الثلاثاء 16/أبريل/2024

مبادرات أهلية لإزالة الأنقاض من منازل مخيم اليرموك

مبادرات أهلية لإزالة الأنقاض من منازل مخيم اليرموك

تحاول اللاجئة الفلسطينية “سناء”، إزالة الأنقاض بمساعدة أقربائها، من منزلها المدمر جزئيا، في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق، والأمل يحدوها بعودة المخيم إلى سابق عهده.

وتقول “سناء” لـ”قدس برس”: “صدور القرار الرئاسي بعودتنا إلى مخيم اليرموك أعاد إلينا الروح والأمل بقرب انتهاء كابوس عشناه خلال السنوات الماضية، أن مخيم اليرموك قد يتلاشى للأبد”.

وتوضح “سناء” أنها حثت الخطى نحو مخيمها بمجرد السماح لأهالي “اليرموك” بدخوله دون موافقة أمنية، والخواطر تتزاحم في ذهنها حول تلك “المشاهد والتصاوير والذكريات القديمة التي سرقتها الحرب”.

وتؤكد “سناء” أنها عازمة على إعادة منزلها كما كان، “رغم الدمار والنهب الذي تعرض له، شأنها شأن الكثيرين من أهل المخيم”.

إمكانات بسيطة وآمال كبيرة

ويقول عضو فريق مخيم اليرموك التطوعي، نافذ أبو حسنة: “في كل شارع وحارة من حارات المخيم تتجمع فرق من الشباب والفتيات في فرق؛ لمساعدة العائلات على تنظيف منازلهم”.

ويوضح أبو حسنة لـ”قدس برس”: “بإمكانات متواضعة وأدوات بسيطة من المجاريف والمكانس، يحاول هؤلاء تشجيع الناس على العودة وإعادة الحياة للمخيم”.

ويتابع: “هدفنا أن نرفع معنويات الناس، وأن يعود المخيم كما كان، وأن نرسل رسائل للأهالي بأنكم لستم وحدكم، وأن هناك من سيقف إلى جانبكم ويساعدكم على إعادة ترتيب حياتكم”.

لجنة لمساعدة الأسر الفقيرة

ونبّه أبو حسنة إلى أن ناشطين من أهالي المخيم السابقين بصدد تشكيل لجنة لمتابعة أحوال الناس ومساعدة العائلات الفقيرة في تنظيف منازلها.

وأضاف: “استجلبنا ورشات القرميد إلى المخيم؛ لتشجيع الناس على ترميم منازلها، لكن للأسف الأسعار ترتفع مع زيادة الإقبال”.

وأشار أبو حسنة إلى أن منع الناس من الدخول للمخيم، بعد سيطرة الجيش عليه قبل عامين، تسبب في “الدمار الحالي”.

واتهم أبو حسنة “العفّيشة” ومن يقف وراءهم بتدمير المخيم، وسرقة ممتلكاته، وتدمير المنازل واستخراج الحديد منها واقتلاع البلاط والسراميك وخلع الأبواب والشبابيك.

واستدرك: “إلا أن مجموعة من النشطاء الفلسطينيين تصدّوا لمحاولة بيع العقارات واستغلال أصحاب المكاتب العقارية”.

وذكر أن الجهات الأمنية توعّدت أي محاولة لعرقلة عودة الأهالي بعد قرار الرئيس السوري السماح للأهالي دخول المخيم، دون موافقة أمنية.

ودعا أبو حسنة الفصائل الفلسطينية الموجودة في المخيم إلى الوقوف إلى جانب الأهالي، ومنع محاولات استغلال حاجة الناس، كما شجع الأهالي على إعادة بناء غرفة واحدة على الأقل؛ “لتثبيت وجودهم في المخيم”.

وبدأت عائلات المخيم بتشكيل مجموعات صغيرة من 5 إلى 7 عائلات، على أن يشارك الجميع في تنظيف منازل أعضاء المجموعة تواليًا.

ولاقت هذه الفكرة استحسان أهالي المخيم؛ لأنها توفر عليهم كلفة استئجار الورشات الخارجية، غير أن بعض العائلات لم تستفد من هذه المبادرة، بسبب دمار منازلهم كليًّا.

وحذر ناشطون من أن عمليات إزالة الردم والتنظيف لا تكفي؛ بل يجب متابعة سلامة البناء من عدمه، ما قد يضطر صاحب البيت لدفع مبالغ كبيرة لإعادة الصيانة والترميم.

وطالب أمين شعبة الميدان لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، مازن سيرغاني، الجهات المعنية بضرورة إعادة النظر في المدة المحددة من أجل تنظيف المنازل والمحلات.

وكان الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، طلال ناجي، أكد مطلع الشهر الحالي، أن توجيهات رئاسية صدرت للجهات المعنية بالإسراع في ترتيب عودة أهالي مخيم اليرموك، وتنظيف شوارع المخيم من الركام والأنقاض، والسماح للأهالي بالدخول دون موافقات أمنية.

وتعرض مخيم اليرموك عام 2018 لعمليات نهب وسرقة لمتلكات المدنيين عرفت محليا بظاهرة “التعفيش”.

وأنشئ مخيم اليرموك في العام 1957 في منطقة تابعة لمحافظة دمشق تقع على بعد بضعة أميال من وسط العاصمة، ويُعدّ مخيّماً غير رسمي للّاجئين الفلسطينيين، وكان يقطنه قبل الحرب قرابة 700 ألف نسمة منهم 200 ألف فلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات