الإثنين 29/أبريل/2024

الاحتباس الحراري يحاصر موسم الزيتون بغزة

الاحتباس الحراري يحاصر موسم الزيتون بغزة

مع بدء موسم قطف الزيتون في قطاع غزة ارتفعت أسعار بيعه في أسواق القطاع إلى أكثر من 40% حيث كان يباع الرطل الواحد بـ”15 شيكلا”، فيما يُعرض الآن في الأسواق بـ”25 شيكل”.

 ويعزو مراقبون ذلك إلى تدني إنتاج الزيتون إلى أقل من النصف مقارنة بالعام الماضي الذي شكّل العام الماضي 70% من كمية الإنتاج المطلوبة، فيما لم يزد هذا العام عن 30% من كميات الإنتاج.

ويشكل موسم الزيتون في قطاع غزة مصدر دخلٍ معتمد لأكثر من ثلث عوائل القطاع التي تنتظر العمل في هذا المجال من العام إلى العام حتى توفر لقمة عيشها.

وبدا المواطن فايز دلول (55 عاماً) عابساً وهو يراقب كميات الزيتون التي حملتها أشجاره لهذا العام، مبيناً لـمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذا العام هو الأدنى في إنتاج كميات الزيتون مقارنة بالأعوام الماضية.

ويعتاش دلول هو وعائلته الممتدة التي تتكون من إخوانه الستة وأبنائهم وزوجاتهم، من دونمات الزيتون التي ينتظرون نتاجها بفارغ الصبر طوال عام كامل، معبراً عن إحباطه الكبير من تراجع كميات الزيتون تراجعا غير مسبوق.

10 آلاف طن فقط

في الوقت الذي كان قطاع غزة يوفر أكثر من 40 ألف طن من ثمار الزيتون سنويًّا في الأعوام الماضية، والتي باتت تتدنى بتدحرج حتى وصلت هذا العام إلى إنتاج عشرة آلاف طن فقط من ثمار الزيتون.

ويؤكد المهندس شاهر الريفي، مدير لجنة معاصر الزيتون بوزارة الزراعة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن كميات الزيتون متدنية جداً هذا العام، وهي أقل من نصف ما أنتج العام الماضي حيث بلغت كميات الإنتاج العام الماضي 70%، أما هذا العام فلم تكن أكثر من 30%.

ويبين الريفي، أنّ الكميات المتوفرة هذا العام تنقسم، بين 4 أطنان من الزيتون الخاص بالتخليل، وستة أطنان للعصر لإنتاج الزيت.

ويوضح المهندس الفلسطيني، أنّ التقلبات المناخية التي طرأت مؤخراً أثرت بوضوح على كميات الإنتاج الخاص بالزيتون، متوقعاً أن يكون العام القادم أفضل من ناحية كميات الإنتاج.

وأشار إلى أنّ هناك نحو 40 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون على طول محافظات قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ أزمة وفرة الإنتاج تعاني منها كل دول حوض البحر الأبيض المتوسط ولا تقتصر على القطاع فقط.

الاحتباس الحراري
الخبير الزراعي نزار الوحيدي، عزا أزمة تراجع منسوب ثمار الزيتون في قطاع غزة ودول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى الاحتباس الحراري، “الذي أثّر مباشرة على النشاط الهرموني على البراعم الزهرية لأشجار الزيتون” وفق قوله.

وأكّد الوحيدي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه اكتشف هذا المشكلة منذ نهاية العام الماضي، لكّن أحداً لم يلتفت إلى حديثه في حينه، مضيفاً: “الآن وبعد انكشاف الأزمة وتدني مستوى ثمار الزيتون تدنيًا كبيرًا، بات يؤيدني فيما ذهبت إليه كثير من الخبراء العالميين”.

وعن الطرق المطلوبة لحل هذا الأزمة، أكّد المهندس الزراعي الفلسطيني، أنّه مطلوب تكاتف الجهود والبحث العلمي والعملي، ودراسات مناسبة من أجل الوصول الحل، معتقداً أنّ هناك تحركات بدأت في هذا المجال لإنقاذ هذه الثروة العالمية الضخمة”.

ونبه الوحيدي إلى أنّ أزمة تدني إنتاج ثمار الزيتون طالت دول البحر المتوسط عامة، حيث لم يزد معدل الإنتاج في مصر التي دخلت على خط زراعة الزيتون بقوة أكثر من 10%، أما في الداخل الفلسطيني المحتل فقد بلغ الإنتاج 40% وهي كميات متدنية مقارنة بالأعوام الماضية.

ودعا المهندس الزراعي، مؤسسة الفاو الخاصة بالثروة الزراعية، إلى ضرورة إعانة وإغاثة المزارعين الذين تضرروا تضررا كبيرا، مطالباً بوقفة جادة من أصحاب القرار لتوفير هذا الدعم ومساندة المزارع حتى يقف على قدميه.

وافتتحت وزارة الزراعة في غزة، أمس، موسم قطف الزيتون وتشغيل المعاصر للعام 2021، بحضور رسمي وشعبي، وذلك بالقرب من دوار الكويت في مدينة غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات