الإثنين 06/مايو/2024

المقبرة اليوسفية.. تهويد إسرائيلي يواجهه تحدٍّ فلسطيني

المقبرة اليوسفية.. تهويد إسرائيلي يواجهه تحدٍّ فلسطيني

ما إن أشرقت شمس العاشر من أكتوبر الجاري، حتى جلبت بلدية الاحتلال معداتها “التدميرية” إلى المقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية؛ في مخطط “إسرائيلي” جديد يسعى إلى تهويد المقبرة والسيطرة عليها.

تلك المعدات التي نبشت القبور وأخرجت رفات المسلمين الشهداء والموتى منهم، تسبّبت باندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في المكان، وإحراق المقر المؤقت لبلدية الاحتلال في موقع التجريف.

النيران تلتهم الكونتينر الخاص بالاحتلال، والذي يضم أدوات للحفر في المقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة. pic.twitter.com/Qj92VIyQNm


ويأتي التصعيد الميداني الخطير في المقبرة اليوسفية، تزامناً مع تصعيد خطير آخر في استهداف المسجد الأقصى المبارك عبر السماح بإقامة “الصلاة الصامتة” لليهود، واستهداف رموز مدينة القدس المحتلة ومسجدها الأقصى المبارك، وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبري.

وحققت قوات الاحتلال مع الشيخ صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا وعضو مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عن المسجد الأقصى المبارك، 6 ساعات متواصلة، قررت بعدها إبعاده عن المسجد الأقصى المبارك.

ومع بدء عمليات التجريف، وصل أهالٍ دُفنت جثامين أقربائهم بالمقبرة، إليها؛ ليطمئنوا بأن قبورهم لم تُنبَش، في حين استدعت سلطات الاحتلال، الشاب فراس الأطرش للتحقيق معه في مركز الشرطة، وكان أحد الموجودين في المقبرة، وأصيب عدد من المواطنين خلال المواجهات.

شاهد| “الاحتلال ينتهك حرمة الأموات ويجرف رفاتهم في المقبرة اليوسفية في القدس المحتلة”. pic.twitter.com/S4CC4c2KSY

شاهد| اعتداء جنود الاحتلال الوحشي على الشباب المقدسيين الموجودين في محيط المقبرة اليوسفية احتجاجًا على نبش القبور وتجريف مقابر المسلمين في المقبرة pic.twitter.com/2z9FYKtZjr

انتشار مكثف لقوات الاحتلال حتى هذه اللحظة في محيط المقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة. pic.twitter.com/ok1YXvfo2Y


نكبة جديدة

وتعقيباً على حملة الاحتلال “الإسرائيلية” المتصاعدة والخطيرة، أوضح زياد ابحيص، الباحث في شؤون القدس المحتلة، أن ما يحصل في مدينة القدس هو محاولة الاحتلال الإسرائيلي تكرار النكبة الفلسطينية أمام الشعب الفلسطيني والعالم على أن تكون بالتصوير البطيء.

وقال في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ما يحصل أننا نشهد معنى “الاستعمار الإحلالي” يُترجَم أمامنا على الأرض يوماً بيوم؛ فهذا المستعمر هنا لكي يلغيك ويأخذ مكانك على أرضك، ويضع مقدّسه المزعوم مكان أقدس مقدساتك، بل ويضع شواهد قبورٍ مزعومة ويطمس قبور آبائك وأجدادك”.

المقدسيون يشرعون في تنظيف المقبرة اليوسفية التي جرفها الاحتلال بالقدس المحتلة اليوم. pic.twitter.com/PxS4eeYA4F


وأضاف: “ما يجرى إحلال جغرافي وسكاني وثقافي وديني وتاريخي. شعب مستحدثٌ، وثقافة مستحدثة، ولغة مُعادٌ اختراعها تريد أن تلغي الفلسطينيين والعروبة والإسلام من أرض فلسطين”.

ورأى أن ما يحصل في “المقبرة اليوسفية” ومقبرة باب الرحمة ليس مجرد عدوان على الأموات فقط؛ بل “هو إحلالٌ للمقابر بكل ما لهذه الكلمة من معنى”.

وأضاف: “المقبرتان المجاورتان لسور البلدة القديمة للقدس من جهة الشرق، وشقيقتهما مقبرة مأمن الله المقابلة للسور من الغرب، كلها تشهد على هوية أهل الأرض وأصحابها الأصيلين على مدى الأجيال المتعاقبة”.

وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي يمضي في طمس هذه المقابر في حين يطرز جبل الزيتون شرقاً بشواهد القبور اليهودية، وجزء من تلك الشواهد “رمزية”، تقام على جبل الزيتون ليهود ماتوا خارج فلسطين لكنّ ذويهم دفعوا ثمن شاهد قبرٍ لـ”تخليد” ذكرى موتاهم في القدس!

وختم ابحيص حديثه بالقول: “كل ذلك ليقول إن القدس كانت يهودية بدليل مقبرة جبل الزيتون المستحدثة، ومقابر الرحمة واليوسفية ومأمن الله المطموسة… هنا يمسي الدفاع عن هذه المقابر دفاعاً عن الوجود والحاضر والهوية، وليس دفاعاً عن أمواتنا فحسب”.

شاهد| “الاحتلال ينتهك حرمة الأموات ويجرف رفاتهم في المقبرة اليوسفية في القدس المحتلة”. pic.twitter.com/S4CC4c2KSY


تاريخ من التهويد

وهدمت قوات الاحتلال سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، لمصلحة مسار ما يسمى “الحديقة التوراتية”.

وتقع مقبرة اليوسفية شمالي مقبرة باب الرحمة، وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات لهجمة من سلطات الاحتلال وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.

وهدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط، وأزالت درجها الأثري أيضا، إضافة للدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء؛ تنفيذا لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة أعدت منذ مدّة طويلة.

شاهد| رئيس لجنة المقابر في القدس، مصطفى أبو زهرة باكيًا: “يا عالم.. يا مسلمين.. قبورنا تنبش”.. pic.twitter.com/Rw1aC0cJJW


وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي، وأقدم على إزالة عشرين قبرا لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.

وتعد المقبرة أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتعجّ برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء.

وتعمل بلدية الاحتلال منذ مدّة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة؛ بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات