الثلاثاء 07/مايو/2024

إضراب الأسرى .. الموت يرقب بوابات السجن

إضراب الأسرى .. الموت يرقب بوابات السجن

لحظة بعد لحظة تتزايد احتمالية ارتقاء أحد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال شهيداً، على إثر رفض الاحتلال الاستجابة لمطالب هؤلاء الأسرى، ومحاولاته كسر إضرابهم بطرق سادية وغير أخلاقية.

ويواصل سبعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري، أقدمهم كايد الفسفوس المضرب منذ 108 أيام، ومقداد القواسمة منذ (101 يوم) وسط تزايد احتمالية استشهاد أحدهم.

النداء الأخير
عبد الله قنديل -مدير جمعية واعد للأسرى- أكّد أنّ الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال وصلوا إلى مرحلة سيئة جداً تعدت مرحلة الخطورة الشديدة، مطلقاً “النداء الأخير” لإنقاذ حياة الأسرى وخاصة الأسيرين الفسفوس والقواسمة، محذراً من ارتقاء أيٍّ منهما أو كليهما في أي لحظة.

وكانت هيئة شؤون الأسرى كشفت -صباح اليوم السبت- أنّ الأسير مقداد القواسمة، يعاني من تسمم بالدم ومشاكل في القلب والرئتين والكلى والكبد الأمر الذي يؤثر على قدرته على الحركة والكلام والرؤية.

وأوضح قنديل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الاحتلال لا يهتم للحالة الخطيرة التي وصل إليها الأسرى المضربون عن الطعام، وكل اهتماماته تنصب في طرق كسر هذا الإضراب بشتى الطرق السادية وغير الأخلاقية، مبيناً أنّ هذه الطرق تلقي بتأثيرها النفسي والجسدي الخطير على صحة الأسير كثيرًا.

وأشار مدير جمعية واعد إلى أن الأنباء الواردة من مستشفى كابلان الذي يرقد فيه الأسرى المضربون بعد استياء حالتهم الصحية، تؤكّد احتمالية استشهاد أحد الأسرى في أي وقتٍ من الأوقات جراء تعنت الاحتلال في الاستجابة لمطالب هؤلاء الأسرى.

وأكّد قنديل أنّ الأطباء الصهاينة المشرفين على حالة الأسرى يؤكّدون فعليًّا تعطل أجزاء كبيرة من الأعضاء الداخلية لبعض الأسرى، وهذا ينذر بخطر شديد باحتمالية ارتقائهم شهداء في أي لحظة.

تدخلات تصطدم بالتعنّت
والأسرى المضربون بالإضافة إلى الفسفوس والقواسمة هم: علاء الأعرج منذ (83 يوما)، وهشام أبو هواش منذ (74 يوما)، وشادي أبو عكر منذ (67 يوما)، وعياد الهريمي منذ (38 يوما)، ولؤي الأشقر منذ (20 يوما)، كما يخوض الأسير راتب حريبات إضرابًا عن الطعام منذ (22 يوما)؛ تضامنًا مع الأسرى السبعة.

وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من خطورة الوضع الصحي للأسيرين الفسفوس والقواسمة، مبينةً أنّ تفعيل أمر الاعتقال الإداري لهما إعدامٌ بطيء، وهو ما يشكل خطورة على حياتهما.

ولفتت إلى أن احتمالية استشهاد أحد الأسرى المضربين تزداد كل لحظة مع إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم، وهذا تماهٍ في سياسة الاحتلال مع الطواقم الطبية في عملية إحكام الحصار، ومفاقمة معاناة الأسرى المضربين.

وفي السياق ذاته، أكّد قنديل أنّ محاولات أممية وحقوقية تجرى منذ أسبوعين خلف الكواليس لإنقاذ حياة الأسرى المضربين، إلا أنّها كانت ولا تزال تصطدم بتعنت الاحتلال ومراوغته، وتقديمه حلول بعيدة عن الواقعية والمنطقية، وكل هدفها الالتفاف على إضراب الأسرى.

جرس إنذار
وكان الأسير علاء الأعرج أطلق جرس الإنذار بشأن الوضع الصحي الخطير له ولزملائه المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال الإسرائيلي منذ مدَدٍ طويلة.

وعبَّر الأسير الأعرج المضرب عن الطعام لليوم الـ(83) عن استيائه مما وصفه بـ”ضعف” حالة التعاطي الشعبي والرسمي وفتور الفعاليات التضامنية مع المضربين.

وخاطب في رسالة عبر محاميه، نقلتها زوجته أسماء قزمار، أمس الجمعة، كل الأطراف الفلسطينية قائلًا: “رسالتنا لكم فقط؛ إذا كتب الله لنا موتًا في سبيله فجميعنا الآن بين الحياة والموت حقيقة، أن لا تنسوا أن هذا التقصير كان جزءاً من رسم مصيرنا”.

وأضاف: “أحرارَ شعبنا وأمتنا: يسوؤنا أنا وإخواني المضربين عن الطعام شعورُنا بانخفاض التضامن والضغط، سواء الشعبي أو الفصائلي أو الرسمي”.

وتابع الأعرج: “خرجنا في معركتنا متّكلين على الله وحده ثم على إرادتنا الفردية، لم نعوّل على غير ذلك، لكن لم يخطر في بالنا يومًا أن من خلفنا سيفترون عن دعمنا ونصرتنا بشكل ضاغط وحقيقي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات