عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

تكميم الأفواه بوسائل إعلام الجامعات بالضفة.. مزيد من قمع الحريات

تكميم الأفواه بوسائل إعلام الجامعات بالضفة.. مزيد من قمع الحريات

أيام قليلة بعد انتشار مقابلة لنائب محافظ جنين حول جنازة القيادي الراحل وصفي قبها تلقى راديو علم في الخليل جنوب الضفة الغربية بلاغا من وزارة الإعلام في الحكومة بإلزامه بالتحول لراديو تعليمي فقط، “وعدم بث أي برامج سياسية”.

وتلقى برامج إذاعة علم الجريئة انتشارا واسعا حيث يعمل بها مجموعة من الإعلاميين الشباب ما جعلها وعدد من وسائل الإعلام التابعة للجامعات مثار استهداف في المدّة الأخيرة من أجهزة السلطة ومؤسساتها.

لم يأت القرار ليشمل راديو علم التابع لجامعة الخليل فقط، بل شمل كذلك راديو جامعة النجاح ومختلف وسائل الإعلام التابعة للجامعات في الضفة الغربية سيما وأن عددا منها لها برامج تناقش قضايا بجرأة.

وقالت مديرة البرامج في إذاعة علم عرين أبو شرار لمراسلنا: إننا تلقينا اتصالا من مديرية الإعلام تخبرنا بضرورة أن تتحول برامج الإذاعة إلى برامج تعليمية فقط، وأخبرونا أنه يمنع علينا الحديث في السياسة والاقتصاد؛ لأننا إذاعة تتبع لجامعة.

وأضاف: إن إذاعة علم إذاعة مشهورة، ولها حضور كبير، وتتميز بالمهنية والجرأة بالطرح، مستهجنة أن يكون التعامل معها بهذه الطريقة.

بدره أكد الخبير الحقوقي ومدير مركز مساواة إبراهيم البرغوثي لمراسلنا أن إلزام راديو جامعة النجاح وغيره  باقتصار بثه على البرامج الأكاديمية، انتهاك جسيم لحرية الرأي، ومساس بالحق في المعرفة والوصول للمعلومات، وحرية البحث العلمي، وفصل معيب للتعليم الجامعي عن قضايا الرأي العام.

وطالب بالتراجع عن هذه القرارات التي تقيد أكثر واقع الحريات المتأزم، والعمل على جعل الجامعات مساحة مفتوحة لحرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع.

بدوره علق أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية سعيد أبو معلا: “شكرا يا وزارة الإعلام!! وزارة الصمت والقبضة الأمنية. هكذا الاسم أكثر تعبيرا،  نحن نعرف لماذا اتخذت هكذا قرارات، وأنا أشهد أن “علم” إذاعة تستحق كل احترام وتقدير ودراسة أيضا”.

وقال الإعلامي خالد عمر: “يبدو أن السلطة لم تستطع أن تتحمل هذا المستوى من النقاش المفتوح، فهي معتادة على إذاعات ومنصات إعلامية تنشر ما يطلب منها”.

وعقب الإعلامي في إذاعة علم محمد الأطرش: “أعمل في إذاعة علم منذ 9 أعوام. هي مدرستي التي تعلمت فيها كيف أكون صحفيًّا يحترم الناس ويعمل لأجلهم،   بقرار، وشحطة قلم، تحاول وزارة الإعلام أن تأتي برأس علم؛ لأنها رفضت الضغوط وما تزال، ورفضت التبعية وما تزال، وتصر على أن تبقي على إعلامٍ حرّ. رغم كل شيء بكامل الثقة، سيستمر الصوت، كما كان، وأكثر”.

لم يكن ما جرى من قرار مفاجئ من وزارة الإعلام غريبا عن نهج تقييد الحريات العامة في الضفة الغربية؛ إذ سبق واتخذت إجراءات فصل بحق إعلاميين في جامعة النجاح الوطنية على خلفية تعبيرات على مواقعهم الشخصية على فيسبوك، كما صدرت قرارات بتقييد بعض البرامج على فضائية جامعة النجاح.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات