مؤتمر أربيل التطبيعي.. العراق يجدد رفضه رسمياً وشعبياً

ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يحرك أيديه الخفية بين المجتمعات العربية، تارة تظهر علناً وأخرى تبقى في السر، ساعياً إلى تشكيل تحالفات تخدم نهجه التهويدي في فلسطين، والتطبيعي في الدول العربية.

آخر تلك الفعاليات والخطط التطبيعية، مؤتمر أربيل، بإقليم كردستان العراق، الذي عُقد مساء الجمعة، حيث أطلق عليه المنظمون، “مؤتمر السلام والاسترداد”، شاركت فيه شخصيات محلية أغلبها غير معروفة على الساحة أكدت رغبتها في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وزعم المجتمعون في بيان بعد المؤتمر إنهم يمثلون زعماء قبليين ومفكرين وشباب وعناصر من “صحوة العراق” التي سبق أن خاضت معارك ضد تنظيم “القاعدة”، موجهين طلبا للعراقيين بـ”الدخول في علاقات مع إسرائيل وشعبها”.

وعقب خروج رائحة المؤتمر إلى العلن، أعلنت الحكومة العراقية، رفضها القاطع للمؤتمر، قائلة في بيان لها: “تؤكد الحكومة ابتداءً أن هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، وإن طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستوريا وقانونيا وسياسيا في الدولة العراقية”.

وأضاف البيان الذي تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام”: “الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ورفض كل أشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.

وعقب الكشف عن تفاصيل المؤتمر، عمت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، تغريدات رافضة للمؤتمر، مطالبين بمقاضاة المنظمين له، ومغردين عبر وسمي “#العراق_ضد_التطبيع”

وقال نعيم العبودي عضو مجلس النواب العراقي، رئيس لجنة الاتصالات والإعلام النيابية: “في الوقت الذي يبدأ العدّ التنازلي لزوال الكيان الإسرائيلي، يتكالب البعض في أربيل على محاولات إنقاذه، بإقامة المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع العدوّ”.

وأضاف: “نستنكر هذه السلوكيات الشائنة، وندعو لمعاقبة من يرتكبها بما يليق بالخونة والعملاء وعدم استفزاز مشاعر العراقيين بهكذا سلوكيات”.

في الوقت الذي يبدأ العدّ التنازلي لزوال الكيان الإسرائيلي، يتكالب البعض في أربيل على محاولات إنقاذه، بإقامة المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع العدوّ . نستنكر هذه السلوكيات الشائنة وندعو لمعاقبة من يرتكبها بما يليق بالخونة والعملاء وعدم استفزاز مشاعر العراقيين بهكذا سلوكيات.

— نعيم العبودي (@Drnaeemyasir) September 25 2021

وفي بيان لها، طالبت حركة حقوق بإنزال بأشد العقوبات لمنظمي مؤتمر أربيل والمشاركين فيه، داعية إلى عقد جلسة برلمانية طارئة.

حركة حقوق تطالب بأشد العقوبات لمنظمي مؤتمر أربيل والمشاركين فيه وتدعو لعقد جلسة برلمانية طارئة #حركة_حقوق pic.twitter.com/bFdZ7ODfBq

— حركة حقوق (@HoquqMovement) September 25 2021

واستنكر  رئيس “تحالف قوى الدولة” عمار الحكيم انعقاد المؤتمر، قائلاً: “نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق “.

وأضاف: “القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى ولذلك نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله لاسترداد حقه المغتصب، وأن القضية الفلسطينية حق لا يسقط بالتقادم”.

نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق ، وأن القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى و لذلك نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله لإسترداد حقه المغتصب، وأن القضية الفلسطينية حق لا يسقط بالتقادم.

— Ammar Al-Hakim | عمار الحكيم (@Ammar_Alhakeem) September 25 2021

وعلّق السياسي العراقي عزت الشابندر على الحادثة بالقول: “على الكتل الوطنية الشريفة الدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لتفعيل قوانين تجريم التخابر والتجسس والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ومقدساتنا”.

على الكتل الوطنية الشريفة الدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لتفعيل قوانين تجريم التخابر والتجسس والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لارضنا ومقدساتنا

— عزت الشابندر (@IAlshabandar) September 24 2021

وقال د. صلاح العرباوي: “اي محاولة للتطبيع مع إسرائيل مرفوضة، وعلى الحكومة أن توقف سلطة الإقليم عند حدودها!”.

اي محاولة للتطبيع مع اسرائيل مرفوضة
وعلى الحكومة ان توقف سلطة الاقليم عند حدودها!

— د. صلاح العرباوي (@SalahAlarbawi) September 25 2021

إلى ذلك، عبر رئيس كتلة “النهج الوطني” في البرلمان عمار طعمة عن رفضه الشديد لدعوة التطبيع مع “إسرائيل”، داعيا إلى مقاضاة الأصوات التي تجاهر بالدعوة إلى التطبيع.

وأشار إلى أن “القانون العراقي يجرم هذه الأفعال الخائنة لثوابت العراقيين والمتنكرة لمظالم الشعب الفلسطيني المرتهن بسياسات الكيان الصهيوني الإرهابية والمتباينة مع مواقف العراقيين التاريخية في نصرة القضية الفلسطينية وإدامة زخم ثورة شعبها في مقارعة ومكافحة الغطرسة الصهيونية وإجرامها الشديد”.

وذكّر حميد، بنص قانوني يجرم التطبيع حيث قال: ” نص المادة 201 من الدستور الخاصة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني #مؤتمر_اربيل_تطبيع_وخيانه”.
 

⭕️ نص المادة 201 من الدستور الخاصة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني#مؤتمر_اربيل_تطبيع_وخيانه pic.twitter.com/saP3fiC7mo

— حُـ‘ـُمُـ‘ـُيُـ‘ـُډ 313???????????????????????????????????????? (@hamid_313_iq) September 25 2021

من جهته، هدد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، بالتعامل مع من وصفهم بـ”النماذج القذرة”، في إشارة إلى مؤتمر أربيل بشأن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال في بيان صحفي: “على أربيل منع هذه الاجتماعات الإرهابية الصهيونية، وإلا فعلى الحكومة تجريم واعتقال كل المجتمعين، وإلا فسيقع على عاتقنا ما يجب فعله شرعيا وعقليا ووطنيا ولن نخاف في الله لومة لائم”. 

وأضاف: “على المؤمنين انتظار الأمر منا للبدء بالتعامل مع هذه النماذج القذرة، فالعراق عصي على التطبيع”. 

وتابع: “لنا بعد الأغلبية ورئاسة الوزراء وقفة أيضا، فانتظروا إنا منتظرون”.