الإثنين 06/مايو/2024

مسيء ومخادع وقذر.. إدانات واسعة لفيلم أميرة

مسيء ومخادع وقذر.. إدانات واسعة لفيلم أميرة

أثار الفيلم الروائي الذي يحمل اسم “أميرة”، ويمثّل الأردن في ترشيحات جوائز “الأوسكار” لعام 2022، غضبا ورفضا فلسطينيًّا وأردنيًّا، إذ شدّد كثيرون على أن فيه إساءة للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيليّ ولأبنائهم.

وصدرت دعوات عديدة مُطالِبةً بمقاطعة الفيلم، فيما شدّدت مؤسسات الأسرى على أن الفيلم، يتساوق مباشرة مع رواية الاحتلال.

يسيء للنضال الفلسطيني
فقد قال المختص في شؤون الأسرى مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر: إن فيلم “أميرة” الذي يتناول قضية أطفال النطف للأسرى يسيء إلى شكل من أشكال النضال الفلسطيني وإلى أسلوب من أساليب المواجهة التي خاضها الأسرى مع الاحتلال.

وأكد الأشقر، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الأسرى الفلسطينيين استطاعوا أن يحققوا إنجازاً تاريخيا بالحياة من داخل سجون الاحتلال ومن قبور الزنازين، وأن يخلفوا لهم سفراء للحرية في الخارج عبر عملية تهريب النطف.

وأشار إلى أن هذا الفيلم يشوه هذا النضال وهذه الوسيلة النضالية التي استدعاها الأسرى، والتي لا يوجد لها مثيل في أي مكان في العالم.

وقال: “كنا نتوقع من الأردنيين والفن الأردني أن يناصر الأسرى الفلسطينيين، وأن يساند نضالهم، ويتحدث عن معاناتهم، وأن يتحدث عن جرائم الاحتلال بحقهم، لنتفاجأ بأن الفن الأردني يشوه الأسرى الفلسطينيين، ويحاول أن يغطي على هذه الصورة البطولية التي شرفت العالم العربي بأسره بنضالهم نيابة عنهم وعن أحرار العالم”.

أقذر أنواع التطبيع
أما الفنانة الأردنية جولييت عواد بطلة مسلسل “التغريبة الفلسطينية” الشهير، وصفت فيلم “أميرة” المسيء للأسرى الفلسطينيين أنه “من أقذر أنواع التطبيع” مع الاحتلال الإسرائيلي، داعية إلى منع عرضه نهائيا.

وأكدت عواد أن فيلم “أميرة” يسيء للأسرى ونضالهم، مضيفة: “منتجو وممثلو الفيلم بدهم ضرب بالأحذية، ويجب عقابهم من الشعب وأهالي الأسرى (..) يا عيب الشوم صحيح إنهم ما يستحيوا”.

ثوابت الأمة

وفي الأثناء، وصف الفنان الأردني ساري الأسعد فيلم “أميرة”، بـ “المسيء للأسرى داخل سجون الاحتلال إساءة كبيرة”، مشددا على عدم أحقية كائنا من كان بالمساس بثوابت الأمة.

وقال الأسعد: “هذا الفيلم يحمل إساءة للأسرى كبيرة جدا، ولا يحق لأحد كائنا من كان أن يشكك في أنساب الأسرى الأبطال العظام الذين يرزحون تحت نيران الاحتلال”.

وأضاف: “لا يجوز ولا يحق لأحد أن يطعن في ثوابت الأمة، فالأسرى لهم الاحترام والتقدير، وهم نبض القلب، يضحون من أجلنا”، مشددا على أن قضية فلسطين والأسرى هي قضية مركزية للشعب الأردني.

نقابة الفنانين الأردنيين ترفض

هذا، أكد حسين الخطيب نقيب الفنانين الأردنيين، رفض نقابته والفنانين الأردنيين لفيلم “أميرة” الذي يمس بإحدى أهم ثوابت الشعب الفلسطينية والمتمثلة بقضية الأسرى.

وقال الخطيب، “فيلم أميرة هو عبث وتشويه للطريقة النضالية التي يسير عليها الأسرى، وهذا العبث من خلال الفن يريد رسم صورة معاكسة لإرادة وانتصار الأسير الفلسطيني”.

وأضاف “نقابة الفنانين الأردنيين ترفض رفضا قاطعا المساس بقضية الأسرى أو بقضيتنا الأولى القضية الفلسطينية التي تمثل ثابتا من ثوابت الشعب الأردني”.

ونبّه الخطيب إلى أن نقابته ستتداعى إلى عقد اجتماع لتدارس قضية فيلم أميرة وستدرس العديد من الخطوات للرد عليه ومحاربته.

من جهتها، أعلنت مبادرة أفلام فلسطين رفضها وتنديدها لهذا العمل وأي عمل فني يشوه القضية الفلسطينية.

ودعت أحرار العالم إلى الوقوف ضد مثل هذه الأعمال ومنعها من الانتشار، كما دعت إلى دعم إنتاج أفلام تدعم حق الشعب الفلسطيني وتروج للرواية الفلسطينيية الصحيحة ليكون لها الأثر الإيجابي الدولي لمساندة القضية الفلسطينية.

انحطاط

وفي السياق، أكد القيادي في حركة حماس والأسير المحرر حسين أبو كويك أن فيلم “أميرة” يمثل حالة من الانحطاط من صانعيه ومنتجيه ومروجيه ومن شارك بالتمثيل فيه.

وقال أبو كويك إن الفيلم يمثل انحيازا تاما لأعداء الشعب الفلسطيني، ولمن قهرهم وساء وجوههم نضال وجهاد الحركة الفلسطينية الأسيرة، وصبرها وثباتها.

وأضاف القيادي أبو كويك: “فليخسأ الذين لا يتقنون إلا السفالة والانحدار وإهدار القيم وبيع الذمم، ويبيعون أنفسهم وأجسادهم في سوق النخاسة الخادمة للاحتلال وأعوانه”.

بدوره، قال القيادي في حركة  “حماس” هشام قاسم: إن الجهة التي تعبث بملف الأسرى “عبر تشويهه أو النيل منه” تحكم على نفسها بـ”النفي والعزل والتهميش”.

وأكد مسؤول ملف الإعلام بإقليم الخارج، في منشور على صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك” الأربعاء، أن ‎”ملف الأسرى الفلسطينيين، بكل مكوناته، هو حكاية إنسانية غير مسبوقة في التاريخ”.
 
التشويه المسيء

أما المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد أكد عن رفضه القاطع التشويه الذي ورد في فيلم “أميرة”، مؤكداً أن الأمر يُعد مسيئا لصورة نضال شعبنا وتضحيات أسرانا الابطال.

وبين المكتب في بيان صحفي، أن الفلم تناول قضية في غاية الحساسية وهي “النطف المهربة” الخاصة بالأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي يحاولون بها كسر قيد السجان والتأكيد للعالم أجمع على رغبتنا كشعب فلسطيني، بالعيش واستمرار الحياة رغم كل القيود.

وقال: “إن الفيلم المذكور ما هو إلا تشويه فج وقبيح للحقائق، ولنضالنا الوطني الفلسطيني في سبيل نيل الحرية التي طال انتظارها، ولقضية أسرانا الأبطال، ومحاولاتهم التي لا تكل ولا تمل من أجل كسر قيد احتلال إسرائيلي لا يفهم لغة الإنسانية، ولنسائنا ونضالهن وصبرهن اللامتناهي”.

دعوات للمقاطعة

واستنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ما تضمنه فيلم “أميرة” من إساءات لقضية الأسرى العادلة، داعيةً لمقاطعته ومنع عرضه ومحاسبة المسؤولين عنه.

وقال مسؤول ملف الأسرى في الجبهة عوض السلطان، إن الفيلم عمل على تشويه متعمد للكثير من الحقائق المتعلقة بقضية الأسرى، لافتاً إلى أنه يقدم خدمة مجانية للاحتلال ويبرر له ارتكاب جرائمه بحق الأسرى ومحاولة تشويه صورتهم.

وأضاف السلطان أن الأسرى الأبطال في داخل سجون الاحتلال يواصلون بكل الإمكانيات المتاحة لهم مقاومة الاحتلال، حتى في تهريبهم النطف، والتي من خلالها يوجهون رسائل للعدو الصهيوني والعالم، أنهم رغم احتجازهم بين الجدران قادرين على زرع الأمل والحياة.

جهل صانعي الفيلم

وانتقد مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي جميل عليان، بشدة انتاج فيلم “أميرة”، ووصف الفيلم وفريقه بـ “الجاهل لعظمة ووعي وانتصارات الحركة الأسيرة التي مرغت أنف العدو في التراب”.

وقال عليان إن الفيلم لم يلتفت إلى المحطات الكبيرة في تاريخ الحركة الأسيرة الناصع وانتصاراتها الكثيرة والتي كان آخرها عملية نفق جلبوع. وأشار إلى أن الفيلم تنكر لمعاناة الأسرى نتيجة الأمراض وسياسات الإهمال الطبي الذي تسبب ولا يزال في إعدام بطيء للأسرى المرضى على مدار اللحظة.

أسلوب هابط

وفي الأثناء، استنكر زاهر جبارين مسؤول مكتب الأسرى والجرحى والشهداء في حركة “حماس”، فيلم “أميرة” الذي اعتبر مسيئًا للأسرى في سجون الاحتلال، عبر تشويه القائمون عليه المتعمد لقضية “النطف المهربة”.

وقال جبارين إن “تناول قضية النطف المهربة للأسرى عبر عمل فني بهذا الأسلوب الهابط، لا يخدم سوى الاحتلال ودعايته، ويؤكد أن القائمين على هذا العمل لا يدركون ابجديات النضال الفلسطيني”.

تشويه معاناة الشعب الفلسطيني

واستنكرت دائرة الإنتاج الفني في حركة “حماس”، تشويه معاناة الشعب الفلسطيني والزج بها في إطار منافسات المهرجانات العالمية، وبشكل لا يتوافق مع الحقيقة ولا مع الواقع لمجرد تقديم أعمال درامية وسينمائية بصورة … كما حدث مع فيلم أميرة الذي يتناول قضية تهريب النطف والذي ينظر إليه العالم أجمع أنه جزء من نضال المجتمع الفلسطيني وينظر لأطفال الأسرى الذين ولدوا من رحم معاناة آبائهم في سجون الاحلال على أنهم سفراء الحرية.

وقالت دائرة الإنتاج الفني في بيان صحفي : “للأسف يتم تناول هذه القضية بشكل مسيء ويدّعي الفيلم أن أحد السجانين الإسرائيليين يقوم بتبديل عينات النطف الفلسطينية لتكتشف ابنة الأسير عندما تكبر أن والدها إسرائيلي وليس فلسطيني”.

تساوق مع الاحتلال

هذا وذكرت مؤسسات معنية بحقوق الأسرى، أن أحداث الفيلم جاءت بطريقة “تتساوق بشكل مباشر مع رواية الاحتلال، بتجنٍّ كامل على الحقيقة”.

وقالت المؤسسات وهي “هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى”، في بيان مشترك، إن “قضية النطف المُحرّرة، شكّلت على مدار السنوات الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى كسرر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محطّ اهتمام عالميّ”.

وأعربت المؤسسات عن أسفها “من إنتاج هذا الفيلم بهذه الطريقة”، مضيفة: “كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران، والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة”.

وتابعت: “في قضية الأسرى ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلًا من اختراع الأكاذيب”.

يمس قضية هامة

وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية، إن هذا الفيلم يمسّ بشكل واضح “قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية”.

وأضاف وزير الثقافة، عاطف أبو سيف، في بيان أنه “تم عقد اجتماع قبل أكثر من ثلاثة أسابيع حضرته مكونات الحركة الوطنية والأسيرة من أجل تداول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل التصدي للتداعيات السلبية لهذا الفيلم”.

وأوضح أن الوزارة “خاطبت نظيرتها الأردنية بهذا الخصوص”، كما تواصلت مع “الهيئة المَلَكية للأفلام لتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية الأسرى”.

هبوط فكري

كما قال مكتب إعلام الأسرى في قطاع غزة، إن فيلم “أميرة”، يعكس “مستوى من الهبوط الفكري، والتوظيف السئ للفن والإعلام، في التعامل مع قضية نطف الأسرى المهربة، وهو يخدم الاحتلال”.

ودعا المكتب في بيان إلى “إيقاف بث ونشر الفيلم، الذي يحمل أسلوب ورسالة تخدم الاحتلال”. وطالب الأردن بـ”سحب ترشيحها للفيلم بالمنافسة على جائزة أوسكار، ومحاسبة كل من يقف خلف إنتاجه”.

وناشد الجهات الرقابية الرسمية بـ”عدم السماح بعرض الفيلم لما يحمله من إساءة وتشويه فيما يتعلق بنضالات الأسرى ومشروع سفراء الحرية”.

تجربة وفخر

في السياق، عبّرت الفلسطينية ليديا الريماوي، صاحبة ثاني تجربة لولادة طفل عبر “النّطف المهرّبة” من زوجها عبد الكريم الريماوي من داخل سجون الاحتلال، قبل نحو 8 سنوات، عن فخرها بهذه التجربة.

جاء ذلك في تغريدة نشرتها الريماوي، القاطنة في بلدة بيت ريما، شمالي رام الله، وسط الضفة الغربية، عبر صفحتها الشخصية بموقع “فيسبوك”، قالت فيها: “فخورة جدا بهذه التجربة، وكررتها 3 مرات ولم تنجح، وعندي استعداد أن أعيدها إذا سمح

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات