الرابعة أن علينا أفرادًا وحركات أن نجترح وسائل وأدوات مقاومة تلائم كل ساحة من الساحات، وهذه دعوة للجميع بأن يقاوم هذا العدو حيث كان، ليصبح التعاون معه عبئًا ثقيلًا، ويصبح الكيان طاردًا لسكانه.

رسالتي الخامسة والأخيرة من حيث الترتيب، والأولى من حيث الأهمية، هي الوحدة الوطنية، وجمع الكلمة، ورصّ الصفوف، وحماية القدس والأقصى من دنس المستوطنين، وقطعانه المتطرفين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات