الإثنين 29/أبريل/2024

صيد الطيور على السلك الفاصل.. حين يكون الصيادُ الفريسة

صيد الطيور على السلك الفاصل.. حين يكون الصيادُ الفريسة

ما أن يدخل موسم الصيد حتى يبدأ صيّادو العصافير بتجهيز شباكهم وأفخاخهم؛ استعداداً لشد الرحال للحدود الشرقية لقطاع غزة الذي تكثر فيه الطيور التي ينشدونها.

وفي رحلة مخاطرة يومية بحثاً عن إشباع هوايتهم وتحقيق عائد مادي يساعدهم في توفير متطلبات الحياة في إطار أوضاع اقتصادية غاية في الصعوبة بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 14 عامًا، يجهز الشاب فريد النجار -من بلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس- نفسه لهذا الموسم. 

فمع ساعات الصباح يودع النجار ذويه، وينطلق نحو الحدود الشرقية لمحافظة خان يونس التي تكثر فيها الطيور؛ نظراً لكونها مناطق زراعية مفتوحة، حاملاً حقيبة الصيد على ظهره. 

شباك وأفخاخ
وما أن يصل للمكان حتى يبدأ بنصب شباكه وأفخاخه بحذر وروية، لكنه يكون أكثر حذراً من أن يقع في شباك جنود الاحتلال وآلياته التي تتربص بأي شخص يقترب من المكان. 

وأمام جنود الاحتلال المتمركزين في منطقة خزاعة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة يُجهز الشبان شباكهم الخاصة بصيد العصافير. 

وتعد هواية صيد العصافير عادة قديمة لكثير من الغزيين؛ فهي توفر مصدر دخل متواضع لمن لا يملك فرصة عمل. 

واستشهد قبل عدة أيام الصيّاد محمد عمّار (40 عامًا) على الحدود الشرقية للمنطقة الوسطى، برصاص جنود الاحتلال المتمركزين على الجانب الآخر من السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، بعد إصابته في رقبته. 

رحلة خطرة

“هذه الرحلة تبدو مخاطرة كبيرة في سياق الاستهداف المتكرر للمنطقة العازلة ومن يتحرك فيها بإطلاق النار المباشر، وكثيراً ما ذهب ضحيتها شهداء وجرحى”، يقول النجار. 

ووفق الصياد النجار؛ فهناك موسمان أساسيان للاصطياد بقطاع غزة، أولهما مع قدوم فصل الشتاء، وتحدث فيه هجرة العصافير من المناطق الباردة إلى الأقل برودة، وتنتشر فيه عصافير الحسون، التفيحي، البسبوس، النعار، وجميعها منخفضة الثمن نسبيًّا باستثناء الحسون، والثاني يرتبط بنتيجة تكاثر العصافير المهاجرة خلال فصلي الربيع والصيف، وأبرزها طائرا “الحسون” و”الخُدّر”. 

ويشير في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن مهنة صيد العصافير تحتاج إلى الصبر والهدوء، ولا تعب فيها، ويغلب عليها الهواية، لافتاً إلى أن دخلها محدود، فغالبية الطيور التي تصطاد تتراوح أسعارها بين 2 و10 شواكل، أما العصافير غالية الثمن فهي نادرة وقليلاً ما تُصطاد. 

ويقول: إن هذه المهنة باتت تمثل خطراً على حياتهم؛ لكونهم يقفون مباشرة في مرمى نيران جنود الاحتلال وقناصته المنتشرين على طول الحدود. 

طريقة الصيد
وحول طريقة الصيد يقول النجار: “نبدأ بإحضار الشبكة وفردها على الأرض، ومن ثم نحضر الحرّيك (عصفور مربوط بالقرب من الشبكة، وهو الطعم الذي يغوي من خلاله العصافير)، وتبدأ عملية الصيد”. 

ويستخدم النجار في عملية الصيد قطعتين من الشباك، و4 أوتاد مثبتة في الأرض و4 أخرى في الجهة المقابلة، وحبل ميزان، ويربط ما يسمى “الحريك” بطريقة مناسبة على عصا مثبتة، لجذب انتباه الطيور الأخرى المماثلة لنوع “الحريك” للوقوع في الشباك، وفق قوله.

ويلفت إلى أن طائر الحسون يوجد بكثرة في المناطق الحدودية؛ نظراً لقربها من المستوطنات الإسرائيلية التي يحرص الاحتلال دوماً على إقامتها في مناطق المراعي الخصبة. 

ويمثل صيد طائر الحسون يوم حظ للنجار ورفيقه، حيث يصل ثمن الواحد منه ستين أو سبعين شيكلا. 

ويلفت النجار إلى أنه ورفيقه يستمتعون بقضاء ساعات الصيد الطويلة بعيداً عن ضجيج الحياة، مستغلين هذا الوقت في تحصيل الرزق لهم ولعائلاتهم. 

وتعدّ المنطقة الشرقية مع السلك الفاصل من أخطر المناطق في قطاع غزة مع انتشار آليات الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الفاصل لمنع أي توغل أو اقتراب من الغزيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات