السبت 04/مايو/2024

تحديدا أسرى نفق الحرية.. مركز حقوقي يدين الجرائم الإسرائيلية ضد الأسرى

تحديدا أسرى نفق الحرية.. مركز حقوقي يدين الجرائم الإسرائيلية ضد الأسرى

أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الجرائم الإسرائيلية ضد أسرى جلبوع الأربعة المعاد اعتقالهم، مؤكدا أنها تصل لجرائم حرب.

كما أدان المركز، في بيان صحفي، ردة الفعل الهستيرية التي اتخذتها سلطات الاحتلال، في أعقاب عملية نفق الحرية، والعقوبات الجماعية التي مورست بحق المعتقلين الفلسطينيين، وسط تهديدات إسرائيلية باتخاذ مزيدٍ من الإجراءات الانتقامية.

وأخضعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أربعة أسرى فلسطينيين للضرب والتعذيب، ومنعتهم من الالتقاء بمحاميهم أو ذويهم، في أعقاب إعادة قوات الاحتلال اعتقالهم فجر السبت الموافق 11 سبتمبر 2021، بعد فرارهم برفقة اثنين آخرين، من سجن جلبوع، بتاريخ 6 سبتمبر 2021.  

وأقدمت شرطة الاحتلال، بعد عمليات أمنية مكثفة، على إعادة اعتقال اثنين من الفلسطينيين، وهما يعقوب قادري، ومحمود عارضة، فجر السبت الماضي 11 سبتمبر، قرب الناصرة، داخل دولة الاحتلال، وبعد عدة ساعات، أقدمت شرطة الاحتلال على إعادة اعتقال اثنين آخرين، وهما: زكريا الزبيدي، ومحمد العارضة، قرب قرية الشبلي في الجليل الأسفل، وبدت علامات الضرب والتعذيب على وجه المعتقل زكريا الزبيدي، خلال نشر فيديو لاعتقاله ورفيقه وهما معصوبا العينين ومكبلا اليدين.
 
وقد أخضع المعتقلون الأربعة لجلسة محاكمة في محكمة الناصرة المركزية، في اليوم التالي، ومدد اعتقالهم 9 أيام، بدعوى استكمال التحقيق بما أسمتها: “شبهات الهروب، والمساعدة على الهروب، والتآمر للقيام بجريمة والعضوية بتنظيم معادٍ وإعطاء خدمة لتنظيم”، حسب ما ورد في لائحة الاتهام المقدمة ضدهم.

ومنعت سلطات الاحتلال محامين فلسطينيين وهيئات حقوقية من زيارة المعتقلين الأربعة، ورفضت الالتماسات المقدمة لزيارتهم ومتابعة أوضاعهم الإنسانية، كما فرضت تعتيماً حول أوضاعهم داخل السجون، ولم تدلِ بمعلومات لذويهم أو لمحاميهم، وسط تخوفات من إجراءات انتقامية بحقهم، بما في ذلك الاعتداء عليهم بالضرب، أو وضعهم في زنازين انفرادية، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. وتواردت أنباء من مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى عن تعرضهم للضرب والتعذيب، ونقل أحدهم (زكريا الزبيدي) لمستشفى “رمبام” بحيفا، لتلقي العلاج. 
 
من جهة أخرى، اتخذت سلطات السجون الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات الانتقامية والأعمال الانتقامية بحق المعتقلين الفلسطينيين، في أعقاب تمكن ستة معتقلين من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع، الأسبوع الماضي، بما في ذلك إجراءات نقل وعزل أعداد كبيرة منهم، وإخضاع آخرين للتحقيق، واقتحام بعض السجون، وتدحرجت الإجراءات والممارسات الانتقامية الجماعية إلى منع الزيارات العائلية لجميع المعتقلين حتى نهاية سبتمبر الحالي.
 
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، حالة الاستنفار القصوى في جميع السجون، ونفذت سلسلة من الإجراءات الانتقامية بحق المعتقلين الفلسطينيين، خاصة في سجن جلبوع، وأجرت عمليات اقتحام وتفتيش لعدد من السجون، وأجرت تنقلات لمئات المعتقلين، منهم 16 من سجن جلبوع، إلى سجن النقب، جنوب دولة الاحتلال، و34 إلى سجن عوفر، غرب رام الله، وأخضعت عدداً من المعتقلين المحسوبين على حركة الجهاد الاسلامي للتحقيق، بعضهم تعرض للتعذيب والمعاملة القاسية، كما سحبت بعض الامتيازات من السجون، كمصادرة التلفاز، وتقليص مدة الفورة، وإغلاق كافة أقسام الأسرى في السجون، وإغلاق المرافق كالمغسلة، وحرمان المعتقلين من “الكانتينا”، وسط تهديدات بمزيد من الإجراءات الانتقامية، فضلاً عن اقتحام سجني النقب وريمون، كما طالت الإجراءات الانتقامية أهالي المعتقلين الستة، حيث اقتحمت تلك القوات منازل عائلاتهم وأقربائهم، وأخضعتهم للتحقيق، ونكلت بهم، في محاولة للضغط على المعتقلين منتزعي حريتهم.
 
في مقابل ذلك، شرع المعتقلون في مواجهة الخطوات والإجراءات الانتقامية، ونقل وتوزيع معتقلي الجهاد الإسلامي على باقي السجون، حيث بدؤوا بحرق مجموعة من الغرف في قسم 6 بسجن النقب، فنقلت سلطات الاحتلال معتقلي قسم 6 إلى أقسام أخرى، واقتحمت أقسامًا أخرى من سجن النقب.

كما نفذت قوات الاحتلال عملية اقتحام واسعة لسجن ريمون، واستدعت الوحدات الخاصة لذلك للسيطرة على الأوضاع داخل السجن، وشهد سجن جلبوع المواجهات الأشدّ بين كل السجون، بعد أن سكب أحد الأسرى ماء ساخنا على وجه أحد السجانين، ردًّا على إجراءات إدارة السجن الانتقامية، كما شهد سجن عوفر مواجهات مع إدارة السجن وتوترا شديدا بين صفوف المعتقلين.

ترافق ذلك كله مع استمرار 6 معتقلين في الإضراب عن الطعام؛ احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، أحدهم مضى على إضرابه أكثر من شهرين، وترفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطالبهم بالإفراج عنهم، وتمارس بحقهم إجراءات عقابية، بما في ذلك منعهم من زيارة محاميهم.

وفي هذا السياق، منعت إدارة السجن بتاريخ 6 سبتمبر، محامي المركز من زيارة موكله هشام أبو هواش، من مدينة دوار بالخليل، المضرب عن الطعام منذ منتصف أغسطس الماضي، احتجاجاً على استمرار اعتقاله إداريًّا منذ نحو عام. ويرسف أبو هواش داخل قسم الزنازين في العزل الانفرادي في سجن عوفر، غرب رام الله.
 
وفي إطار القلق المتزايد على مصير أكثر من 5000 أسير في سجون الاحتلال يواجهون أقسى أنواع الإجراءات الانتقامية، وجهت مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى، ومؤسسات أهلية وحقوقية نداءً عاجلاً للأمم المتحدة (المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وسوء المعاملة، والمقرر الخاص المعني بالصحة البدنية والعقلية، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي)، والبعثات الدبلوماسية لتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين، واستعرضت تلك المؤسسات جملة الجرائم التي يتعرض لها المعتقلون منذ تاريخ 6 سبتمبر 2021.
 
وأشار المركز إلى تاريخ أسود لدولة الاحتلال في انتهاك حقوق المعتقلين الفلسطينيين منذ العام 1967، ومعاملتهم بقسوة حاطّة بالكرامة، أدت في كثير من الأحيان إلى مقتل العشرات داخل السجون، سواء تحت وطأة التعذيب، أو خلال القمع المتكرر لأقسام السجون، بما في ذلك إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، والضرب والاعتداء الوحشي.
 
وحذر المركز من تعرض نحو 5000 أسير فلسطيني للأذى، في سياق التهديدات المتزايدة لمصلحة السجون باتخاذ المزيد من الإجراءات الانتقامية، وسحب الامتيازات التي حصلوا عليها على مدى عقود من النضال بأجسادهم وأرواحهم وسني أعمارهم.
 
وطالب المجتمع الدولي بضرورة إلزام سلطات الاحتلال باحترام حقوق المعتقلين وتوفير الحماية لهم، ومعاملتهم وفق قواعد القانون الدولي.

كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال للسماح لمحامي المعتقلين الأربعة بزيارتهم والاطلاع على أوضاعهم، والاطمئنان لعدم تعرضهم لإجراءات انتقامية، وتمكينهم من الالتقاء بمحاميهم قبل عرضهم على المحكمة وهي أكثر اللحظات التي يحتاجها المعتقل، ولا يوجد ما يمنع حضور المحامي جلسة المحاكمة والتخاطب مع موكله عن بعد، أو رؤيته، للاطمئنان على وضعه الصحي من كثب.
 
كما طالب منظمة الصليب الأحمر الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتها والقيام بزيارة المعتقلين الأربعة في أقرب فرصة ممكنة؛ للاطمئنان على أوضاعهم الصحية، وإبلاغ ذويهم بذلك الذين أبدوا قلقاً وتخوفاً على مصيرهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات