السبت 25/مايو/2024

بين التهديد والطمأنة.. خطاب القسام اليد العليا على الاحتلال

بين التهديد والطمأنة.. خطاب القسام اليد العليا على الاحتلال

سادت الطمأنينة صدور وبيوت أهالي أسرى نفق الحرية أبطال “الفرار الكبير” من سجن جلبوع، عقب خطاب الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، الذي أكّد فيه أنّ أي صفقة قادمة لن تتم دون أن تشمل هؤلاء الأبطال.

هذا الخطاب الذي لم يزد عن خمس دقائق لاقى ترحيباً فلسطينيًّا شعبيًّا وفصائليًّا واسعاً عقب حالة الألم والقلق التي أصابت جموع الفلسطينيين والأحرار، بعد أن تمكن الاحتلال من إعادة اعتقال أربعة من أبطال نفق الحرية، بعد ستة أيام من تمكنهم من التخفي والفرار من سجن جلبوع الصهيوني، الذي لا يصلح للحياة الآدمية.

وقال أبو عبيده في خطابه المتلفز: إنّ “قرار قيادة القسام والمقاومة بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال بإذن الله تعالى”.

وأضاف: “إننا في كتائب القسام نقول اليوم وبشكل واضح وليسمعه أسرانا وعائلاتهم، وليسمعه العدو والصديق على حد سواء (..) إذا كان أبطال نفق الحرية في جلبوع قد حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض وأوصلوا رسالتهم لكل العالم، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض”.

رسائل مهمة
المحلل السياسي والمختص في الشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه من الواضح أن قيادة القسام أرادت من خلال خطاب أبو عبيدة إرسال عدد من الرسائل المهمة والمتعلقة بموقفها الثابت من قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وأيضا فيما يتعلق بالبنية العسكرية الحديثة للمقاومة في مخيم جنين وحديث الاحتلال عن عملية عسكرية محتملة هناك.

وأوضح الرفاتي أنّ الرسالة الأولى لقيادة القسام حملت تجديد العهد للأسرى بالإصرار على الإفراج عنهم في صفقة تبادل مشرفة يخرج من خلالها الأسرى غصباً عن السجان وعن الاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة القوة.

وأضاف: “أما الرسالة المتعلقة بأسرى نفق الحرية فقد أوصلت رسالة لهم ولجميع الأسرى في سجون الاحتلال بأن الأعمال البطولية والتغلب على السجان، هي محل تقدير وتعاطف الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمدافعين عن الإنسانية على مستوى العالم”.

وفيما يتعلق الوضع في جنين جاءت لفتة بارزة من أبو عبيدة والقسام بربط الوضع في قطاع غزة بما يجرى في الضفة المحتلة، وبيَّن المحلل السياسي أنّ هذا يأتي استمرارا لإستراتيجية حديثة للمقاومة لتجاوز الخطوط الحمراء التي حاول الاحتلال فرضها بفصل الجبهات الفلسطينية، وقال: “بعد مدينة القدس في معركة سيف القدس اليوم هناك قضية الأسرى وأيضا قضية المقاومة في جنين”.

وبيّن الرفاتي أنّ خطاب القسام حمل تحديا كبيرا لدولة الاحتلال، ووضع خطوطًا جديدة في معادلة الردع عبر استحضار ملفي أسرى نفق الحرية والأسرى في السجون وملف جنين والمقاومة في الضفة المحتلة، مبيناً أن ذلك يأتي في سياق خشية دولة الاحتلال من الدخول في مواجهة عسكرية مع قطاع غزة تؤدي لتوحيد الجبهات الفلسطينية مجدداً.

طمْأنات وتهديدات
“أربع دقائق وثمان وثلاثين ثانية فقط، أوصل الناطق باسم كتائب القسام رسائل شملت تطمينات وتهديدات عدة”. هذا ما أكّده الكاتب والمحلل محمد أبو قمر، موضحا أنّ تلك الرسائل أعادت رفع معنويات الأسرى وأهاليهم وكل من شعر بانتكاسة بعد اعتقال الاحتلال لأربعة من الأسرى الفارّين، عندما وعدهم بألا تتم أي صفقة تبادل قادمة بدونهم.

وأوضح أبو قمر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ الخطاب من شأنه أن يجعل الأسرى ينامون ليلهم مطمأنّين، وأنّهم قريباً يمكن أن يعودوا للشمس من جديد ومن الباب.

وأكّد المحلل السياسي أنّ الخطاب أعاد ملف أسرى الاحتلال إلى الطاولة من جديد، ما سيدفع عائلاتهم إلى الضغط من جديد على حكومة بينيت، لافتاً إلى أنّه سجل انتكاسة جديدة لقيادة الاحتلال، وذكّرهم بإخفاقهم في إنهاء ملف جنودهم المأسورين في غزة، دون دفع الثمن.

وقال: “الخطاب حمل تهديدا جديدا للاحتلال بعدم التغول على الضفة المحتلة والاستفراد بها؛ فغزة جاهزة للدفاع عنها، لتكتمل لوحة، غزة، القدس، الضفة”، مبيناً أنّ هذا منح دفعة معنوية جديدة للضفة المحتلة في تصعيد مواجهتها مع الاحتلال.

وأشار إلى أنّ الخطاب من المؤكد أنّه سيجعل الاحتلال الذي يشنّ حملة قمع ضد الأسرى يعيد حساباته في التعامل معهم؛ خشيةً من انفجار قادم. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات