قهر بخلة مكحول.. الرضيعة جنى تطلب حليب أمها بباب المعسكر
لم تعلم الرضيعة جنى بشارات وهي تصرخ جوعا بحثا عن حليب أمها نجية أن والدتها معتقلة لدى جنود الاحتلال في حين يحملها والدها على مدخل المعسكر طالبا أن تدخل لوالدتها من أجل إرضاعها.
صرخت جنى ذات الشهرين والنصف لخمس ساعات -الاثنين (18-10-2021)- في حين وقف الجنود غير مبالين بأبو حسين بشارات وابنته جنى حتى وقت متأخر من الليل ليطلق سراح نجية بعد ضغوط كبيرة من جهات حقوقية.
يتساءل أبو حسين بشارات لمراسلنا عن الذنب الذي اقترفته زوجته حتى تعتقل بناء على شكوى كاذبة من مستوطن حاقد وتُبعد عن أطفالها التسعة.
بدأت الحكاية عندما قدم مستوطن حاقد شكوى ضد أم حسين بأنها ألقت عليه حجرا خلال مرورهم قرب خيمتها في خلة مكحول، فحضرت شرطة وجيش الاحتلال، واعتقلوها، واقتادوها إلى المعسكر بالرغم من نفيها التام الحادثة في حين أن الواقع يشير إلى أن أم حسين وأهالي خلة مكحول والتجمعات البدوية المجاورة هم من يعانون الأمرّين من المستوطنين الذين زاحموهم أرضهم وماءهم وماشيتهم.
تؤكد نجية بشارات لمراسلنا بعد الإفراج عنها أنها كانت ضحية لاستفزاز مستوطن حاقد، وأن التحقيق معها تركز على شكوى المستوطن، في حين لا يعيرون اهتماما لشكوانا المستمرة منهم. هم يريدون أن نرحل عن مكحول، وألا نبقى هنا.
نجية وعائلتها جزء من نفر قليل من العائلات التي ما تزال قادرة على الصمود في خلة مكحول في حياة صعبة جدا لا يوجد بها أي من مقومات الصمود، حيث لجأ الاحتلال مؤخرا إلى اتباع إستراتيجيات جديدة في الاستيطان، وفق رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة لمراسلنا.
يقول دراغمة: يزحف المستوطنون باستمرار على مضارب البدو، وأصبحوا يتعاملون كرعاة مثلهم، حيث يحضر المستوطن ماشيته ويعدّ أن أي مكان تطؤه ماشيته هو له، في حين أنه مطلوب من البدو في المنطقة الابتعاد عنه، فأنت لا تستطيع أن تعترض على مسار بقرة لمستوطن، ونصب المستوطنون خياما كما البدو كما جرى في أراضي المزوقح التابعة لمكحول.
يجدد الباحث الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة تأكيده بأن غياب الإستراتيجية الوطنية التي تتناسب مع ما يجرى في الأغوار من استهداف واقتلاع وتجهير يفضي إلى نتائج وخيمة على المواطن البسيط الذي يحاول الصمود في الظرف المستحيل لا يستطيع بمفرده أن يواجه كل ذلك.
وحول مكحول يضيف دراغمة لمراسلنا أن المستوطنين وصلوا إلى مشارف مكحول بسلب الأراضي ووضع الأسلاك الشائكة حول مساحات واسعة من أراضيها.
وأضاف: لم يبق سوى نفر قليل بمكحول لا تبعد خيامهم سوى أمتار قليلة عن معسكر “سعوارة” ومستوطنتي “روعي” و”حمدات”، وهي واحدة من أكثر من 26 قرية وخربة فلسطينية دمرها الاحتلال في الأغوار الشمالية إبان هزيمة حزيران العام 1967، وهجر غالبية سكانها.
عادت نجية إلى أطفالها، وضمت جنى، لكن حكاية المعاناة مع المستوطنين ما تزال مستمرة في كل تفاصيل الحياة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اشتباكاتٌ مسلحةٌ في جنين ومستوطنون يحرقون أشجار الزيتون شرق رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت اشتباكاتٌ مسلحةٌ بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال قرب حاجز دوتان العسكري جنوب غرب جنين، مساء...
صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا
غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...
يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...
3 مجازر و41 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 41 شهيدا و 102...
عملية النابلسي .. صفعة نوعية تؤكد أن غزة مقبرة للغزاة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في منطقة رخوة جنوب مدينة غزة، أحكم الاحتلال الصهيوني السيطرة عليها منذ عدة أشهر جاء كمين كتائب القسام الجناح العسكري...
قتلى وإصابات من قوات الاحتلال بعملية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود الاحتلال الصهيوني، وأصيب آخرون - اليوم الأحد- في عملية فدائية خلال التصدي لتلك القوات في قطاع غزة....
عيد الأضحى بغزة .. فقدان ودمار وإصرار على انتزاع الفرح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام عيد الأضحى في غزة هذا العام استثنائيا، فلا أضاحي ولا ملابس جديدة، ولا مأكولات ولا حلوى.. العيد في غزة حزين وشهيد....