الحساسية تصيب 40% من سكان العالم.. أشهر 5 أسباب وطرق العلاج

لا يخلو منزل تقريبا من أحد المصابين بالحساسية باختلاف أنواعها، خاصة تلك التي ترتبط بتغير الفصول، ما يتطلب دراية أكثر بطبيعتها ومسبباتها.

الحساسية هي ردود فعل مناعية مبالغ فيها تجاه المواد الغريبة، ويمكن أن تسبب العديد من الأعراض الجسدية التي تعتمد على درجة الاستجابة المناعية وطريقة الدخول إلى الجسم.

مؤخرا، تزايد الانتشار العالمي للحساسية، وأصبح 30-40% من سكان العالم يعانون من أحد أنواع الحساسية، وفقًا لأحدث أرقام أعلنتها منصة المرضى العالمية للحساسية والخطوط الجوية.

يمكن أن تؤثر الحساسية على جميع الفئات العمرية، وقد تحدث استجابة لأشياء شائعة مثل: الأطعمة أو الأدوية أو المنتجات النباتية أو الحيوانية.

كيف تبدأ الحساسية؟

الحساسية مرض ينتج عن المواد الغريبة التي لا تكون ضارة عادةً إلا لبعض الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لتكوين استجابة مناعية مبالغ فيها.

وفقا لموقع Medical News Today، فإن المواد المسببة للحساسية تحفز جهاز المناعة على إنتاج عدد كبير من الأجسام المضادة، وهي بروتينات تربط مواد معينة.

بدورها تؤدي هذه الأجسام المضادة إلى إطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين من الخلايا البدينة، لتنتج عن مزج هذه المواد الكيميائية أعراض جسدية مثل الحكة وانتفاخ العينين واحمرارهما، وغيرها من العلامات.

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature Reviews Immunology عام 2016 فإن الأجسام المضادة IgE تتوسط أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعا.

يحدد نوع مسببات الحساسية وطريقة الدخول إلى الجسم المظهر الخارجي المادي للحساسية، فمثلا يؤدي التعرض لمسببات حساسية الجلد إلى ظهور طفح جلدي وحكة وتورم وإحساس حارق في الجلد.

في حين أن مسببات حساسية حبوب اللقاح يمكن أن تسبب سيلان الأنف وضيقًا في الصدر وصعوبة في التنفس.

ما أسباب الإصابة بالحساسية؟

عدد موقع Healthline أبرز مسببات الحساسية الشائعة في معظم الدول، وهي:

– الغذاء: ومن أشهر أنواعه الفول السوداني والبيض والمحار

– الأدوية: مثل البنسلينات والأدوية المحتوية على الكبريت

– لسعات من الحشرات: مثل النحل والدبابير

– المنتجات النباتية: مثل حبوب اللقاح من الأعشاب والأشجار

– المواد الحيوانية، مثل وبر الحيوانات الأليفة

قد يكون الشخص شديد الحساسية لواحد أو أكثر من هذه المواد المسببة للحساسية، ما يؤدي إلى الإصابة بما يعرف بـ”الحساسية المفرطة”، وهي رد فعل تحسسي يهدد الحياة بسبب استجابة الجهاز المناعي المفرطة لمسببات الحساسية المحددة.

تتميز الحساسية المفرطة بانخفاض ضغط الدم وصعوبة التنفس وردود فعل جلدية شديدة، وتعد حالة طبية طارئة وتتطلب علاجًا سريعًا في المستشفى.

كيف يمكن تقليل مسببات الحساسية؟

لا يوجد علاج للحساسية لكن يمكن للأطفال التخلص من بعض أنواع الحساسية الغذائية التي يصابون بها في مرحلة الطفولة المبكرة، وفقًا لمسح أجرته عيادات علم المناعة والحساسية في أمريكا الشمالية.

وأظهرت الدراسة، التي نشرت في عام 2014، أن الأطفال الذين كانوا في البداية يعانون من حساسية تجاه الحليب في مرحلة الطفولة المبكرة أصبحوا يتحملون اللبن في وقت لاحق، كما يتخلص بعض الأطفال من الحساسية المبكرة تجاه الأطعمة مثل البيض.

يمكن التعامل مع الحساسية باستخدام طرق متعددة، ووفقا لدراسة نشرت بمجلة Adolescent Medicine، إحدى أكثر الطرق فعالية هي تحديد المواد المسببة للحساسية وتجنب تعريض نفسك لها.

موقع Live Science قدم بعض النصائح لتقليل التعرض لمسببات الحساسية المنزلية، كالتالي:

– ركِّب مزيلات الرطوبة لتقليل الأسطح الرطبة في المنزل.

– استبدال السجاد ببلاط السيراميك للأرضيات.

– قلل التعرض للحيوانات الأليفة.

– ثبت مرشحات HEPA لإزالة المواد المسببة للحساسية المحمولة في الهواء.

– استخدم الأدوية الفعالة ضد الحكة وسيلان الأنف وتورم الجلد، مثل مضادات الهيستامين.

فيما يتعلق بالعلاج، قد يحتاج من لديهم حساسية شديدة من المواد المسببة للحساسية المحمولة جواً إلى حقن الحساسية.

وتحتوي هذه الحقن على شكل ضعيف من مسببات الحساسية، بهدف تدريب جهاز المناعة على تكوين استجابة مناعية عند التعرض لذلك لاحقًا.

على سبيل المثال ، في الأشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح، يحقن تركيز صغير من حبوب اللقاح في الجسم لتدريب جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة ضد هذه المادة.

وأثناء التعرض اللاحق لحبوب اللقاح، تزيل هذه الأجسام المضادة المصنوعة بالفعل حبوب اللقاح قبل تنشيط باقي جهاز المناعة.

أيضا أظهرت دراسة مراجعة حول فعالية العلاج المناعي للحساسية للسيطرة على الربو أجريت في جامعة إدنبرة، أن حقن الحساسية قادرة على تقليل أعراض الربو، لكن كانت هناك ردود فعل سلبية مرتبطة بها.

لذلك، تؤخذ المخاطر والفوائد في الاعتبار قبل إعطاء العلاج المناعي للحساسية، ويفضل أن يكون ذلك تحت إشراف مختص.