الإثنين 29/أبريل/2024

الصيّاد عمّار.. الاحتلال قتله وطائر الحسون شهد الجريمة

الصيّاد عمّار.. الاحتلال قتله وطائر الحسون شهد الجريمة

أغراه صوت طائر الحسون البرّي على حدود غزة ليكسب قوته يومه فعاجلته رصاصات قناص إسرائيلي ووقع مضرجاً في دمه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على حدود بلدة جحر الديك.

هكذا انتهت رحلة الصياد الفقير محمد عمّار (40 عاماً) الذي يعيل 10 أفراد، ويعمل قارئاً لعدادات المياه في بلدية مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وكان قنّاص إسرائيلي أطلق النار مباشرةً على رأس الشهيد عمّار الذي كان يهمّ بمغادرة المنطقة الحدودية قرب وادي غزة التي اعتاد صيد الطيور المهاجرة فيها من سنوات طويلة.

ويتعرض صيادو الطيور المهاجرة في مثل هذه الأسابيع من كل عام لرصاص الاحتلال في المنطقة الحدودية ما أدى في حوادث متفرقة لإصابة واستشهاد العديد منهم.

شاهدٌ على الجريمة
وحدها أصوات العصافير غرّدت شرق بلدة جحر الديك جنوب مدينة غزة قبل أن يخترق فضاء المكان صوت رصاصتين من قنّاص إسرائيلي شقت طريقها مباشرة لرأس الصياد المسكين محمد عمّار.

كان عمّار يهمّ بمغادرة المكان بعد جمع شبكة الصيّد مختتماً الساعات الأخيرة من يومه الرابع دون أن يفلح في نيل مبتغاه من صيد طائر الحسّون البرّي.

يقول كمال -شقيق محمد- الذي كان برفقته لحظة إطلاق النار إنه تفاجأ بصوت رصاص سقط معه شقيقه ونزف دماءً غزيرة من رأسه لأكثر من ثلث ساعة قبل وصول عدد من الشبان لنقله من مكان إصابته.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أخي صياد لطائر الحسون يمارس هوايته من سنوات طويلة ليكسب رزق يومه برفقة الكثير من الصيادين وقد وقع الحادث على مسافة تزيد على 300 متر من الحدود”.

وتعرّض كمال ومحمد في الأيام الماضية لإطلاق النار من جنود الاحتلال الذين سقطت رصاصاتهم قرب شباك الصيد وأحياناً كان الجنود يحاولون إبعادهم بالنداء عليهم من مكبرات الصوت المثبتة على السلك الفاصل.

ويؤكد شهود عيان ومصادر محلية من المنطقة الحدودية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن موقع الجريمة كان هادئاً ولم يشهد سوى اعتلاء عدد من الجنود ساتراً ترابياً على السلك الفاصل قبل إطلاق القناص النار على رأس الشهيد.

وتجاذب عمّار حواراً مع زملائه قبل إطلاق النار بلحظات معلنّاً نيته مغادرة المكان، وحين أدار ظهره للحدود أصيب بالرصاص في رأسه، ووجّه القناص رصاصه لكل من حاول الاقتراب منه مدةً تزيد على ثلث ساعة. 

ملاحقة بالنيران
جمعت الشاب محمد عابد (33 عاماً) بالشهيد عمار هواية صيد الطيور المهاجرة من سنوات طويلة، وقد اعتادا الصبر طويلاً حتى يتمكنا من صيد طائر الحسون.

ويشير عابد إلى أن عمّار إنسان بسيط يمارس هواية مع شبان يأتون من جنوب وشرق قطاع غزة لحدود جحر الديك وشرق مخيم البريج التي اعتاد طائر الحسون التجوّل فيها.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بالأمس أطلق الجنود النار بين ساقي الشهيد عمار، واليوم قتلوه بدم بارد. عمّار مثلنا أحياناً يصطاد طائرا واحدا، وأحياناً اثنين، وكثيراً لا يصطاد شيئا، وهكذا نحن جميعا من سبتمبر حتى نهاية فبراير”.

واعتادت قوات الاحتلال إطلاق النار على المزارعين والأراضي الحدودية مسافة 300 متر غرب السلك الفاصل في منطقة تتعرض لعمليات توغل يومية يحاول جيش الاحتلال فرضها كمنطقة عازلة عن الحدود مخالفة اتفاق التهدئة الموقع بين المقاومة والاحتلال عقب عدوان عام 2014م.

وأدانت بلدية البريج على لسان رئيسها ما وقع مع أحد موظفيها الشهيد محمد عمّار الذي يعمل قارئاً لعدادات المياه من سنوات طويلة في مخيم البريج.

ويقول دويك لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “عمار حصل على إجازة 4 أيام من العمل تنتهي اليوم. عمار موظف بسيط يمارس هواية في المنطقة الحدودية التي يتعرض أرضها ومزارعوها للعدوان يومياً”.

ويعبّر دويك عن استهجانه من حادثة استشهاد عمّار مستنكراً تكرار تعرّض الصيادين والمزارعين لرصاص الاحتلال رغم ممارستهم لعملهم بشكل مسالم أمام جنود وقناصة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات