الجمعة 17/مايو/2024

على مشارف 2022.. هل تعاني إسرائيل أزمة وجودية؟!

على مشارف 2022.. هل تعاني إسرائيل أزمة وجودية؟!

لا يشبه مشهد “إسرائيل” الأمني والسياسي أحد في الحسابات الدولية؛ فهي مختلفة النشأة ومهددة الوجود، وفوق كل ذلك قائمة على الصراع الدائم بين شعب طردته من أرضه وإقليم يتجرّع واقعها بغضاضة.

تعيش “إسرائيل” جدلاً مستعراً حول خطر وجودها في إطار أزمة قيادة سياسية بعيْد رحيل الكبار المؤسسين وفقدانها الردع الكامل أمام خصوم بإمكانهم خدش كبريائها الأمني ونرجسيتها العسكرية.

دوماً في “إسرائيل” “الأمن أولا” في دولة يملكها جيش لا العكس، حرص الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية على استمرارها سيدة وآمنة في الشرق الأوسط.

تعد “إسرائيل” أحد فواعل السياسة الإقلمية القائمة دوماً على النظرية الواقعية في العلاقات الدولية، وتحرص على تفوقها في أدوات القوة خلال صراع ممتد داخل أرضها المحتلة ومن حولها.

أمام “إسرائيل” تأثيرات ممتدة من عام 2021م إلى عام 2022م أهمها صراعها مع مقاومة غزة وملف إيران النووي والتطبيع العربي وخلافات سياسية وحزبية إسرائيلية أضرّت بمشهدها السياسي.

الضفة وأرض 48 

بالكاد نجح ائتلاف حكومة الاحتلال في تخطّي حقبة “نتنياهو” وهو أمام رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بحالة هدوء في الشرق الأوسط يركز على الملف النووي الإيراني لجرّها إلى مربعه.

ويؤكد المحلل السياسي تيسير محيسن أن ملفات الاحتلال الساخنة عام 2021م ستمتد إلى عام 2022م، فلها أهداف إستراتيجية لم تحقق فيها إنجازاً شافياً حتى الآن.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تسير إسرائيل بقوة دفع مستمرة نحو ملف التطبيع وتوسعته عام 2022م وستحافظ على رؤيتها الأمنية والاقتصادية في التعامل مع الضفة وغزة”.

ترقد الضفة المحتلة وعلى رأسها القدس فوق برميل بارود بسبب تغوّل الاستيطان وتهويد المقدسات خاصّة في الخليل والمدنية المقدسة وهي مرشحة للانفجار دون سابق إنذار.

الضفة المحتلة تعاني من الممارسات العدوانية اليومية وتوسعة الاستيطان في سياق انسداد أفق التسوية وانقسام فلسطيني، وهو مشهد أمني وسياسي تحافظ عليه “إسرائيل”، وتمتص بعض سلبياته من الداخل والخارج.

وفي القدس يعمل الاحتلال، حسب وصف المحلل محيسن، بخطة متدجة لتهويد واستيطان المدينة بأسرها وتقليص الوجود الفلسطيني، ويضع لذلك خطة أمنية يدعمها بقرار سياسي مطلق الإسناد.

وفي الأرض المحتلة عام 48 يعزز الاحتلال من قوته الأمنية وسط التجمعات العربية حتى لا يترك شاغراً لتشكل أيدلوجيات وتكتلات باتت جاهزة للتناغم مع بقية الفلسطينيين في غزة والضفة مستفيداً من درس مايو الماضي.

ويقول إبراهيم حبيب -المحلل السياسي-: إن مشهد “إسرائيل” الأمني والسياسي لا ينفصل مطلقاً عن مشهد الإقليم؛ فالعالم بأسره على صفيح ساخن.

في “إسرائيل” هناك انتعاشة اقتصادية بعد انفتاح وتطور تجاري وصناعي مع دول التطبيع ودول عظمى مثل الصين والهند، لكن شهر العسل هذا بحاجة لاستقرار أمني حتى يطول أمده.

ملف إيران

يضع الاحتلال ملفات صواريخ إيران وبرنامجها النووي على رأس إستراتيجيته في الأمن القومي كل عام، ويصدّرها لجميع عناوين العمل الأمني والسياسي كلما تغيرت حكومة.

نفاذ اليمين واليمين المتطرف وأحزاب المستوطنين بقوة في مؤسسات صنع القرار الإسرائيلي ينعكس كثيرًا على مشهدها السياسي والأمني عام 2021م، وسيمتد عام 2022م بالقوة نفسها.

ويرى المحلل محيسن أن ملف إيران يتصدر ترتيب العلاقات الدولية لـ”إسرائيل”، وينظم علاقاتها مع الحلفاء خاصّة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية.

عام 2012م حاول “نتنياهو” رئيس وزراء الاحتلال السابق قصف إيران، لكن رئيس أركان حربه جينها “أشكنازي” كبح جماحه، وبعدها ولد اتفاق (5+1) مع إيران الذي يعاد النقاش حوله الآن مع إيران.

ويؤكد المحلل حبيب أن “إسرائيل” باتت تدرك أن خطر إيران النووي قادم ليهددها قريباً لا محالة، لذا سيكون على رأس أولوياتها الأمنية والسياسية عام 2022م.

الولايات المتحدة الأمريكية منذ إدارة “أوباما” وحتى إدارة “بايدن” يتراجع تدريجياً وجودها العسكري في الشرق الأوسط و”إسرائيل” -حسب رؤية المحلل حبيب- تحاول ثنيها عن ذلك بواسطة توريطها في ملف إيران لمصلحتها.

وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية التفرغ لملفات دولية في علاقتها مع الصين والشرق الأدني دون منح الشرق الأوسط أولوية عمل مطلقة، وهو ما يعيد تشكيل مشهد سياسي وأمني لا يتواءم كثيراً عام 2022م مع الاحتلال.

صداع غزة 

يتكرر المشهد الأمني والسياسي الإسرائيلي مع غزة وهو عام 2022م لن يتغير كثيراً فالمطلوب لغزة ألا تموت ولا تحيى ولا يزول حصارها طالما على رأسها مقاومة تعاند “إسرائيل”.

ويؤكد المحلل محيسن أن “إسرائيل” تحاول بجهود أمنية وسياسية تجنب الاشتباك مع غزة، وتقدم لذلك تسهيلات اقتصادية محدودة ساعيةً لهدوء طويل الأمد.

سيضطرب السطح دوماً عند التعامل مع غزة عام 2022م كما في العقد والنصف الماضي، وسيظل ملف جنود الاحتلال مقدمة لأي حديث عن تغير الحال بغزة.

“إسرائيل” تناور منذ انتهاء عداون غزة عام 2021م لشراء الهدوء من غزة التي تعد أضعف الحلقات في الصراع، لكنها الأقرب دوماً للانفجار إذا تناغمت مع ذاتها أو الضفة والقدس.

ويتابع المحلل حبيب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المقاومة بغزة بدأت تحذر من تواصل الحصار وتأخّر الإعمار واحتمال اندلاع تصعيد، والخبراء يقولون إن الهدوء النسبي لن يصمد”.

ولا يفصل المحلل حبيب تأخّر إعمار غزة وزوال الحصار عن مشهد إسرائيل الأمني والسياسي في الإقليم؛ لأن انفجارها وتناغمها مع أصدقائها في الإقليم حاضر بقوة كلما وقع قصف أو اندلعت جولة تصعيد.

التسهيلات الاقتصادية على معابر غزة منذ عدوان 2021م أقل من محدودة ولا تغير واقع غزة، والناس في القطاع يريدون رفع الحصار كاملاً لكن الاحتلال يربط جميع ملفات غزة كذباً بملف جنوده لدى المقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

25 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى

25 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات الآلاف من المواطنين صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، رغم العراقيل والقيود التي فرضتها...

شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي جنوبي لبنان

شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي جنوبي لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون - اليوم الجمعة- في غارات إسرائيلية على جنوبي لبنان. وقال مصدر طبي: إن لبنانيا استشهد...