عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

إنهاء الحصار .. معركة مستمرة تخوضها المقاومة بغزة

إنهاء الحصار .. معركة مستمرة تخوضها المقاومة بغزة

لم تضع معركة سيف القدس بعد أوزارها في ظل ما تخوضه المقاومة الفلسطينية من معركة مستمرة لإنهاء الحصار الذي اشتد على إثرها، في ظل محاولات حثيثة من قيادة المقاومة من الإصرار على انتزاع مطلب إنهاء الحصار بالكامل، دون قيدٍ أو شرط.

ولم يبد الأمر سهلاً أبداً أمام الفصائل التي تضع في حسبانها ذهاب العدو للتصعيد، والمعركة طويلة في ظل تعنت الاحتلال وإصراره على ربط ملف إعادة إعمار قطاع غزة بملف جنوده الأسرى لدى كتائب القسام في غزة، في ظل تأهب الفصائل للعودة للقتال مرة أخرى إذا ما استدعى الأمر.

ويتفق محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على أنّ فصائل المقاومة لا تزال تمنح الوسطاء مهلة أكبر وأوسع قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللا عودة، في ظل محاولة الاحتلال المماطلة ومحاولة الاستجابة ببعض التسهيلات هنا أو هناك، في رغبة منه لعدم الوصول إلى نقطة اللا عودة، وفي ظل رفضه لفك الحصار بالكامل، فتبقى الكرة في ملعب فصائل المقاومة في إقرار الخطوة القادمة لأي تحرك.

وأعادت فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة تفعيل الأدوات الخشنة في “الإرباك الليلي” على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وهو ما شكل إزعاجًا للاحتلال، وجعله يرد باستهداف بعض مواقع المقاومة والأراضي الزراعية في أنحاء متفرقة من القطاع.

لا خيارات

المحلل السياسي صلاح الدين العواودة، أكّد أنّ الاحتلال حاول بعد معركة “سيف القدس” التسويق لجمهوره بأنّه حقق انتصارًا، وذلك من خلال وضع اشتراطات على المنحة القطرية، وربط ملف الإعمار بالجنود الأسرى لدى المقاومة، وتشديد القيود على معابر القطاع.

وأوضح العواودة لمراسلنا، أنّ كل ما جرى هو شروط ترفضها المقاومة، ولا تقبل الخضوع أو التنازل، وهو ما يجعل الخيارات أمامها ضيقة ومحدودة جدًّا تدفعها للعودة إلى الدخول في جولةٍ قتال جديدة مع الاحتلال.

لكن ما لا يستطيعه الاحتلال؛ هو دفع ثمن الدخول في جولة جديدة من القتال -يقول العواودة- مبيناً أنّ المقاومة قد تذهب لهذا الخيار مجددًا بعد استنفاد كل الوسائل الممكنة لفك الحصار الذي وعدت به أهالي قطاع غزة، بأنّ هناك انفراجة كبيرة على صعيد الحصار خلال هذا العام.

ويضيف المحلل السياسي: إنّ “ذهاب قطاع غزة للحرب ليس رغبة لدى فصائل المقاومة بالذهاب لهذا الخيار، بل هو خيار اضطراري لدفع الاحتلال بتحقيق المطلب الشعبي الأبرز، وهو تحقيق انفراجة حقيقية بفك الحصار”.

ويعتقد العواودة، أنّ الاحتلال لا يستطيع في الوقت الحالي -لعدة عوامل- أن يدفع ثمن الدخول في مواجهة جديدة مع قطاع غزة، والدخول في معركة جديدة يعني فشله في المعركة السابقة، وهو ما لا يطيقه الجمهور الصهيوني، وسيكون الدخول في جولة قتالٍ جديدة مكلفًا للاحتلال، وسيخضع بالنهاية لمطالب الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة.

لا حلول أمنية

“حماس منظمة نقشت على رايتها قتالنا حتى النهاية، ومسؤوليتي هي أمن مواطني إسرائيل وسكان الجنوب خاصة”.. هذا آخر ما صرّح به رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت، خلال مقابلة أجرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية معه، بُثت، مساء أول أمس الثلاثاء.

وحول هذا الأمر علّق الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، من الواضح أنّ لدى بينيت قناعة بأنه ليس باليد حيلة أمام الوضع في غزة، وأن الحلول الأمنية لا تجدي نفعاً، ويجب إعطاء غزة ما تريد، لكنه يريد أن يظهر أنه أحدث شيئًا مختلفًا عن حقبة نتنياهو (حتى وإن كان بالشكل وليس المضمون).

ويبين الرفاتي لمراسلنا، أنّ بينيت يلقي بقرار الحرب على المستوى الأمني والعسكري بحيث لا يتحمل المسئولية المباشرة، ويستجدي باتجاه آخر الهدوء من غزة، ويلقي بضمان الهدوء في القطاع ضمن مربع مصالح غزة مع مصر.

وكان بينيت وضع أمامه ثلاث مهام في قطاع غزة، معلنًا موافقته على صفقة لتبادل الأسرى مع حركة “حماس” في ظروف معينة: وقف إطلاق الصواريخ، ووقف تعاظم قوة حماس، والمهمة الثالثة تتمثل في إعادة أربعة أسرى إسرائيليين لدى حماس في غزة.

وردًّا على سؤال عما إن كان يسعى إلى تسوية مع “حماس”، بينما انتقد في الماضي سلفه بنيامين نتنياهو في ذلك، قال بينيت: “كنا في جولة قتال قبل أربعة أشهر، من 10 من21 مايو/أيار الماضي، والتي سبقت تولي منصبي (13 يونيو/ حزيران) أطلقت حماس صواريخ على القدس وتل أبيب، وها نحن في النقطة نفسها بالضبط”.

وتحتفظ “حماس” بأربعة إسرائيليين، منهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، في حين دخل الآخران القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات